في عهد “مرسي” التقي ضحايا الخصوص بشهداء ماسبيرو كتبت : رانيا نبيل المفكر كمال زاخر، وصف ما يحدث بالخصوص، بأنه صورة بالكربون لكل ما حدث من عنف طائفي منذ 1972 حتي اليوم، بنفس الطريقة وردود الفعل والمعالجات من قبل الدولة، والإحالة الي العرف والتبريرات والتبرئ السياسي للهروب من المشكلة. لافتاً، ان المسيحيين عندما خرجوا لتأييد شيخ الازهر، لم يكن لشخص د. أحمد الطيب، بينما كان لمساندة الدولة المدنية متمثلة في الأزهر. وما حدث في الخصوص هو جني لثمار غياب القانون والتعليم المتراجع والمتخلف، وسيطرة التطرف علي الخطاب الديني الاسلامي. تساءل “زاخر” ان البعض يفسر بسذاجة ان الاعتداء علي الكنائس بسبب ان “الصليب” يستفز المواطنين، اذن لماذا الاعتداء علي الكنيسة الانجيلية التي لا تضع اعلاها صلبان او اي علامة دينية أصلا؟ مشدداً علي ان الحادث يجب الا يمر مرور الكرام، خاصة ان من قبيل المصادفة ان الحادث بمنطقة الخصوص بجوار “الخانكة” أول حادثة طائفية تمت في عهد السادات عام 72، وكأن الدائرة أغلقت وعادت كما بدأت، متسائلاً،، هل سنشهد 40 عاما اخري من احداث العنف ضد المسيحيين؟ اكد كمال زاخر، ان المحرض يتعامل طبقا للقانون كالجاني، وفي هذه الازمة الجاني متمثل في “النظام الفاشل”، ورجال دين لا يجدون إلا التحريض في خطابهم، ايضا المحرض يكمن في إخفاء الفشل السياسي بإلهاء المواطنين عن قضايا الوطن، لأن عقب كل فشل سياسي يلاحقه أزمة طائفية. مواطنون أم رعايا؟ تساءل المفكر كمال زاخر، هل نحن مواطنون ام رعايا؟ لان الاجابة ستحدد كيفية التعامل فيما بعد بين النظام والمواطن، أيضا تساءل “زاخر” حول المقصود من تصريح د. محمد مرسي اثناء زيارته للسودان عندما قال “سأدعو لثورة ثانية إذا لزم الأمر..” فهل المقصود بالثورة الدعوة للفوضي؟ لان بطبيعة الحال عندما يدعو الرئيس لثورة سيخرج اتباعه لاستهداف المعارضة التي لن تقف مكتوفة الايدي، لانها تؤمن بمبدأ “العين بالعين والسن بالسن” طبقا للإطار السياسي، وهنا سنجد مصر امام حرب أهلية بامتياز بدعوة رئيس الجمهورية إليها. قالت داليا زيادة المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون: “إن افتعال وتضخيم أحداث العنف الطائفي هي إستراتيجية كان يتبعها النظام السابق لتشتيت الرأي العام عن الأحداث السياسية المهمة. والعنف الذي نشهده اليوم ما هو إلا امتداد لحالة الاستقطاب الطائفي التي توجت مؤخراً بالموافقة علي استخدام الشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية وغيرها من الأنشطة السياسية بما يخالف وعود الرئيس بالحفاظ علي مدنية الدولة. وناشدت زيادة وسائل الإعلام بعدم استعمال الهويات الدينية في إعلان عدد الضحايا فكلها دماء مصرية غالية. قال مينا ثابت، الناشط القطبي، ان انقلاب الاوضاع من مجرد حادث جنائي -ليست له اي بعد طائفي- إلي حالة من الاقتتال علي الهوية في منطقة بها كثافة سكانية مرتفعة وكتلة قبطية كبيرة، أمر في غاية الخطورة و يؤكد بداية مشروع “إبادة جماعية” للاقباط من قبل المتطرفين وتحت رعاية الدولة. محذراً بأن شبح الاقتتال الاهلي طبقا للهوية الدينية قد يؤدي الي اشتعال الوطن ودخوله في سلسلة من الصراعات والنزاعات الطائفية لعقود طويلة، لذلك يجب علي القيادات الأمنية إلقاء القبض علي المحرضين الذين اشعلوا هذه المجزرة. قام البابا تواضروس الثاني بالصلاة علي جثامين الحادث بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، صباح الاحد، وتم دفنهم بكنيسة الملاك بجوار شهداء ماسبيرو وامبابة. علي الجانب الاخر، واجه أهالي الضحايا مشاكل في انهاء اجراءات استخراج الجثامين، نظرا لان النيابة طلبت تحويلها الي مشرحة زينهم حتي يتم تشريحها الا ان ذويهم رفضوا، بالاضافة الي ان مستشفي المطرية اعلن عن عدم وجود امكانيات لديها لتشريح الجثامين، وقد حاول آباء الكنيسة اقناع الاهالي بالموافقة علي تحويل الجثامين لزينهم الا انهم رفضوا ايضا. وكان قد توجه وفدا من الازهر الشريف، بقيادة الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الازهر الي منطقة الخصوص لاحتواء الازمة. وتفقدوا مبني الكنيسة والتلفيات الناتجة عن الاشتباكات، بصحبة راعي الكنيسة، سوريا يونان، وتم عقد جلسة بكنيسة مار جرجس، في حضور عدد من الشخصيات المرموقة بالمنطقة من مسلمين ومسيحيين، وحضر أحد أفراد عائلة القتيل المسلم “محمود محمود” في محاولة لاحتواء الازمة. وشدد الدكتور محمود عزب علي ضرورة أن يلتزم الخطاب الديني علي مبدأ المحبة والتسامح، ولابد من سعي القيادة الدينية علي ترسيخ وإرثاء هذه المبادئ. وأوضح عزب أنه قام باعدد تقرير بشأن الأحداث التي جرت بأرض الشركة ليلة الجمعة، لدراسة التقرير من قبل شيخ الأزهر، حتي يتم عقد جلسة للصلح في غضون ايام. وسوف يدرس التقرير ويناقش من قبل جلسة ببيت العائلة، التي هي منوطة بفض هذه المنازعات. تظاهر امام الكنيسة الجدير بالذكر أن المئات من الاقباط بالخصوص وبعزبة النخل تظاهروا امام كنيسة مارجرجس مرددين هتافات مناهضة للنظام ومنددة بالحادث ومنها “السلام السلام .. وأحنا ألهنا ملك السلام”، وتم إطلاق اعيرة نارية عقب مغادرة مستشار شيخ الازهر للكنيسة ومحيطها. وعليه قامت قوات الامن بوضع حواجز حديدية بمحيط الكنيسة تحسباً لهجوم المتشددين، كما دفعت مديرية امن القليوبية بخمس عربات أمن مركزي لتأمينها.