بقلم : محمد عبد النبي ابراهيم الهاله كانت ظروف عمل والدي تحتم عليه التنقل بين بلاد الله خلق الله في ربوع مصر في ثلاثينيات القرن الماضي – وفي بداية حياته مع والدتي انتقل الي بلد من بلاد الصعيد (نجع حمادي) – وهناك انجبت امي ولدين – ولظروف عدم الرعاية الصحية من الدولة في المناطق النائية الي جانب تفشي الجهل والتخلف والخرافة والعلاج بالرقي والبخور وزيت ام هاشم .. الخ في تلك العهود – مات ولدي امي تباعا – فاشاع اهل النجع خرافة بان أمي بتاكل ولادها وطاردت الخرافة امي وعاشت مازومة في نكد – طوال وجودها في النجع- وكان خوفها الدفين ان يتركها ابي او يتزوج عليها تأثرا بتلك الشائعة لا اعرف لماذا بعد عشرات السنين – الحت علي الذاكرة بهذه الحكاية التي قصتها لي والدتي وما تحملته في غربتها من انكسار – نتيجة اوضاع اجتماعية بائسة. بهذا المعني الدفين في نفوسنا كمصريين يظهر واضحا كوضوح الشمس الحكام بملكيتهم لادوات القهر والقتل يقتلون شبابنا الثائر في الميادين واحكي يا زمن- في عصرنا من غير خرافة النجع حكام مصر بياكلوا اولادها . وابتدت الحكاية لما ثار ولادنا الجدعان في 25 يناير 2011 وابتدعوا شعارا يحمل أماني المصريين ( عيش – حرية – عدالة اجتماعية – كرامة انسانية ) بمفاهيم بكر التف حولها شباب يتطلعون الي المستقبل – رافضين ما عاناه الاباء والاجداد. ولاول مرة في التاريخ يري المصريون حاكمهم الطاغية بعد 30 سنة من حكمه اسيراً خلف القطبان علي سريره متمارضا ومعه وزير داخليته السفاح بعد ان سفكوا دماء ( اكلوا ) المئات من انبل شبابك يا مصر. وانقلب حلمنا وحلم الثوار لكابوس وكان الثورة لم تحدث احساسي من اربعة مشاهد في البداية كانت مبعثا للاسي والصدمة اول القصيدة الاحساس بفقدان شكل الدولة وغياب القانون مبكرا عندما نشرت الاهرام صورة لمسيحي مقطوع الاذن وصورة للسفاح منفذ الجريمة حيث قامت جماعة ارهابية متطرفة باقامة الحد عليه جزاء لقيام المسيحي بعلاقة محرمة مع سيدة ما وتمت المصالحة بتبويس الدقون في هذه المأساة وبعدها الاعتصام امام المحافظة في قنا لتغيير المحافظ لانه مسيحي وقطع خط السكة الحديد وتم الانصياع لتصبح ممارسة الجماعات المتطرفة باسم للاسلام السياسي شكلا من اشكال العبث السياسي بمستقبل الوطن لاقرار عادات وتقاليد قبائل البدو علي مصراقدم الدول بداية للحضارة الانسانية. ثانيها ظهور الشيخ ( القطري ) يوسف القرضاوي في ميدان التحرير ليؤم الاخوان المسلمين في صلاة الجمعة لتكون الغلبة بعلو الصوت وسيطرة الاغلبية – ويمنعون شاباً من شباب الثورة من الصعود للمنصة ( وائل غنيم ) هذه واحدة وتعني التوجس من غدر الجماعة المشهد الثالث جمعة قندهار وفيه نصاب بالاسي والصدمة وارتفاع ضغط الدم – ان نري ميدان التحرير يموج بسكان الجحور والكهوف في تورا بورا ارهابي القاعدة باعلامهم السوداء ويرتج الميدان بهتاف ( دينية- اسلامية- الخ ) وكم تملكني الاسي علي شباب – مات عشقا في حب الوطن- ليسرق الاخوان المسلمون بأجنحتهم المتطرفة ثورتهم والمشهدالرابع فوز الدكتور مرسي بالرئاسة بعد التهديد منه ومن جماعته – بحرق مصر – و حملنا الهم والكرب و حرق الدم – فكيف للمواطنين الاحرار ان يفتحوا قلوبهم و يعطوا الامان للاخوان في حين ان مرشدهم العام السابق مهدي عاكف صرح ب ( طظ في مصر ) وجاء مرسي وفي مكنون نفسه نصيحة مرشده. الثورة سرقها الغراب باسم الاسلام وطار – وكان فكر الغلابة انهم بالهوية الدينية ستبني الآمال استنادا علي شعارات حالمة من قلوب المصريين الطيبة المملوءة بالرحمة والسماحة ( الاسلام هو الحل ) – لكن بعد شهور من حكم الااخوان – لقينا اياما اسود من ايام مبارك والامثلة واضحة- الغلاء بيكوي بناره الغلابة وبدل من رفع المعاناة جار رفع الدعم لانهم يتبنون اقتصاد الراسمالية المتوحشة في شكلها الانتهازي التجاري- ووزير داخلية فرض قبضة امنية محكمة وقتل من الثوار في ميادين مصر ما يزيد علي 75 قتيلا والمئات من المصابين حتي اصبح القتل في حكم الاخوان نهجا يوميا لا فرق ( بين مبارك والعادلي – ومرسي ومحمد ابراهيم ) ايضا جاب حكومة ( قنديل) سكرتارية لرئيس الجمهورية – ليصمت المحرومون للابد فلا أمل في عدالة اجتماعية في شعب يعيش قرابة نصفه تحت خط الفقر وتفشي الامية فيه ما يقرب من 40% امية ابجدية دعك من الامية الثقافية . يا دكتور مرسي الاولاد دول شغلوا عقلهم ومش ها يقبلوا الاذعان لولي الامر ويصبح العقل مقيدا باسم الدين للرضوخ للاستبداد بالسمع والطاعة اولاد شداد يملكون كل امكانيات المعرفة في عصرنا وبعقولهم المتفتحة يملكون كل أبجديات الحرية التي غابت عنكم وعن الشعوب الاسلامية في كل العهود لن يقبلوا الاستبداد والقهر تحت مقصلة الارهاب باسم الدين كما قبلناه حتي انصعنا لارادة الطغاة من طول زمن القهر ( كما يفسر لنا علماء النفس ) واصبحنا مطيعين خضوعا لارادة الطغاة فتربة مصر ستتطهر بعد ان تحملت جراثيم الدكتاتورية منذ غزو العرب لمصر بالجزية علي الرؤوس والخراج علي الارض وبتطويع الدين للنهب والا دلونا علي اقتصاد اسلامي لايعتمد الا علي الغزو والنهب والغنائم باسم الدين. وفي الآخر دعونا من فتاوي غلاة التطرف التي تدعوا للشفقه علي تغلغل الجهل في العقول فلا يخجل احدهم عندما يدعي ان الرئيس مرسي رباني هنا يحضرني تساؤل ما الفرق بين صكوك الغفران (كتجارة لدخول الجنة لمن يدفع) والزيت والسكر وقول نعم (لتضمن دخول نفس الجنة).