“العفو الدولية” تتهم “مرسي” بالفشل في حماية المسيحيين رغم وعوده المتكررة تقرير: رانيا نبيل غادر عشرات الاقباط الخميس الماضي، علي متن رحلتين نظمتهما شركة “إير سينا للطيران” إلي إسرائيل، لزيارة الأماكن المقدسة، قبيل عيد القيامة واسبوع الالام، في الوقت الذي تلتزم فيه الكنيسة الارثوذكسية بقرار البابا شنودة الراحل، بمنع السفر، الي القدس، وحتي الان لم تقدم طلبات سفر للكنيسة بصفة مباشرة. وقالت الكنيسة إنها ستبحث حالات من سافروا، لتعاقب من تثبت مخالفته، بمنعه من “سر التناول” لمدة عام. طالب نشطاء أقباط، الكنيسة بمراجعة موقفها من منع السفر إلي القدس، بوصفها رحلات دينية، لا تمسها شبهة التطبيع مع إسرائيل. والفصل بين الموقف السياسي والديني، فالبابا كان يعبر عن موقف سياسي معين وكانت الأجواء وقت اتخاذ قرار منع الزيارة ملتهبة بعد اتفاقية كامب ديفيد، ولابد من التعبير عن موقف الكنيسة التي رفضت الزيارة. حوار كنسي مينا ثابت الناشط القبطي، قال إن زيارة المسيحيين للقدس موقف وحرية شخصية ولا دخل للسلطة علي الاقباط في تصرفاتهم، ومن يرفض زيارة الاقباط للقدس بحجة انها “تطبيع”، فهو إعتراف بأن القدس إسرائيلية. طالب “ثابت” الكنيسة بفتح حوار مع المواطنين للوصول لحل هذه الازمة التي تتكرر سنوياً دون حل جذري لها، فالحوار هنا لا علاقة له بالتعدي علي الثوابت او المعتقدات الدينية، حتي تصل الكنيسة لحل حاسم ونهائي. كشف “ثابت” ان زيارة الاقباط للقدس لم تكن المرة الاولي او الثانية، بل سبقتها رحلات عديدة تمت حتي في ايام البابا شنودة الراحل، حيث كانت تنظم الرحلات الدينية من أجل أداء الطقوس الدينية للمناسبات الدينية وغيرها. تحصيل حاصل مدحت بشاي عضو مجلس أمناء التيار العلماني، قال إن موقف الكنيسة ممن يذهبون الي القدس، لم يكن موقف البابا شنودة كما هو معروف، بينما هو موقف وقرار اتخذه “البابا كيرلس السادس” وتم في ظرف تاريخي مختلف بعد هزيمة يونيو وضياع سيناء، اي انه تحصيل حاصل حينئذ لانه كان في منتهي الصعوبة سفر المسيحيين. ثم كان الخلاف السياسي بين السادات والبابا شنودة وعدم استجابة البابا شنودة لتأييد اتفاقية كامب ديفيد وتصعيد منع السفر للقدس باعتباره موقفا وطنيا لا قبل ولا بعد. مزايدة مرفوضة “بشاي” أكد ان بعض الفلسطينيين أجزموا ان سفر المسلمين والاقباط للقدس له دعم هائل للقضية الفلسطينية، ومثال ذلك المناضل التاريخي فيصل الحسيني، ومفتي القدس. رفض بشاي مقولة إن مصر لديها مقدسات تغني المواطنين عن زيارة القدس، لأن الأرض التي شهدت حياة السيد المسيح وتلك الأحداث الدرامية تهفو لرؤيتها النفوس، ولايمكن مقارنتها بمواقع زيارة عابرة للعائلة المقدسة.. تعجب مدحت بشاي من موقف الكنيسة وفكرة “العقاب الكنسي” لعدم الاستجابة لموقف سياسي، رافضاً وبشدة المزايدة علي وطنية المصريين، فماذا بعد الصعود الإخواني لسدة الحكم وخطابهم التاريخي للقيادة الإسرائيلية المفعمة بالمودة والحب والإخاء؟ ليس تطبيعاً قال المفكر القبطي كمال زاخر إن زيارة الأقباط للقدس لا تعني تطبيعا مع الكيان الصهيوني، كما أن فتح القضية في الوقت الحالي من جديد يعني تسييسها، متسائلا عن المغزي حول إعادة طرح القضية. وتابع زاخر، خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق علي فضائية “صدي البلد” في برنامجه “نظرة”، أن البابا الجديد أعلن صراحة أن الكنيسة ليست لاعبا سياسيا ولن تكون ضمن معادلة السياسة لأن الضغوط قد أزيلت من علي كاهل الكنيسة المصرية برحيل نظام مبارك. وأضاف زاخر أنه التقي مع مدير جامعة القدس واستمع لتصريحات السلطة الفلسطينية الخاصة بأن زيارة الأماكن المقدسة هي دعم للفلسطينيين، مشيرا إلي أن الأقباط الذين يذهبون للقدس لا يمثلون نسبة كبيرة ومنعهم ليس ضغطا علي إسرائيل. سيناريو يتكرر ولم تعد هذه هي المرة الاولي لسفر أقباط الي القدس، حيث قامت نفس الشركة “إير سينا للطيران” في ابريل 2012 بتسيير جسر جوي بين القاهرة وإسرائيل لنقل مئات من الأقباط المصريين لزيارة القدسالمحتلة خلال أسبوع الآلام من العام الماضي، وكانت هذه هي المرة الأولي من نوعها منذ قرار البابا الراحل شنودة الثالث حظر سفر الأقباط إلي القدس الصادر عام 1979، والذي ربطه بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي لها، فيما أكدت الكنيسة الأرثوذكسية التزامها بالقرار وتوعدت بمعاقبة المخالفين، وهو نفس السيناريو الذي يتكرر اليوم. فشل مرسي من ناحية أخري، قالت منظمة العفو الدولية “أمنيستي” إن زيادة التوترات الطائفية، تسلط الضوء علي فشل السلطات المصرية في حماية الأقباط، علي خلاف ما وعد به الرئيس محمد مرسي مراراً وتكراراً بأنه “رئيس لكل المصريين”. وأضافت المنظمة، في تقرير لها عن الأزمات الطائفية في مصر، إن أهالي مدينة “الواسطي” احتشدوا في الشوارع مطالبين بعودة فتاة مسلمة، أو خروج الأقباط من القرية، وهتفوا “دعوا المسيحيين يموتون من الخوف”، وتصاعد العنف عندما أجبرت مجموعة سلفية، المسيحيين علي إغلاق محلاتهم، وتشكيلهم دوريات في المنطقة، للتأكد من إغلاقها، والتعامل بعنف مع من يقاومهم، فيما رفض مدير الأمن ورئيس المباحث تحرير بلاغات ضدهم، بدعوي أنها ستشعل الموقف. وأوضحت أن بداية المشكلة كانت في فبراير الماضي حينما تم الإبلاغ عن فقد سيدة مسلمة، زعم أفراد عائلتها وعدد من أعضاء التيار السلفي بالمدينة أن كنيسة مارجرجس أثرت عليها وجعلتها تتحول للمسيحية، وهي المزاعم التي نفتها الكنيسة. وقال عدد من سكان القرية إن هناك منشورات توزع في السوق، ووسائل المواصلات، وأمام المحال المملوكة لمسيحيين تقول إنه واجب ديني أن يدافع المسلمون عن السيدة المختفية. وأردفت المنظمة أن وضع الأقباط لم يتحسن بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، فخلال فترة حكم المجلس العسكري تعرضوا ايضاً لعدد من الهجمات من قبل مسلمين متشددين، كما أنه في عهد الرئيس محمد مرسي يعاني الأقباط من الهجمات المتكررة علي كنائسهم ومبان تابعة لها مثلما حدث في بني سويف، الفيوم، أسوان بالإضافة إلي قرية واسطي. وانتقدت طريقة تعامل الشرطة مع الأزمات الطائفية المتكررة بتفضيلها المصالحة عن محاكمة الجناة والمعتدين.