سلام للقلوب المجروحة أجري عازف العود المميز أشرف نجاتي، منذ أيام قليلة، عملية قسطرة في القلب بمستشفي مصر للطيران بعد أن كانت فاجأته منذ عدة أيام ما يشبه الذبحة الصدرية. وكذلك أجري بالأمس الشاعر المعروف محمد فريد أبوسعدة، عملية قلب مفتوح كبيرة بمعهد ناصر، وكان قد عاني من أزمة قلبية مماثلة منذ شهور قليلة، أشرف نجاتي هو العضو البارز في فرقة «سكندريللا» التي تخصصت في إحياء التراث الغنائي الوطني لسيد درويش والشيخ إمام، خريج بيت العود العربي وهو الذي أحيا «مع زميليه أديب كامل وجيهان نجاتي» حفل مرور 25 عاما علي صدور مجلة «أدب ونقد» بالتجمع منذ عام، في ليلة شعرية موسيقية باهرة، وفريد أبوسعدة هو أحد شعراء السبعينيات البارزين، صاحب دواوين «ذاكرة الوعل» و«الغزالة تقفز في النار» و«وردة الطواسين» و«معلقة بشص» وغيرها، وعضو مجلس تحرير «أدب ونقد». أما لماذا أصيب قلبا العازف والشاعر «أشرف وفريد» بالوهن؟ فالإجابة واضحة، أصيب قلب العازف وقلب الشاعر بالوهن، لأن قلوب العاشقين لها عيون، ولأن روح الفنانين أرق من ورقة الشجرة، ولأن العازف كلما قال مع ضربه العدو «أنا لا مارد ولا عصفور» لا يجرح قلوب المستمعين فقط، بل يجرح قلب نفسه، فيصبح الشريان التاجي مهتوكا كأسرار المحبين المهتوكة، ولأن الشاعر كلما قارن نفسه بالحلاج المتصوف، صُلب ودُقّت المسامير في أطرافه كما صُلب سلفه صاحب الطواسين، فصار القلب مفتوحا كنافذة. يا أشرف، أيها العازف المتوحد في وتره، سلامة قلبك المرهق. يا فريد، أيها الشاعر الذي يكاشف شبح الوقت، سلامة قلبك المرهق.