أكد نشطاء في مجال الحق في التعليم أن النقابة الموجودة حاليا مصاغة بعقلية حكومية وأنها محكومة ببيروقراطيتها، وهي علي هذا الأساس لا تدافع عن حقوق اعضائها، واشاروا إلي أن هذا جعلهم يفكرون في انشاء نقابة ديمقراطية مستقلة للمعلمين ترعي مصالحهم وتعمل علي تحسين شروط وظروف بيئة العمل وتنمي قدرات التفاوض لدي العاملين في مجال التعليم بعدما حولتهم السياسات الموجودة إلي اجراء وهددت أمانهم الاجتماعي والوظيفي. لكن ماذا عن النقابة الجديدة التي قاموا بتأسيسها مؤخرا وكيفية قيامها بأعمالها وما الذي ستقدمه لاعضائها؟قال أشرف حفني عضو مجلس النقابة شمال سيناء إن قانون النقابة الموجودة افرز طوال تاريخها مجالس للنقابة تابعة للحكومة، وهذا دعاهم الي إعلان نقابتهم بعدما وصفوا لائحتها بأنفسهم وتنص علي أن كل انتخاباتها مباشرة والسلطة العليا فيها للجمعية العمومية، وذكر أنها صيغت علي أساس دستوري طبقا للمادة 56 من الدستور المصري كما راعت الاتفاقات الدولية والمحلية التي تشرع للحرية النقابية والتعبير الحر للمعلمين. وأشار إلي أن المساهمة في اصلاح عملية التعليم لن تكون إلا بنقابة مستقلة عن الوزارات والادارات الحكومية، خصوصا أن النقابة الحالية مجرد هيئة لتنظيم المهنة وليست نقابة معبرة عن مصالح المعلمين، ولا يوجد ما يجمع بين مصالح أمينها الحالي صاحب أكبر عدد من المدارس الخاصة ومصالح المعلمين، أو مطالب إصلاح التعليم، من هنا كانت ضرورة انشاء النقابة المستقلة التي تمثل نقلة نوعية في الدفاع عن حقوق المعلمين. نقابة حقيقية وأضاف أيمن البيلي عضو مجلس النقابة بالدقهلية: نحن نسعي لإنشاء نقابة حقيقية ديمقراطية تعبر عن جموع المعلمين، وذلك من أجل تحقيق اهداف محددة، منها المطالبة بالأجر الآمن والعادل، وتحسين شروط وظروف بيئة العمل التعليمية، وتنمية قدرات التفاوض لدي المعلمين، خاصة في ظل سياسات التعليم التي حولت المعلم إلي أجير لدي صاحب العمل وبالتالي اصبح أمانه الاجتماعي والوظيفي مهددا علي اعتبار ان المستهدفات للسياسات الحكومية منذ صدور قانون الجودة والاعتماد هو خصخصة التعليم . دفاعا عن الحقوق محب عبود عضو مجلس النقابة بالإسكندرية يري أن النقابة الحالية لا يوجد بها شيء جوهري يعطيها معني كلمة نقابة، لأن النقابة ترتبط بالدفاع عن الحقوق، وهو بالطبع امر يغيب تماما عن دور الكيان الموجود، فالاصل في النقابات ان يشكلها أصحاب المهنة الواحدة، ممن يتفقون في الأهداف وطرق الوصول لتحقيقها بشكل طوعي، وبالتالي ينضمون اليها أو يخرجون منها ويشكلون كيانات أخري وهي حقوق أساسية للمنضمين للنقابة، التي تم تشكيلها مؤخرا بينما النقابة الموجودة تشكلها الدولة، وينضم المعلمون إليها بغض النظر عن موافقتهم من عدمها، ويسلبون حق الخروج منها، فكيف يمكن تسميتها نقابة؟! معلمون بلا حقوق وذكر حسن أحمد عضو مجلس النقابة بالفيوم أن النقابة الجديدة هي الأصل، لا توجد نقابة للمعلمين حسب نص القانون، وبالتالي لا توجد نقابة للمعلمين ترعي مصالحهم وتدافع عنهم، ونظرا للسياسات الحكومية ضد المعلمين كان لابد من التفكير في كيان يدافع عنهم، وبالتالي نشأت فكرة الروابط التعليمية، وتم تشكيل رابطة (معلمون بلا حقوق) بالفيوم لتدافع عن المعلمين خاصة معلمي العقود والمكافآت وتطور الامر بعد ذلك بالاتصال بالروابط في المحافظات الاخري لتنظيم وقفات احتجاجية للمطالبة بحقوق المعلمين، وكان التطور الطبيعي لتعاون الروابط هو التفكير في نقابة مستقلة للمعلمين. وقال: وجد المعلمون خلال تعامل الكثير من المعلمين مع الروابط أو الهيئة التأسيسية المسئولة عن إجراءات اشهارالنقابة الجديدة، جدية في الدفاع عن حقوقهم، مما دفع الكثير منهم إلي التبرع بالجهد والمال لانجاح النقابة. وأشارت سوسن عبدالعظيم عضو النقابة بالإسكندرية إلي أن النقابة الجديدة تستكمل دور النقابة الموجودة في الدفاع عن الحقوق المهدرة للمعلمين برفع الحالة الانسانية للمعلمين واعطاء جهد لتطوير العملية التعليمية. وذكرت هدي إبراهيم عضو مجلس نقابة السويس أن الهدف من النقابة المستقلة الوصول لأجر عادل للمعلم وإعادة تكليف خريجي كليات التربية والعمل علي تطوير العملية التعليمية لأن النقابة الحالية لم تعد تعمل لصالح المعلم. وقالت هالة محمد أمين الفيوم عضو مجلس النقابة : إن النقابة الحالية لم تتدخل لحل مشاكل المعلمين، برغم أن النقابة الفرعية بالفيوم قامت بعمل ورقة ضد امتحانات الكادر ولصالح المعلمين ولكن للأسف انسحبت وتركت المعلمين وحدهم في المعركة وتنازلت عن حقها في الدفاع عنهم، ولم يتم عمل أي اجتماع للمعلمين لمعرفة مشاكلهم، وعندما توفي 6 معلمين أثناء مراقبة امتحانات الثانوية العامة لم تفعل أي شيء وكذلك مشكلة المعلمين الذين يعملون بنظام العقد، وقد دفع ذلك المعلمين للتظاهر للمطالبة، بحقوقهم بعيدا عن النقاب، كانت النقابة المستقلة حلمنا من أجل الدفاع عن حقوقنا نقابة موازية خالد وفاء أبو النصر الدقهلية عضو مجلس النقابة قال إن النقابة الجديدة نقابة موازية ليست بديلة للنقابة الحالية التي ليس لها وجود لبعدها الشديد عن مصالح المعلمين والامثلة كثيرة مثل مشكلة مدرس النشاط فبعد حصولهم علي الكادر وبعد أن كانوا معلمين تم تغيير المسمي الي مشرفي نشاط وسحب الكادر منهم بعد ان نجحوا في الامتحان، ولم تدافع عنهم النقابة الحالية، ويعد دخول نقابة المعلمين الحالية ضربا من الخيال، كما أن الترشح في الانتخابات مجرد حلم. الحق في التنظيم عبدالحفيظ طايل مدير مركز الحق في التعليم يقول : ممارسة المعلمين حقهم في التنظيم ضرورة موضوعية وليست ترفا، والنقابة الجديدة هدفها الرئيسي هو العمل علي تحسين شروط وظروف العمل عبر وسائل الدفاع عن حقوقهم بخلق قوي الضغط علي جهة الإدارة، ونقابة المعلمين المستقلة هي ثاني منظمة نقابية مستقلة في مصر بعد الضرائب العقارية، وبالتأكيد سيكون لها دور ايجابي في ترسيخ مبادئ الحرية النقابية.