أثر الصحة الجنسية علي سعادة الإنسان كان موضوع مسح ميداني ا تم إجراؤه في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، اشترك فيه ألف رجل وامرأة من سبع دول هي مصر والسعودية والإمارات ولبنان والجزائر والمغرب وبالإضافة لجنوب أفريقيا بالاشتراك بين الجمعية العربية للصحة الجنسية وإحدي شركات الأدوية. تضمن الاستبيان المستخدم في هذا المسح 60 سؤالا تم توجيهها للمشاركين تغطي العديد من جوانب العلاقة الحميمة والصحة العامة والعلاقات الزوجية والاجتماعية وأولويات الحياة المختلفة للسيدات والرجال.. وتتلخص أهم نتائج هذا المسح في خمس نقاط أساسية أعلنها د. طارق أنيس أستاذ أمراض الذكورة بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية العربية للصحة الجنسية.. أهم النتائج أن الجنس يحتل مرتبة متقدمة ضمن أولويات الحياة للسيدات والرجال بالرغم من عدم رضاء معظمهم عن حياته الجنسية ، فقد طلب من المشاركين ترتيب 18 من أولويات الحياة المختلفة مثل الصحة العامة والقدرة المالية والحياة الأسرية وإنجاب الأولاد والعلاقات الاجتماعية وغيرها من الأولويات فجاءت الصحة العامة في المرتبة الاولي بالنسبة للرجال، يليها العمل والمستقبل المهني، بينما جاء الجنس في المرتبة الثالثة متقدماً علي الكثير من أولويات الحياة مثل القدرة المالية والحياة الأسرية، اما بالنسبة للسيدات فجاءت الحياة الاسرية علي قمة الاولويات، بينما احتل الجنس المرتبة الخامسة، وبالرغم من ان 98% من الرجال و96% من السيدات اقروا ان الجنس مهم في حياتهم فأن 81% من الرجال والسيدات اقروا عدم الرضاء عن حياتهم الجنسية الحالية. وتتضح أهمية الجنس في منطقة الشرق الأوسط عند مقارنة نتائج هذا المسح بنتائج بحث مثيل تم إجراؤه في جنوب شرق أسيا اقر فيه 55% من الرجال و36% من النساء أهمية الجنس ضمن أولويات الحياة.. وتبين أن عدم الرضاء عن الحياة الجنسية لا يقتصر علي الرجال والسيدات المتقدمين في السن، ولكن يشاركهم فيه الشباب أيضا. فقد تمت مقارنة المشاركين في البحث بعد تقسيمهم لثلاث مجموعات سنية شملت الأولي الرجال أوالسيدات قبل سن الثلاثين، والثانية بين سن الثلاثين والخمسين والثالثة فوق سن الخمسين وتبين أن السيدات تحت سن الثلاثين هن الأقل رضاءً عن الحياة الجنسية، وعلي الجانب الآخر فكان الرجال بين سن الثلاثين والخمسين هم الأقل رضاءً عن حياتهم الجنسية. وأظهرت نتائج الاستبيان أن الرضاء عن الحياة الجنسية يؤثر بشكل كبير علي الرضاء عن أولويات الحياة الأخري فالسيدات والرجال الذين اقروا بالرضاء التام عن حياتهم الجنسية اظهروا قدرا كبيرا من الرضاء عن أولويات الحياة الأخري ونظرة أكثر ايجابية لأمور الحياة العامة واظهروا قدراً اكبر من الثقة بالنفس.. تعرض الاستبيان للعوامل المؤثرة علي الرضاء عن الحياة الجنسية وأقر 80% من السيدات و76% من الرجال أن الانتصاب غير تام الصلابة يمثل لهم مشكلة كبيرة بالرغم من قدرتهم علي المعاشرة الزوجية، حيث اعترف المشاركون في البحث أن هذا الأمر يشعرهم بالذنب تجاه شريك الحياة والحرج الشديد الذي يدفعهم للابتعاد عن اللقاء الحميم. كما اوضح الأستاذ الدكتور بهجت مطاوع أستاذ طب وجراحة الذكورة والتناسل في كلية طب قصر العيني رئيس الجمعية المصرية لأمراض الذكورة السابق وقال بالرغم من أن ضعف الانتصاب لا يشكل تهديداً علي حياة المريض فإنه قد يخلف آثاراً سلبية علي حياة الرجل وعلاقته بشريكة حياته، فهناك ما يقدر بحوالي 150 مليون رجل في جميع أنحاء العالم يعانون من هذه المشكلة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد بحلول عام 2025م ليصل إلي 320 مليون رجل علي مستوي العالم ، وتتضمن وسائل العلاج المتاحة ضرورة تعديل نمط الحياة والعلاج بالأدوية المتخصصة التي تسبب توسيع الشرايين وتزيد من تدفق الدماء داخل أنسجة القضيب.. كما أوضحت د.هبة قطب دكتوره الطب الجنسي والعلاقات الزوجية أستاذ مشارك وعضومجلس حكماء بالأكاديمية الأمريكية للطب الجنسي أن الرجل الذي يصاب بالضعف الجنسي يكون إنسانا تعيسا يمر في مراحل معروفة لدي المتخصصين، هي: مرحلة الشك.. إذ أنه لا يتصور أبدا أنه يمكن أن يعاني ضعفا جنسيا يوما ما.. ثم مرحلة الإنكار.. فهويصل لحد إدراك أن هناك مشكلة ولكن ينكرها أمام الآخرين بمن فيهم زوجته وهناك بعض الشخصيات التي تتوقف عند هذه المرحلة ولا تتحرك منها وخاصة إذا كانت النزعة الذكورية قوية أوأن طبيعة النشأة تحصر الرجولة في هذه البوتقة.. أما المرحلة التي تلي ذلك ..إن وجدت.. فهي مرحلة الاعتراف "بشجاعة" بوجود مشكلة والسعي لحلها.. أزعم أن هذه مرحلة منشودة ولكن في الوقت نفسه صعبة المنال في معظم الأحوال، وإنني لأتعجب لهذا الأمر من كثرة الشكاوي هذه الأيام من الضعف الجنسي بدرجاته المختلفة،ولا أعلم لماذا كل هذا الإنكار من قبل الرجال بالرغم أنه يمكن لأي عضومن أعضاء الجسم أن يصاب بسوء فيسعي الرجل لعلاجه فورا دون انتظار تفاقم الأمر!!