«سوف» وزير الزراعة والحكومة في مؤتمر صحفي عقده أمين أباظة وزير الزراعة واستصلاح الأراضي في الأسبوع الأول من الشهر الحالي عقب اجتماعات مجلس البحوث والتنمية أكد المهندس أباظة أن الاستثمارات العربية في الاستصلاح الزراعي بالمشروعات القومية لن تتأثر بالخلافات بين مصر ودول حوض النيل. ولا نعرف ما هي المشروعات القومية التي تشارك فيها الاستثمارات العربية ولم يصلنا خبر استثمار عربي في الزراعة أكلنا منه وأغنانا عن الاستيراد؟! بل إننا وكلما جاءت السيرة في معرض أي حديث تقفز إلي الأذهان كارثة توشكي التي وصفوها بأنها مشروع قومي وإهدار الأرض التي قدمت للوليد بن طلال بموجب عقد إذعان وإهدار وتفريط في السيادة المصرية. لمن إذن يقدم وزير الزراعة التطمينات وهو يعلم جيدا أن الأموال القادمة من أجل الأرض المصرية هي ملاليم قياسا بقيمتها التي لا نمنحها بكنوز الدنيا، وإنهم - أي المستثمرون العرب - ليسوا في حاجة لتطميناته؟ وفي المؤتمر الصحفي نفسه قال إن أغلب هذه الاستثمارات يعتمد علي الخزانات الجوفية وليس مياه النيل، وكأن الخزانات الجوفية ثروة لا تنضب ولا تحتاج لتنظيم في استخدامها وإلي وقفة مع من يستخدمها، وقد يأتي يوما نتوجه فيه للنائب العام ببلاغ نطالب فيه بالتحقيق في كيفية استخدام مخزون مصر المائي في الاستثمارات العربية وما العائد الذي جنيناه من خلفها؟ ثم يتحدث عن استراتيجية وزارته أو حكومته والنظام الحاكم بأداء كل فعل ب «سوف» أو «س» فقد أكد أن محدودية الموارد المائية في مصر تتطلب الإسراع بتنفيذ مشروع تطوير الري في الأراضي القديمة بالوادي والدلتا «طيب ما تطوروا حد حيشكو» وأن المشروع «سيكون» إجباريا إنقاذا لأكثر من 70% من مياه النيل التي تضيع بسبب الري بالغمر. وأوضح أن مشروع تطوير الري «سيوفر» 10 مليارات متر مكعب من المياه تكفي لاستصلاح وزراعة مليوني فدان بالوادي والدلتا، وأضاف أنه «سيتم» تنفيذ المشروع علي مراحل تبدأ بتطوير الري في الحدائق والمتنزهات. ولأن الوزير سوف يفعل كل ما سبق ذكره فإننا نذكر فقط بأن أساليب الري القديمة معروفة وحلولها العملية والتكنولوجية أيضا معروفة منذ عشرات السنين ويعرف الوزير ونعرف نحن أيضا أن «سوف» لن تحل أزمة محدودية مياه الري في مصر وأن الإرادة السياسية لتحويل «سوف» إلي «أصبح» مفقودة وعاجزة عن الفعل وإلا كانت قد فعلت «هو حد ممكن يعمل حاجة غير الحكومة يا حكومة؟». إن النظام الحاكم عاجز عن الفعل الرشيد وهذه حقيقة نعيشها يوميا وربما يكون وزير الزراعة معذورا فهو لا يملك وضع سياسات، ولن ننتظر منه بيانا بتلك السياسات ولا إنجاز خططها. والحقيقة المؤكدة أن النظام الحاكم كما أهدر الأرض أهدر المياه وكما أهدر الماضي والحاضر فقد أهدر المستقبل وليس أمام وزرائه إلا استخدام «سوف» ترويجا للأحلام أو الأوهام، التي هي في حقيقتها لا هذا ولا ذاك بل هي كوارث!!