أصدر قطاع البحوث بوزارة السياحة في مجلته الرابعة سنوية الصادرة في أكتوبر الجاري دراسة حديثة تناولت تداعيات ثورة 25 يناير والثورات العربية المختلفة في الوقت الراهن وتأثيرها على السياحة المصرية وكيفية استغلال هذه الثورات لصالح السياحة وكيفية تحقيق الهدف المرجو مستقبلا من خلال هذه الدراسة عن طريق وضع آليات للتحرك في هذه الأوقات الحرجة على المستوى المحلي والدولي ،مع التركيز على ضرورة أن تكون هناك حلولا سريعة لتقليل التداعيات السلبية لتلك الأزمة . أظهرت الدراسة أن الموقف السياحي حاليا يحتاج إلى تضافر كل الجهود للحد من الخسائر للسياحة المصرية وان آليات التحرك يجب أن تشتمل على خطة للتحرك قصيرة المدى يكون التركيز فيها على استعادة الحد الأدنى من السائحين القادمين إلى مصر حيث يمكن التركيز على الأسواق السياحية الدولية الرئيسية مثل روسيا وانجلترا وألمانيا وعلى المناطق السياحية المصرية البعيدة عن التوترات والثورات مثل منطقة البحر الأحمر ،سيناء، الأقصر ، وأسوان ، بينما تهدف خطة التحرك طويلة الأجل إلى الوصول بعدد السائحين القادمين إلى مصر إلى 25 مليون سائح في 2020 والتي يجب التركيز فيها على الأسواق سالفة الذكر بجانب فتح أسواق جديدة أمام المنتج السياحي المصري . وأوصت الدراسة بضرورة توسيع نطاق الإعفاءات الضريبية على المشروعات الفندقية والسياحية ،وتخفيض فوائد الديون المستحقة للمشروعات السياحية وخاصة التي تحت الإنشاء في ظل الظروف الراهنة ، مع الاحتفاظ بحق الدولة من دخول الضرائب بعد انتهاء الأزمات ،وضرورة استغلال تلك الأوقات في عمليات الصيانة والتطوير وإعادة رسم السياسات والأهداف وتقييم النتائج. وطالبت الدراسة بضرورة الحفاظ على العمالة المدربة في القطاع السياحي وعدم تسريح أو التفريط في العاملين باعتبار أن ذلك استثمارا في العامل البشري ، وضرورة وجود الدعم الحكومي في هذا الشأن فالعمالة المدربة الكفء يصعب الحصول عليها . وتناولت مجلة البحوث السياحية التي تصدر عن وزارة السياحة في أحد الأبحاث التي تضمنتها المجلة تحت عنوان ( أثر الترويج الإعلامي كأحد مقومات الجذب السياحي ) أن 96% من الآراء التي طبقت عليها الدراسة تشير إلى إمكانية تحسين الصورة الذهنية لمصر كمقصد سياحي من خلال وسائل الإعلام وان الإعلام يمكن أن يلعب دورا كبيرا في معالجة القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية والبيئية التي تعوق تنشيط السياحة . وأشارت نتائج الدراسة إلى أن 76 % من المبحوثين من وسائل الإعلام العربية والأجنبية ترى عدم وجود عدد كاف من الرسائل الإعلانية التلفزيونية الخاصة بالسياحة المصرية في وسائل الإعلام العربية والأجنبية. وأوصت الدراسة بضرورة التنسيق والتكامل بين المؤسسات الإعلامية الخاصة والعامة ووزارة السياحة المصرية ومختلف الأطراف المعنية بالسياحة في مصر لإعطاء صورة صحيحة عن مصر وأمنها ومعالمها وتوجيه الاهتمام في الإعلام السياحي إلى مكاتب السياحة والسفر وشركات نقل السائحين ، على ان تراعي القنوات الفضائية ثوابت النزاهة والموضوعية والمصداقية التي تعزز ثقة المشاهد وتقدم البرامج الهادفة والبناءة وأن تقوم السفارات ومكاتبنا السياحية والإعلامية في الخارج باستطلاع الحركة السياحية في البلد التي تمثل فيها لدراسة الإعلام المناسب الذي يؤثر في السائحين حتى يعطي الإعلام السياحي أفضل النتائج.