عماد جاد: مرسي وجهّ خطابه لنفسه.. والنسب التي تحدث عنها «مضروبة» د. فرج عبد الفتاح: الأجهزة التي أعدت له الأرقام شعارها «لا أكذب ولكني أتجمل» تقرير: رانيا نبيل _ هبة صلاح في الوقت الذي هتف فيه آلاف الحاضرين من المؤيدين لجماعة الاخوان المسلمين، والذين تم حشدهم من عدة محافظات للحضور الي استاد القاهرة بمناسبة احتفالات ذكري نصر اكتوبر، وفور حضور د. محمد مرسي للإحتفال ردد الحاضرون “الجيش والشعب ايد واحدة”، “حرية وعدالة مرسي وراه رجالة” كان للخبراء والمحللين رأي اخر في تحليلهم للخطاب الذي ألقاه مرسي عن خطة ال100 يوم. مرسي في خطابه قال: إنه تم تحقيق 70% من وعوده في ملف الأمن و85% في توفير البوتاجاز والتي قطعها علي نفسه ضمن القضايا الخمسة الأولي التي وعد بحلها خلال المائة يوم الأولي من توليه السلطة. د. حمدي عبد العظيم أستاذ الاقتصاد ورئيس أكاديمية السادات السابق، قال إن “مرسي” ركز في خطابه علي تبرير فشله في تحقيق انجازات ال100 يوم المتفق عليها، حيث اشار إلي ان 70% من الوعود تحققت بصفة عامة، مستفيضا في شرح التفاصيل الخاصة بكل انجاز، إلا ان النسب التي ذكرها مرسي لم يشعر بها المواطن العادي حتي الان، لانها بنيت علي تقارير من قبل المختصين. أشار عبد العظيم إلي ان حديث مرسي عن الجانب الامني تمثل في ضبط المخالفات المرورية وضبط الأسلحة، والعمليات الأمنية. في الوقت نفسه مازال المواطن في الشارع لايشعر بأن الامان اصبح 100% ، في الوقت نفسه هناك بعض من السلبيات من جانب الشرطة للمقارنة لما كانت عليه قبل الثورة، واستمرار طوابير الخبز امام المخابز المدعمة، كذلك أزمة الازدحام المروري تتفاقم من سيئ الي أسوأ خصوصا في القاهرة الكبري. ولفت رئيس أكاديمية السادات السابق، الي ان حديث مرسي ووعوده الخاصة باستثمارات البترول هي اتفاقيات قديمة، وبالتالي لايوجد مشروعات استثمارية اجنبية جديدة تمت منذ ثلاثة اشهر مضت، بل كلها مجرد وعود لحل الازمة من خلال قطر وتركيا ليس اكثر. أشار د. عبد العظيم إلي ان مرسي تعمد تبرير سفرياته المتكررة للخارج، ولم يتطرق للحديث عن الشركات والاراضي التي تم بيعها في النظام السابق. ومن ثم كانت فكرة الانجازات خلال 100 يوم مجرد دعاية انتخابية و”مبالغة”، وقد أخطأ مرسي عندما حدد فترة لحل ازمات تحتاج لسنوات وليس مائة يوم. انفصال عن الواقع مرسي وجه خطابه لنفسه لإقناع نفسه بالانجازات، ليست لصالح المواطن العادي، علي حد قول د. عماد جاد الخبير بمركز الاهرام الاسترتيجي، مشيراً الي ان مرسي استغل المناسبة في الحديث السياسي عن قضايا اخري، والحديث عن بعض الانجازات التي يري انه حققها. وبالتالي سعي مرسي ل”تأميم” احتفالات اكتوبر لصالحه، وكان من المفترض ان تكون احتفالية اكتوبر لنصر اكتوبر فقط لا للحديث والكشف عن خطة ال 100 يوم. وِاشار جاد الي انه لم يتم اي انجاز مما اشار اليه مرسي، والنسب التي اشار اليها نسب “مضروبة” و”غير حقيقية” فهل سأل د. محمد مرسي مواطن الشارع عن مدي شعوره بالتحسن ام لا؟ لوضع هذه النسب، إلا ان أداء مرسي يؤكد انه يعيش في عالم منفصل عن الواقع. وعن الحضور اثناء الاحتفالية، قال جاد: تمثل في حضور ثلث من رجال الجيش وثلث من رجال الداخلية، وثلث للشعب الذي مثل غالبيته8 من الإخوان المسلمين. غير دقيقة قال د.فرج عبد الفتاح ” استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة ، والقيادي بحزب التجمع ، د.مرسي اقر بان برنامج ال100 يوم والخمس نقاط الرئيسية فيه لم تكتمل بعد ، اما بالنسبة لما قاله د.”مرسي” عن نسب التنفيذ ومعدلات الاداء داخل المحاورالخمسة للبرنامج فقد جاءت غير دقيقة بحسب وصف د.”فرج” ، فعلي سبيل المثال حينما قال إن مشكلة رغيف الخبز انتهت بنسبة 80 % اقول له عليك بالنزول للشارع لكي تتعرف علي مناطق داخل الجمهورية لم يصل اليها ذلك الرغيف المدعم ،واذا كان هناك منافذ محدودة جدا للتوزيع فهي تحتاج لساعات وساعات تهلك ادمية الانسان فأين لنا من نسبة 80 %. ويضيف د.”فرج” عن قضية النظافة فالرئيس تحدث عن اطنان من القمامة تمت ازالتها من الشوارع، وعليه ان يعلم ان القمامة امر متجدد الي جانب ان حل المشكلة يكمن في ايجاد مصانع لتدوير هذه القمامة وبالتالي فالمشكلة مازالت قائمة.. اما بالنسبة للبترول فعلينا ان نراقب توزيع “بنزين 80 و 90 ” ، فكل من تسألة عن توافرهم ، يقول لك إنهم غير متوفرين ولا يوجد بالمحطات الا بنزين 92 . اما ما قاله ، الرئيس عن معدل التضخم في شهر سبتمبر البالغ بحسب قوله 6.9 % فهو ما يراه د.”فرج” المشكلة الكبري ، وهو كاقتصادي يقول إنه لا يمكن لهذا الرقم ان يكون حقيقيا في ظل ظروف الواقع المعاش ولا يمكن لعقل ان يتقبله ،فالاسعار تزداد لهيبا يوما بعد يوم . مشيرا الي ان الاجهزة التي اعدت للرئيس هذا الرقم عليها ان تتخلص من عادات تراكمت علي مدار 30عاما في تجميل صورة الرئيس امام الرأي العام . وقال “إن معدل التضخم له طرق فنية لحسابه اهمها تحديد الاوزان النسبية” لذلك طالب د.”فرج “الرئيس بأن يعهد هذه المسئولية لاحد مستشاريه الموثوق فيهم لكي يراجع مصداقية هذه الارقام. ويري د.”فرج” ان الرئيس استغل مهاراته كمحاضر لكي يسيطر علي جمهور المستمعين ولكن المطلوب منه ان يقول الارقام الدقيقة . اما المهندس ” احمد بهاء الدين شعبان” القيادي بالحزب الاشتراكي المصري ،فقال إن خطاب الرئيس كان موجها بشكل اساسي للفئات البسيطة بالمجتمع ليجمل وضعه مستخدما المخاطبة الحميمة من وجهة نظره ، الا انه لم يقدم الصورة الحقيقية عن الواقع الفعلي ،وهي الصورة التي توحي ان اغلب المشاكل التي وعد بحلها تم انجازها . اكد “شعبان ” ان المواطن لا يشعر بتغيير حقيقي في حياته عما كان قبل ثلاثة اشهر ، فيما يخص الحصول علي رغيف الخبز أوانبوبة البتوجاز او حتي شعر بتحسن في المرور ، او تحقق الامن.. و يدلل “شعبان ” علي ذلك بقوله ان معلومات الرئيس غير صحيحة بدليل استفحال الاحتجاحات التي بلغت خلال 48 يوما 1409 احتجاجات وتظاهرات واعتصامات، بحسب احصاءات الدولة وهو ما يشير الي ازدياد معدلات الاحتقان وتزايد الشعور بعدم الرضا ،وهو عكس ما يريد ان يوحي به الرئيس في خطابه. ويؤكد ” شعبان” ان الشعب المصري قد بلغ درجة من الوعي والنضح يصعب خداعة بالوعود والحديث عن تحقيق الازدهار السياسي يواجه تحديات كبيرة لم يجب عنها خطاب مرسي ، وتنتظر اما حلولا حقيقية او انفجارا اجتماعيا حقيقيا. استياء غضب اما كمال خليل ،القيادي بحزب العمال والفلاحين ،فقال “إن ردود الافعال علي الخطاب في الشارع المصري غاضبة ومستاءة جدا منه ويروي “للأهالي” تعليق احد المواطنين البسطاء علي قول د.مرسي ” إن انبوبة البوتاجاز تصل للمستهلك ب 12 جنيها ، عشان في حيتان اكبر تستحوذ علي السوق ” قائلا “طب انت رئيس الجمهورية اللي في ايده كل الصلاحيات ،لماذا لم تقتل هذه الحيتان” ؟؟. ومن جانبه يشكر “خليل” الرئيس علي هذا الخطاب لانه سيساهم في حشد القوي الغاضبة للجمعة القادمة 12 اكتوبر ،فمن المتوقع ان يكون يوم قوي بعد هذا الخطاب. ويتساءل قائلا علي اي اساس قام د.مرسي بقياس هذه النسب ، ويصفها باللغة ذاتها التي كان يتحدث بها مبارك في خطباته . وقال إن ما قاله هو بلغة الشباب ” اشتغالة للشعب ” مؤكدا ان بعد الثورة يصعب خداع هذا الشعب ، واذا كان مبارك خدع الشعب 30 سنة فلن يستطيع مرسي خداع الشعب 30 شهرا.