لا يمكن ان يتحدث أحد عن الفجالة دون ان يذكر الكتب والأدوات المدرسية, ذلك المكان الذي اشتهر في بدياته بنشر وإصدار الكتب الفكرية، حتي ظهرت تجارة الادوات المدرسية به والتي زادته شهرة لدي المواطن المصري . وعلي الرغم من ظهور بائعين في اماكن متفرقة لبيع الادوات المدرسية ينصرف عنها اغلب المواطنين لتظل “الفجالة” هي المكان الاكثر اقبالا كل عام لتخصصه في بيع احتياجات الطالب المصري والكتب وجميع مستلزمات الدراسة . وهذا العام الفجالة لها مظهر مختلف في هذا التوقيت الذي يقل فيه الاقبال عن الاعوام الماضية ، ويصبح الزحام الموجود بها هو زحام مخادع فالحقيقة أن هناك إقبالا علي الادوات المدرسية ويكتفي الزبائن بأقل وارخص الادوات. …”الاهالي” في جولة بشارع الفجالة قبل حلول العام الدراسي الجديد كانت البداية مع “الخطيب عبد الحكيم” ، احد باعة الادوات المدرسية بشارع الفجالة ،الذي قال إن الاسعار ارتفعت بشكل كبير عن العام الماضي فضلا عن الاقبال الضعيف للزبائن ،مضيفا ان الزحام الذي نراه في شوارع الفجالة ما هو الا خدعة فاغلب المارة هم من المتفرجين فقط وقليلا منهم يشتري البضائع المعروضة ، ملتمسا العذر للمواطنين نظرا لغلاء الاسعار المبالغ فيها التي طالت كل المتطلبات اليومية قائلا “والحكومة بتقول البلد مفيهاش فلوس”. وعن مشكلة الباعة مع الحي وما يطلق عليه “البلدية” قال “عبد الحكيم” إن البلدية تأتي يوميا “وتصادر البضاعة” وهذا ما لم يكن موجودا في فترة التسعينيات عندما كانت تعطينا الحكومة التراخيص اللازمة من حي عابدين ، وكانت المعاملة ادمية و”مكنش في حد يقدر يتكلم معانا” علي حد قوله. واتفق معه احمد محيي ، مالك احد المحلات بالفجالة ، في غلاء الاسعار هذا العام مرجعا السبب الي غياب الرقابة علي التجار من جانب الدولة ، وكذلك ارتفاع سعر الدولار الذي اثر بدوره علي اسعار البضائع المستوردة ، فضلا عن ان وقت الموسم الدراسي ترتفع الاسعار تلقائيا بسبب الاقبال الزائد . واعتبر ” محيي ” الاقبال هذا العام أفضل من السنوات الماضية بسبب استقرار الاوضاع نسبيا عن العام الماضي الذي تزامن مع أحداث الثورة والانفلات الامني. وعن مشكلة الباعة المفترشين ارصفة الفجالة فقال إن منذ سنوات طويلة وهم متواجدين وبعض مسؤولي البلدية يتقاضون اموالا مقابل السماح لهم بالبقاء في اماكنهم قائلا” بياخدوا فلوس من الناس عشان يسيبوهم يسترزقوا” اما علام سيد ،احد الباعة بالفجالة ، فقد حدد زيادة الاسعار هذا العام عن العام الماضي بنسبة 5% وبررها بخوف التجار من الوضع غير المستقر بالبلاد والمجازفة في السوق، متوقعاً انخفاض الاسعار فور استقرار الاوضاع السياسية . ووصف “سيد” الاقبال علي الشراء في هذا الموسم بالشد والجذب ، فهناك ايام تروج فيها البضائع وايام يقل فيها الأقبال لدرجة “اننا ممكن نروح لعيالنا من غير فلوس” وانتقد”سيد” ممارسات الحي معه قائلا “البلدية بتخنق علينا” واننا متواجدون منذ اكثر من 10 سنوات ، مضيفا انه ينتظر الاماكن التي وعدتهم بها المحافظة بالرغم من صعوبة الخروج بعيدا عن الفجالة نظرا لشهرتها في بيع الادوات المدرسية منذ سنوات طويلة وهي المكان الانسب لنا.