«رماد مريم»، السيرة الروائية التي صاغها الروائي الجزائري واسيني الأعرج من وحي أعماله الروائية وصارت عملا روائيا متميزا، وبإطلالة علي أعماله نجد أن الرواية التاريخية تمثل نسبة كبيرة منها كتاب «الأمير»، و«سراب الشرق» تلك الرواية التي يخترق فيها الغرب الشرق، وغيرها من الروايات الأخري التي يوازن فيها بين الطرح التاريخي وروح الإبداع حيث تتعدي الواجهة الضيقة المحددة الهدف والغرض إلي تلك الخلفية المتشعبة الدلالات والرؤي. بهذه الكلمة التي قدمها الشاعر أحمد توفيق رئيس تحرير سلسلة «إبداع عربي» بالهيئة العامة للكتاب، بدأت الندوة التي أقيمت مؤخرا في مقر هيئة الكتاب واستضافت الروائي الجزائري واسيني الأعرج وشارك فيها د. مدحت الجيار، والناقد الشاب مدحت صفوت. وفي شهادته أكد واسيني الأعرج أن اللغة العربية تمثل العنصر الأساسي في تجربته قائلا: كانت لدي جدة، توفيت في السبعينيات، علاقتها باللغة العربية قوية، أجدادها أندلسيون، قالت لي: إذا أردت أن تتعرف علي أجدادنا عليك باللغة العربية، وبالفعل سمعت كلامها، توفي والدي سنة 59، وأخذت والدتي مكانه، كما أخذت الجدة موقع الأم.في الصباح كنت أذهب لدراسة الفرنسية في المدرسة، وأبكر الخامسة صباحا إلي الكتّاب، أدرس فيه القرآن الكريم واللغة العربية. وفي دراسته عن تجربة واسيني الأعرج أوضح الناقد د. مدحت الجيار، أن «واسيني» يقوم بدور روائي عربي من منظور سياسي علمي، الأمر الذي يدعو للدهشة في هذه النصوص الرائعة التي كتبها. واسيني صاحب تاريخ طويل في الكتابة، وصاحب تجربة مكثفة، لا تحسب بعدد سنين العمر، ولكن تحسب بعدد سنين المعاناة ومحاولات الهروب من الفشل، وهو أيضا صاحب رؤية ناقدة، بمعني أنه لا يمكن أن يستسلم لتفاصيل ممكن أن تكون حادة، ويري في هذه المادة الخام فرصة لإعادة تشكيل الإنسان، والتاريخ، الجماعة التي ينتمي إليها، يجمعها كلها قلب عربي قادر علي أن يحول كل هذه الخبرات في نصوص واضحة، تعد تاريخا مهما جدا وتعطينا فكرة واضحة عن وضعية الكتابة الجزائري وعن الكتاب الجزائريين في الجزائر، وفي فرنسا. وفي مداخلته أكد مدحت صفوت أن واسيني الأعرج تناول الخطاب الاستعاري في أعماله الروائية، فهو يعتني بالتفاصيل المليئة بالشخوص «زمان ومكان وإنسان»، النقطة الثانية، أن أعماله مليئة بالفكر والذهنية.