تمر هذه الأيام الذكري الثانية عشرة لثورة الخامس والعشرين من يناير, والتي كانت حدثا فارقا في التاريخ المصري الحديث, كموجة أولي للثورة المصرية التي اكتملت بالموجة الثانية في 30 يونيو 2013. وقد سجل الإبداع المصري أحداث الثورة عبر أشكاله المختلفة في الفنون والآداب. لتظل محفورة في ذاكرة التاريخ الإنساني. خلدت الفنون المختلفة هذا الحدث الفارق في التاريخ المصري الحديث والذي كشف عن جوهر الشخصية المصرية، تلك الشخصية التي تملك القدرة على المواجهة والتحدي من خلال الإصرار والصلابة وهما عنصران مهمان في تكوين الشخصية المصرية في مختلف الأجيال والعصور. الهتاف الاجتماعي والسياسي في المقدمة بدأت الثورة بفن الهتاف، الذي ازدهر في أيام الثورة، وقد تعددت الهتافات وتنوعت ما بين الهتاف السياسي والهتاف الاجتماعي، ومن أمثلتها: عيش حرية.. عدالة اجتماعية وقد كان هذا الهتاف هو الهتاف الأول للثورة والذي تضمن مبادئها الأساسية، ثم كانت هتافات تندد وتطالب برحيل مبارك من مثل: ارحل.. ارحل، والشعب يريد إسقاط النظام أمس تونس واليوم مصر وثورة ثورة حتي النصر وهمة بيكلوا حمام وفراخ واحنا الفول دوخنا وداخ وهذا الهتاف الأخير يمزج ما بين الهتاف الاجتماعي والسياسي، من الهتاف الاجتماعي أيضا والذي ندد بغلاء الأسعار قول الجماهير الثائرة في ميدان التحرير: حسني بيه.. يا حسني بيه كيلو العدس بقى بعشرة جنيه وقولهم من باب الهتاف السياسي: اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام فن الجرافيتي تخليد شهداء الثورة على جدران المباني ولعل أشهر الفنون التي ازدهرت في تلك الفترة "فن الجرافيتي"، هذا الفن الشعبي الجميل المتجذر في وجدان الشعب المصري منذ العصور الأولى الذي اختفى بمرور الزمن وبشكل تدريجي من أحيائنا الشعبية عاد ليتألق مع ثورة 25 يناير 2011 التي منحته قبلة الحياة فأعادته حيا متألقا براقا يموج بصرخات الحرية والرغبة في إنعاش ذاكرة الوطن بكل جميل وكامن بروح الشعب المصري الذي لم يرغب في شيء سوى العيش والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية. وازدهر فن "الجرافيتي" – بشكل لافت للنظر, فوجدنا الحوائط المحيطة لميدان التحرير, في شارع محمد محمود تمتليء برسوم لشهداء الثورة من الشباب, رسمها فنانون هواة, وكانت هذه الرسوم من أبرز ابداعات ثورة يناير, لأنها سجلت الأحداث يوما بيوم.. تعددت أدوات وأشكال فن الجرافيتي أو فن الشارع كما شاع عنه فإلى جانب رسم الجدرايات كان هناك «الجملة الرسالة» و «الستانسل» وهو عبارة عن تصميم يعتمد على اللونين الأبيض والأسود حيث يقوم الفنان بإجراء التصميم على ورقة بيضاء مع تقطيعه وتفريغه بآلة «الكاتر» ثم يلصق التصميم على الحائط ويرش بالألوان باستخدام البخاخ «السبراي». شاع فن الجرافيتي على الجدران وحين أغلقت الشوارع الرئيسية المؤدية لمجلس الشعب ومقر وزارة الداخلية بوسط القاهرة بواسطة الخرسانات المسلحة أطلق فنانو الجرافيتي مبادرة «مفيش جدران» ليرسم الفنانون على تلك الجدران شوارع مفتوحة تعبيرا عن رفضهم لغلق الشوارع بتلك الجدران المسلحة. طرح فنانو الجرافيتي قضايا الوطن عبر طرح موقفهم من القضية الفلسطينية «لا تصالح فليس سوى أن تريد» و«تحرير فلسطين يبدأ من تحرير مصر» ومن ثم ظهر «حنظلة» وليد فنان الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي ليشارك ثوار مصر ثورتهم فشاع «حنظلة» على جدران شوارع مصر تعبيرا عن تواصل النضال العربي، كما شاع استخدام فناني الجرافيتي للعديد من الأشعار وبعض آيات القرآن والإنجيل وشكل الفنانون فيما بينهم رابطة «فناني الثورة» فجاءت بعض جداريات شارع محمد محمود تحمل توقيع «رابطة فناني الثورة".». أصوات سردية.. الرواية واللحظات الثورية إذا كان الأدب هو مرآة الواقع فقد عبرت بعض الأعمال الأدبية الروائية والقصصية والشعرية عن التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها مصر خلال القرن العشرين، وهي تحولات جذرية أثرت بشكل واضح على الخطاب الإبداعي . وفي مجال الرواية ظهرت مجموعة من الروايات التي استلهمت الحدث الثوري منها رواية "باب الخروج"للروائي عز الدين شكري وأستاذ العلوم السياسية، الذي قدم مغامرة روائية محفوفة بالمخاطر، لكنها قدمت تصورا لما يمكن أن تؤول إليه الثورة بعد 9 سنوات من قيامها، في روايته المثيرة للجدل «باب الخروج»، التي نشرها مسلسلة يوميا على صفحات جريدة التحرير في أبريل ومايو 2012، ثم نشرها بين دفتي كتاب عن دار الشروق، وأثارت الرواية حين نشرها جدلا كبيرا وأثارت ردود أفعال واسعة في الوسطين الأدبي والسياسي معا! يقول عز الدين شكري على لسان بطله الراوي الرئيسي للأحداث: "قد أخذ الأمر منا سنوات طويلة حتى وصلنا إلى هذه النقطة. وهؤلاء الشباب الذين لم يعلِّمهم أحد، ولم يدرِّبهم أحد، ولم يجدوا أحدا يقتدون به، نشأوا رغم ذلك راغبين في الحق والخير والجمال وأطلقوا ثورة لم نرَ مثلها في بلدنا من قبل". لم تفارق رواية «جامعة المشير.. مائة عام من الفوضى» للكاتبة السكندرية انتصار عبدالمنعم، وصدرت عن هيئة الكتاب قبل عام، هذا المنحى الاستشرافي التخيلي، إذ تجسد فيها عبر مستويين للسرد الروائي؛ واقعي وخيالي، الأحداث التي سبقت قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، والأحداث التي تلتها على مدار مائة عام سادت فيها الفوضى في الإسكندرية خاصة، ومصر عامة. أغنيات ثورية وتحولات في فن الدراما وفي مجال الأغنية ظهرت مجموعة من الأغنيات التي واكبت الحدث الثوري, مثل تلك التي غناها رامي جمال من كلمات وألحان عزيز الشافعي عن شهداء يناير, وكذلك أغنية "حمادة هلال" عن الشهداء, في أحداث يناير. وأقيمت العديد من معارض الفنون التشكيلية التي عبرت عن الحدث, فظهرت رسوم للفنانين محمد عبلة وطه القرني ومجاهد العزب وفاتن النواوي وعز الدين نجيب وغيرهم, كما قدمت بعض العروض المسرحية التي عبرت عن الحدث, لكنها لم تكن بالشكل الدرامي المطلوب. وقد بدأت الدراما في تجسيد الحدث, مع مسلسل "بنت اسمها ذات" في الحلقة الأخيرة منه, والتي اضافتها مريم نعوم- السيناريست-, في بعض المشاهد من مظاهرات ميدان التحرير في 25 يناير, رغم ان هذه المشاهد والأحداث ليست موجودة في الرواية الأصلية التي كتبها الروائي صنع الله ابراهيم, ولكن اضيفت حتي تضفي علي المسلسل نوعا من مواكبة الأحداث, حيث عرض المسلسل لأول مرة في رمضان عام 2013. وكان فن "الكاريكاتير" مواكبا للأحداث بشكل مذهل فظهرت أسماء مميزة في هذا الفن من جيل الشباب, حتى الأجيال السابقة بدأت تزدهر تجربتها مثل الفنان عمرو سليم وعمرو فهمي ومحمد حاكم وحسن فاروق ونبيل صادق وحسانين، ومن الشباب ظهرت أسماء مثل دعاء العدل ومحمد عبدالله ومخلوف وعماد عبدالمقصود وفوزي مرسي وسحر عيسي وعمر صديق وغيرهم. تجربة شعرية من قلب ميدان التحرير وكان الشعر من أهم الفنون الأدبية متابعة للحدث, فقد صدرت عدة دواوين منها للشعراء حلمي سالم وأحمد عبدالمعطي حجازي وحسن طلب وعيد عبدالحليم وكريم عبدالسلام ومحمود الشاذلي تسجل الحدث الثوري. أما الشاعر حلمي سالم في دويانه "ارفع رأسك عالية"- والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب, والذي ضم قصائده عن ثروة يناير, نجد التعدد في بنية النص, هذا التعدد يتضافر علي المستوي الدلالي والتشكيلي- بربط الاجتماعي والايديولوجي بالمتخيل الشعري مضافا الي ذلك الاعتماد علي التكرار, في الكلمات والتراكيب لايصال الإيقاع الغنائي للقصيدة, والاتكاء علي تيار الوعي في الكتابة, يصاحب ذلك خطاب إنشادي متدفق, موشوم برموز ومدن وسلالات وأسماء لبشر حقيقيين. ويتخذ الديوان عنوانا رئيسيا من احد الشعارات الأساسية لثورة 25 يناير وهو "ارفع رأسك عاليأ أنت مصري", وتجيء القصيدة الأولي "أغنية الميدان" لتلعب علي وتر هذا الشعار من خلال تكراره بين مقاطعها المختلفة: ارفع رأسك عاليا أنت مصري الضارب في جذر الماضي, والعصري خالق أديان المعمورة, مكتشف الهندسة ومبتكر الري صاحب درس التحنيط ومبتدئ الرقص وخلاط القدسية بالبشري وفي قصيدة "نشيد اللوتس" نجد بانوراما لأحداث الثورة وأطيافها المتنوعة والوجوه المشاركة فيها التي تشكل ما يمكن أن يسمي بالفسيفساء المصرية, المدهشة, فالكل متجاورون متوحدون في النداء لا فرق بين مثقف ومواطن بسيط ولا بين شيخ مسن وشباب ولا بين مسلم ومسيحي: الليلة صعدت في الميدان شموع كانت ماء ودماء تمتزجان, فتولد من مزجهما رايات وهلال بصليب, شرفات, وقلوع اسلاميون, ونجارون, شيوعيون, وعشاق ارثوذكسيون, وصبيان العشوائيات وعلماء, نساء, يحملن الرضع فوق الكتف وسباكون, وفوق الهامات العطر المصري يضوع زخات في الصدر, وزخات في الظهر, ودبابات فوق ضلوع يتشكل نهر من لحم ودموع أما الشاعر أحمد عبدالمعطي حجاز فقدم في ديوانه "طلل الوقت" الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب, صورة لثورة يناير بداية من قصيدته "إرادة الحياة" التي تبدأ بتناص مع قصيدة الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي الشهيرة :" إذا الشعب يوما أراد الحياة" , وتقوم بنية القصيدة علي فكرة الاستنهاض وتحفيز الهمم والخروج من نفق الاستسلام إلى افق الثورة, والقصيدة موقعة بتاريخ 28 يناير 2011: يقول "حجازي" : إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد ان يسترد مدينته بعد أن أصبحت لمماليك من أهلها شركس, وتتر! صيارفة, وسماسرة ينصبون موائدهم في شوارعها وحدائقها ولصوص يصكون عملتهم في مساجدها وكنائسها يملكون السماء وما خلفها, والهواء ويحتكرون النهر ثم يعلو الخطاب الشعري- في نبرة تصاعدية لينادي بإسقاط الطغاة- الذين تمادوا في طغيانهم, ويقدم الشاعر أسبابًا موضوعية لهذا السقوط الحتمي: "إذا الشعب يوما أراد الحياة لابد أن يسقط الطاغية لأن الطغاة همو رسل الموت فينا وخدامه المخلصون وضربته القاضية وان الحياة تموت اذا لم تكن حرة هواء الزنازين زعاف وورد الحديقة يذبل في الآنية! فلابد ان نسترد شجاعتنا وننادي جماعتنا ونسير بأمواجنا العاتية الي الطاغية نكالبه بالمقابل عن كل ما عرفته البلاد من الجوع والقهر في ظله, والهوان وفي القصيدة الثانية التي تحمل عنوان "عودة الوعي" التي يهديها الشاعر الي توفيق الحكيم صاحب رواية "عودة الوعي" فقد كتبها "حجازي" يوم "تنحي مبارك" في 11 فبراير 2011, ويتحدث فيها الشاعر عن عودة الروح الي الشخصية المصرية التي أعادت اكتشاف نفسها- مرة أخرى- وتبدأ القصيدة بجملة تأكيدية: إنها عودة الروح عودة مصر الي نفسها عودة الجزء للكل والفعل للقول والملكوت لأصحابه الفقراء دنسه اللصوص يعود وقد طهرته الدماء أيضا في ديوان "انجيل الثورة وقرآنها: للشاعر حسن طلب الذي يهديه الشاعر إلى "أرواح الشهداء.. أبطال ثورة الخامس والعشرين من يناير" الذين قدموا انتماءهم الى وطنهم على أي انتماء ديني او طائفي ففاضت ارواحهم وهم يهتفون باسم مصر, قبل كل ملة أو نحلة", نرى هذا التلاحم والتضافر الانساني الذي قصيدة "طلب" في الاهداء بداية من فاتحة الديوان التي يقول فيها: كفي الثورة الآن ايمانها فمعبدها الآن ميدانها وقرآنها اليوم انجيلها وانجيلها اليوم قرآنها ويعتمد الشاعر على ما يمكن أن نسميه ب "شعرية اليوميات" كأنه يريد أن يقدم سجلا لأحداث الثورة من خلال الشعر, حيث يشير الى مفرداتها اليومية البسيطة في لغة مموسقة, جذلة أحيانا, وبسيطة في أحيان أخرى- وان طغي عليها الطابع الانشادي- باللجوء الي التقفية حتي وان جاءت لغير ضرورة فنية, نلحظ ذلك في القصيدة الافتتاحية "الثلاثاء 25 يناير" والتي يقول فيها: تبارك الحلم الذي" لو لم نكن باليد أمسكناه تقدس اليوم الذي فيه تنادينا الي الميدان لكن نحن لم نأت من الفراغ نحن تسلمنا من الذين ثاروا قبلنا الراية منقوشا على قماشها البلاغ والشاعر هنا يوافق مفهومه للحدث من خلال رؤيته الخاصة, فالحداثة هي الاختلاف من أجل القدرة علي التكيف وفقا للتغير الحضاري والائتلاف من أجل التأصيل والمقاومة والخصوصية, وفي قصيدته "أسطورة واقعية" يرد الشاعر علي مروجي الإشاعات ممن ينتمون الي النظام الفاسد بان الثورة جاءت بأجندات أجنبية, وان من قاموا بها "قلة مندسة" كما كان يروج الإعلام الحكومي وقتها, مؤكدا ان الثورة مصرية قلبا وقالبا مستعينا في ذلك باستحضار أسطورة "البعث" المصرية من خلال شخصية "ايزيس" أسطورة الثورة في الميدان. واقعية ساحتها ميداننا أبطالها أبناؤنا وقد رووها بالدماء الحرة الزكية ورفرفت إيزيس في فنائها فباركت ثوارها واصطحبت إلى الخلود شهداءها من اجل هذا وعبر التداعي الحر للجملة الشعرية- الذي يصل أحيانا- الي حد التقريرية يؤكد الشاعر علي هذا المنحي: كانت الثورة مصرية وعبر التداعي الحر للجملة الشعرية- الذي يصل أحيانا- الي حد التقريرية يؤكد الشاعر هذا المنحي: مصرية تظل في الصميم منذ انتشرت كالنار في الحطيم من ميدانها الكبير في القاهرة الكبرى الي السويسوالإسكندرية ثم أشع نورها عبر الضفاف المتوسطية ويستحضر الشاعر بعض الحركات الاحتجاجية التي سبقت ومهدت للثورة مثل "حركة كفاية" و" السادس من ابريل" و"حادثة مقتل الشاب خالد سعيد" على أيدي بعض أفراد الأمن بالإسكندرية وكان للموقع الذي أنشئ علي "الفيس بوك" تحت عنوان "كلنا خالد سعيد" أثر كبير في تحفيز الشباب للخروج الي ميدان التحرير يوم 25 يناير, وكذلك "الجمعية الوطنية للتغيير", ولا تأتي أسماء هذه الحركات بشكل اشاري وانما خصص الشاعر لكل واحدة منها قصيدة منفصلة قصيرة: فيقول في اولها تحت عنوان" كفاية" مشيرا الي الرئيس المخلوع امضي ثلاثين من الأعوام لم يشبع ولم يقنع بما أمضي كيف بمن ظل علي الكرسي طوال هذه الحقبة يبقي طامعا أيضا! فعندما قلنا: كفي قال لنا: أنا.. أو الفوضى فصدقت حبيبتي مع الذين صدقوا من المعاتبة أو الضعفى او المرضي ويقول الشاعر علي لسان شباب الثورة, في لغة تراتبية أشبه بالبناء الهرمي: نحن الذين اتهمونا أننا في الأصل كنا: مستهل الهرج والمرج! نحن من المصنع أشعلنا لكم شرارة الثورة قدنا هذه الحملة قلنا: فاحملوا الشعلة واصعدوا بها الدرج ولا تخافوا من غراب الحكم في سمائكم فهو كسيح كلما طار هوي وكلما مشي عرج تلك رسالة كتبناها الى من سيثور بعدنا تلك وصية الى من دخل السجن ومن خرج ويشير الشاعر في قصيدة "هدم وبناء" إلى ان الثورة لم تأت من فراغ فلم تكن مجرد احتجاج او تظاهر سياسي نابع من تفاقم الازمة الاجتماعية والاقتصادية, فقط, بل جاءت نتيجة تراكم الوعي المعرفي بضرورة الحرية: لا نور كنور العقل ولا كحديث العقل حديث لا.. ليس مجرد إسقاط نظام شاخ وليس مجرد إحباط مؤامرة التوريث هو إيمان بالعقل بترك النقل لآهل النقل وإعلان بالحرب على الجهل وإيذان بمغامرة التحديث هو سعي نحو طريق الحرية والعدل صلاة في محراب العلم لحمل الكل على وصل سماء القول بارض الفعل وسعي الثوار حثيث وعن وحدة المصريين في الميدان يكتب الشاعر مجموعة من البورتريهات التي تشير الي "الوحدة الوطنية" مؤكدا ان ذلك يعد "بطاقة هوية" للقادم بعد ذلك المستقبل صرنا وما من احد يعرف نصرا يتنافي في ساحة الميدان من مسلمنا شكرا جزيلا فهو قد اكسبنا الهوية الحق بقي ان نشير الي شعرية الديوان تعد تكملة لدواوين سابقة للشاعر مثل "قال النشيد" والذي ضم مجموعة من القصائد التي كتبت بعد الانتخابات الرئاسية عام 2005 والتي قدم فيها "طلب" نقدا لاذعا لسياسات مبارك ووزرائه, ولم تأخذ قصائده طابع المواربة أو الرمز, بل اتخذت الشكل الضارب في المباشرة في محاولة للوصول لحالة من كشف الفساد الضارب في أوصال المجتمع.