قالت الروائية والنائبة ضحى عاصي، عضو مجلس النواب عن حزب التجمع: إننا نعاني من فراغ تشريعي لحماية ممتلكات و مقتنيات المفكرين والمثقفين، وهو أمر يؤدي إلى فقدان كثير من المقتنيات المهمة والذكرى التي تركها مفكر أو مثقف رحل عن دنيانا، كان ومازال له ثقله وتأثيره العلمي والثقافي والأدبي، وهو ما سبق وطالبت به وزارة الثقافة من قبل عندما تقدمت باقتراح برلماني للحفاظ على ذاكرة الأمة الثقافية؛ فمثلًا المباني الأثرية تقع تحت حماية هيئة الأثار أو جهاز التنسيق الحضاري، وليس لدينا مشكلة مع المباني كأثر، لكن "المقابر" لا تندرج تحت بند أثر أو مبنى مميز ولا يعود لحقبة تاريخية معينة، وبالتالي لا تخضع المقابر التي تحوي رُفات المثقفين لحماية الأثار أو التنسيق الحضاري، مع العلم أن قيمة المقبرة ترتبط بقيمة المتوفي والمدفون بداخلها. جاء ذلك عقب موجة الرفض التي أعلن عنها الكتاب والمثقفون والنشطاء بسبب قرار محافظة القاهرة بإزالة مقبرة عميد الأدب العربي د. طه حسين، وهو ما دفع المحافظة للتراجع عن القرار، والتي قالت إن كتابة كلمة "إزالة" على مقبرة طه حسين، كان عن طريق الخطاء، ولن تزال، لكن سيتم تطوير المنطقة، والمنطقة المحيطة بالمقبرة. وأشارت نائبة التجمع إلى أن المقابر أو المقتنيات الخاصة للمثقفين تحتاج بالفعل لتشريع يحيمها ويضع ضوابط صارمة لعدم التعدي عليها تحت أي ظرف، مثلما نحمي الآثار والمباني الأثرية، لحماية التراث المادي والمعنوي، مثل (منزل أم كلثوم، الكرة التي لعب بها اللاعب الدولي محمد صلاح، أدوات ومقتينات خاصة لفنانين وأدباء.. وغيرها)، مع تحديد جهة ما تكون مسئولة عن وضع هذه المباني والمقتنيات تحت الحماية من الهدم أو البيع أو الإزالة. وقالت ضحى عاصي إن هناك غياب جهة معينة منوط بها الحفاظ على هذه المقتنيات أدت لضياع المقتنيات وخسارتها، فمثلًا عندما كان صندوق التنمية الثقافية لديه أموال وميزانية كافية كان يقوم بشراء المقتينات الخاصة بالمثقفين والفنانين من الورثة ويحتفظ بها، أما الآن الصندوق لا يملك هذه الأموال لشراء المقتنيات. وكانت النائبة ضحى تقدمت في مايو الماضي بطلب إحاطة موجه إلى رئيس الوزراء، ووزراء النقل والمواصلات، الثقافة، والتنمية المحلية، بشأن ما تم تناوله من أخبار، عن هدم مقبرة عميد الأدب العربي طه حسين، بمقابر سيدي عبد الله التونسي، لتنفيذ محور مروري جديد باسم ياسر رزق في القاهرة، وقالت؛ نعلم جمعيًا أهمية ودور طه حسين في الثقافة المصرية والعربية، وأن الحفاظ على مقبرته جزء من الحفاظ على ذاكرة الثقافة المصرية، وتخليد لدوره في الثقافة المصرية والعربية، خاصة أن هناك بعض الأقاويل عن أن أسرته ربما تنقل رفاته إلي فرنسا في حالة هدم المقبرة. الحفاظ على ذاكرة الأمة وفي شهر أكتوبر الماضي تقدمت النائبة ضحى عاصي، بطلب إحاطة موجه لوزراء؛ الثقافة والتخطيط والمالية بشأن بحث إنشاء هيئة معنية بالحفاظ على ذاكرة الأمة المصرية، وقالت؛ إن وزارة الآثار وجهاز التنسيق الحضاري منوطان بالحفاظ على المباني فقط، فإذا كان المبنى عمره يزيد على مائة عام، فإنه محمى بقانون حماية الآثار، وإذا كان المبنى من طراز معماري مميز فإنه محمي بجهاز التنسيق الحضاري ولكن الواقع يقول إن ذاكرة الأمة ربما تكون في أماكن ليست مميزة معماريًا، وعلى سبيل المثال لا الحصر؛ أول نادي قصة في الوطن العربي – اتيليه الإسكندرية – مقبرة أحمد شوقي – مقبرة يوسف وهبي.. وغيرها كثير من الأماكن التي تمثل من تاريخ الثقافة والفن الإنساني، ولذا وجب بحث ضرورة إنشاء هيئة مسئولة عن حماية ذاكرة الأمة