تسببت التصريحات الأخيرة لمدير مشروع سد النهضة، في حالة من الجدل، وصفت ب "المثيرة " للقلق، عقب إعلانه موعد الملء الثالث لبحيرة السد في أغسطس وسبتمبر المقبلين، والتى يراها خبراء متخصصون انها متناقضة من حيث الجوانب الفنية والسياسية، فمن جانب يمكن اعتبار التصريح اعترافا لأول مرة بوجود ضرر أثناء الملء، لكنه تحدث عن عدم وجود مخاطر على دولتي المصب . وقد أدانت السودان فى بيان لها، تلك التصريحات واعتبرتها "تسمم" الأجواء الإيجابية التي سادت خلال الأشهر القليلة الماضية، وتزيد من حدة التوتر للعلاقات بين البلدين. من جهته، قال وزير الخارجية، سامح شكري، إن الجهود لم تسفر حتى الآن عن اتفاق حول تشغيل السد، مشيرا إلى أن القاهرة "تعمل بكل جد لدفع الأمور للأمام من أجل التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يتيح لإثيوبيا التنمية ويحافظ على حق مصر"، مشددا على أن مصر تراقب وتتابع من خلال اتصالها مع الشركاء الدوليين كيفية تحريك المفاوضات والتوصل لاتفاق، مؤكدا ضرورة العودة إلى اتفاق المبادئ الموقع في 2015. ويرى الدكتور عباس شراقي رئيس قسم الجولوجيا وخبير الموارد المائية والري، إن تصريحات مدير سد النهضة، مقلقة، وأن الحديث عن عدم وجود ضرر على دولتي المصب "كلام هزلي"، وتساءل "اذا كان الحديث عن الضرر خلال فترة الملء، فماذا عن فترة الجفاف والجفاف الممتد؟ وأشار شراقي، إلى أن التخزين الأول كان في 1 يوليو إلى 27 من نفس الشهر، والتخزين الثاني كان في 4 يوليو، مضيفًا أن الحديث عن أغسطس وسبتمبر غريب ويفتح بابًا كبيرًا للتساؤلات، مضيفا إنه من المتوقع أن يكون سقوط الأمطار في شهر يوليو المقبل أعلى من المتوسط، موضحا ان أديس ابابا تسعى لتخزين من 3 إلى 5 مليارات متر مكعب مياه خلال فترة الفيضان، واذا حدث التخزين في شهر يوليو؛ فإن هذا يعني اختراق إثيوبيا الاتفاقات والأعراف الدولية للمرة الرابعة . وأوضح أن هذا التخبط يجعل السودان متخبطا في عملية تخزين المياه عبر سدوده، خاصة ان الخرطوم لا يملك معلومة كافية تمكنه من تفريغ السد، أو المحافظة على المياه بسبب الإجراءات الإثيوبية حيال سد النهضة، مشددا على أن مصر اتخذت تدابير حتى لا يشعر المواطن بتخزين إثيوبيا المياه.