ناقشت لجنة الزراعة بمجلس النواب، برئاسة النائب هشام الحصرى، طلبا مقدما من أحد الاعضاء بشأن كيفية تحقيق الاكتفاء الذاتى من الاعلاف الحيوانية، من خلال عدم السماح للمزارعين بزراعة تقاوى الذرة المعدلة وراثيًا فى مصر رغم ارتفاع محتواها من البروتين النباتى وإنتاجيتها المحصولية ، وفى نفس الشأن أصدرت لجنة الزراعة بالشيوخ توصية بزراعة المحاصيل الاساسية والتى تستخدم فى صناعة الاعلاف محليا، الامر الذى يفتح هذا الملف الشائك ، خاصة استمرار ارتفاع اسعار الاعلاف ينعكس سلبا على ارتفاع اسعار الدواجن وكل منتجات الثروة الداجنة ، حيث يعتبر العلف أهم عامل متحكم فى سعر الدواجن بمصر بنسبة 60%. ويعد قطاع صناعة الأعلاف والإنتاج الداجنى ، من أكبر القطاعات المهمة التى تُمثل تُربة خصبة للاستثمار حيث تحقق عوائد جيدة، خاصة أن حجم الإنتاج المحلى يصل إلى قرابة 1.6 مليار طائر سنوياً، بالإضافة إلى إنتاج أكثر من 15 مليون أم تسمين سنوياً ونحو 40 مليون طائر لإنتاج بيض المائدة بجانب إنتاج 14 مليار بيضة مائدة وهو يكفى الاستهلاك المحلى، كما أن مصر تنتج ما يتجاوز 11 مليون طن علف سنوياً ما بين علف" داجنى- ماشية- أسماك" باستثمارات تتجاوز مليارات الجنيهات، حيث يتراوح عدد المزارع المرخصة ما بين 32 إلى 33 ألف مزرعة بخلاف عدد كبير من المزارع غير المرخصة، حيث تبلغ نسبة صغار مُربى الدواجن نحو 70% من الإنتاج المحلى وتتراوح نسبة الإنتاج الريفى (أسطح المنازل) ما بين 25 إلى 30%. وتنتج مصانع الأعلاف مزيجًا من علف الدواجن يتكون من70% من الذرة الصفراء و 19.4% من دقيق فول الصويا و3.4% من نخالة القمح 1.9% من مركزات (الأسماك أو وجبات اللحوم) بالإضافة إلى المعادن والفيتامينات، فيما انخفض الاستهلاك المحلى من الأعلاف فى عام 2021/2020 بسبب زيادة أسعار علف الدواجن بنسبة 25-30% نتيجة ارتفاع أسعار الذرة محليا بأكثر من 50% مقارنة بالعام التسويقى 2019/ 2020، مما وضع عبئًا ثقيلًا على المربين الصغار والمتوسطين. وأشارت إلى دراسة بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعى، أنه يوجد بمصر 12.480 مليون وحدة حيوانية و تقدر جملة احتياجاتها من الأعلاف بحوالي 41.6 مليون طن من الأعلاف الخضراء ، وحوالي 10 ملايين طن من الاتبان ، 16.6 مليون طن من الاعلاف المركزة ، ، بينما يقدر المتاح للاستهلاك من الاعلاف بحوالي 64.198 مليون طن من الاعلاف الخضراء، 9.615 مليون طن من الاتبان ، 5.917 مليون طن من الاعلاف المركزة. الاحتياجات المحلية وأضافت الدراسة أنه بمقابلة احتياجات الثروة الحيوانية من الاعلاف بالمتاح للاستهلاك منها لوحظ وجود فائض فى الاعلاف الخضراء يقدر بنحو 22.64 مليون طن ، وهذا الفائض يمكن ان يكفي لتغذية حوالي 6.8 مليون وحدة حيوانية، وبالتالي يمكن زيادة الانتاج المحلي ورفع نسبة الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية ، كما ان هذا الفائض يمكن ان يوفر حوالي 755 الف فدان من مساحة البرسيم المستديم في الموسم الشتوي وهذه المساحة يمكن ان تعطي حوالي 2 مليون طن من القمح، في حين لوحظ وجود عجز كبير في الاعلاف المركزة يقدر ب 10.682 مليون طن بالاضافة الي وجود عجز فى الاتبان يقدر بحوالي 330 الف طن ، حيث يعتمد مربو الثروة الحيوانية علي الاعلاف الخضراء في تغذية حيواناتهم، نظرا لارتفاع اسعار الاعلاف المركزة من ناحية، وعدم قدرة هؤلاء علي القيام بشرائها من ناحية اخري . واشارت النتائج الى ان واردات مصر من الأعلاف تتمثل في كل من الذرة الصفراء ، وفول الصويا, والردة حيث بلغت جملة قيمة واردات مصر من أهم المكونات العلفية حوالي 2.670 مليار جنيه كمتوسط سنوى ، بالاضافة الى اعتماد مصر فى الحصول على وارداتها من الاعلاف على عدد محدود من الدول ( الولاياتالمتحدةالامريكية – الارجنتين – البرازيل ) واتجاه تلك الدول الى استخدام كل من الذرة الصفراء وفول الصويا فى انتاج الوقود الحيوى مما سيؤدى الى ارتفاع اسعارها وزيادة العبء على الميزان التجارى الزراعى من ناحية وصعوبة الحصول عليها من ناحية اخرى ، الامر الذى يستوجب البحث عن دول جديدة لاستيراد الحبوب العلفية وتحفيز المنتجين الزراعيين على التوسع فى زراعة الذرة الصفراء وفول الصويا والتوسع فى استخدام المخلفات الزراعية فى تغذية الحيوانات وتقديم العليقة المثلى للحيوان لتأمين احتياجات الثروة الحيوانية والدواجن من الاعلاف وتوفير احتياجات السكان من البروتين الحيوانى . مقترحات أكد عدد من منتجى الدواجن أن أسعار مكونات ومستلزمات الأعلاف المرتفعة تؤثر سلبا على قطاع اللحوم البيضاء والبيض، خاصة مع استحواذ العلف على 70% من تكلفة الإنتاج فى المزارع سواء من دجاج اللحم أو مزارع البيض، موضحين أن هناك ثلاثة عوامل ومتغيرات تؤثر حاليا على قطاع الأعلاف، وهى استمرار التصعيد بين روسياوأوكرانيا مع الأخذ فى الاعتبار أن الدولتين من كبار منتجى الخامات سواء فى الذرة وكُسب عباد الشمس والحبوب بشكل عام ، إضافة إلى استمرار أزمة الشحن العالمية. من جانبه، أكد دكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة، أن أسعار الأعلاف المحلية تتأثر بالتطورات العالمية وأزمة سلاسل الإمداد لأن ما يفوق عن 80% من خامات الأعلاف يتم استيرادها من الخارج، مشيرا الى أن مصر تستورد 12 مليون طن ذرة صفراء من الخارج، فضلا عن 4.2 مليون طن بذور فول صويا. وأضاف السيد، أن هناك عددا من الخطوات على الحكومة الالتزام بها من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتى من الاعلاف الحيوانية ، بداية من الاهتمام بالفلاح والتركيز على كيفية جذبه لزراعة المحاصيل الاساسية التى تستخدم فى الاعلاف كالذرة ، بأن يضمن هامش الربح له فى حالة زراعته لتلك المحاصيل العلفية، مؤكدا على اهمية ان يكون لدينا زراعة تعاقدية ، فإذا وجد المزارع أن هناك مردودا اقتصاديا جيدا سوف يقوم بالزراعة، علاوة على ضرورة استنباط سلالات جيدة تكون قادرة على منح انتاجية عالية تكفى للاستهلاك محليا ، خاصة وأن التكلفة لدى الفلاح واحدة. وأوضح السيد، انه فى حالة توفير مساحات لزراعة المحاصيل العلفية ، مشيرا الى انه اذا كان لدينا مليون فدان ذرة ، فنحن نحتاج الى مليون فدان اخر، خاصة ونحن نزرع عروتين منها عروة صيفية اذا زرعنا 2 مليون سوف نحصل منها على 10 ملايين طن ، بالاضافة الى 2 : 4 ملايين طن اخرى فى العروة النيلية ، وكذا نحقق الاكتفاء الذاتى. تدخل الدولة بينما يرى دكتور نبيل درويش ، رئيس الاتحاد العام لمنتجى الدواجن السابق، ان المزارع ذكى ويقارن بين الاسعار التى يبيع بها محصوله بالاسعار العالمية ويجد الفرق كبيرا بينهما وبناء عليه يعزف عن زراعة اى من المحاصيل العلفية ، الامر الذى يتطلب اصدار قوانين او قرارات من شأنها تحفيز وتشجيع المزارعين على رزاعة المواد العلفية بدلا من غيرها ، موضحا أن هناك دولا تقوم بتقديم المساعدة للفلاحين مثل الارجنتينوالبرازيل وكانت أوكرانيا، لزراعة الذرة أو الصويا ، مطالبا الحكومة بأن تقوم بهذا الدور بحيث تتولى ملف الاعلاف ليصبح مسئولية مشتركة بين كل الوزارات المعنية " زراعة – صناعة -رى- مالية"، مع ضرورة توافر ارادة سياسية لتحقيق تقدم فى الملف. وأضاف نبيل، أن المزارع يقوم بتقطيع الذرة قبل ان يكتمل نضجها ل حبوب، ويجمع المجموع الخضرى لها ويفرمه ويضع عليه بعض المواد الاخرى ثم يقوم بتصديره كعلف للحيوانات الكبيرة، كل ذلك ليحقق مكسبا، مطالبا الدولة ايضا بأن تخفف اى عبء من على عاتق الفلاح ان يضمن هامش ربح لزرعته بأن تدعمه فى الاسمدة. وذكر نبيل ، ان الاتحاد العام لمنتجى الدواجن قد تقدم فى الماضى بمقترحات فى هذا الشأن منها انه فى موسم زراعة الذرة المصرية تصدر الدولة قرارا بمنع استيراد الذرة من الخارج حتى تساعد على رفع السعر المحلى فتشجع الفلاح على استمرار زراعته، علاوة على ضرورة أن يستعيد بنك التسليف او البنك الزراعى دوره فى القيام بدور الوسيط بين المزارع والدولة لمنع التجار من التدخل لان الوضع الحالى سيىء ولا يخدم المزارع.