فائزة سلطان حملني طائرٌ رحيمٌ على ظهره ينقلني إلى عشّه الأخضر على سفح الجبل أجلسُ على كرسيٍ من كتبٍ هاربةٍ من حريقٍ هائلٍ بجانبي ثورٌ مجنحٌ يقرأ كتاباً عن الحرب والسلام وفتيات جميلات يمشطنّ شعرهنً بعظام أسماكٍ متيبسةٍ من نهر الفرات أمامي نخلةٌ مستلقيةٌ على ظهرها وخادمات صغيرات يدلكن قدميها المتعبتين من الوقوف فوقي أصابعٌ متدليةٌ على حافة غيمة تكتبُ أنشودة المطر من جديد خلفي حروبٌ كثيرةٌ مُعلقة على باب متحفٍ صغيرٍ شفافٍ يحتفظُ بأجساد الصغار فقط الكلّ ينظر نحوي وأنا أحدقُ في الوادي الوادي الذي يزأر ويحتضر بعيداً عن قلبي. ———– مَنْ يسقي الجرح لتُنبت زهرة ويغذي الروح لتُولد فكرة مَنْ يجمعُ رحيق الأموات في روحي ومَنْ ينثرُ الرماد المتبقي من المدن في قلبي مَنْ يرشدني لدمعة هاربة وحمامة تواجه عاصفة مَنْ منكم يعرف أين اجد نفسي وسط هذا العويل المتبقي ————— الطرق مزدحمة بين النجوم امتطي حصاني الكريستالي فارسةٌ أنا من بلاد الضوء احملُ على رأسي كوكباً متعباً وفي قلبي الشمسُ في قيلولة صيفية اسمعُ موسيقى من نايٍ كوّني لا يعرفُ الحزن بعد تراقبني فراشاتٌ ضخمةٌ تجرّ ورائها شرنقات متيبسة على حصاني الكريستالي الرشيق ابحثُ عن نجومٍ مهاجرة في عيونها شوقٌ وسحرٌ وحسرة تبحثُ عن سماءٍ لا تسمع فيها العويل ولا ترتطمُ اشلاء الضحايا بجدرانها على حصاني الكريستالي اجمعُ الشهب في طريقي واغني.