لماذا رفض اليهود السيد المسيح؟ *بقلم د. عادل وديع فلسطين كثيرون يتساءلون قائلين, إذا كان كتاب التوراة اليهودية قد تنبأ عن مجيء المسيح, فلماذا لم يؤمن اليهود بيسوع المسيح, بل بالعكس من هذا نجدهم رفضوه, أن النبوءات عن المسيح في العهد القديم من أهم ما يقرر ألوهية رسالته وعبثا يحاولون إنكارها وفسروا آيات الأنبياء عنه حسب أغراضهم حتي صاروا ينتظرون شخصا آخر أخلاقه تخالف وتنافي أخلاق المسيح. ويقول العلامة "مماتي" إن اليهود المتلصقة أرواحهم بقذارات الحارة بعد أن سحقت نفوسهم اضطهادات الرومان والسلوقيين وهم ممتلئون بالضغينة والشر لم يكونوا ليقبلوا مسيحا, كماجاء يسوع فقيرا ضعيفا بل يحلمون بمسيح أرضي يكون ملكا مدرعا مسلحا وداوودًا ثانيا ومحاربا جبارا سفاك دماء… يحلمون بمسيح ذي ثروة يستطيع بها بناء هيكل سليمان… كانوا يحلمون أن يشاهدوا ملكا جبارا تخر تحت أقدامه ملوك الأرض مقدمين له الجزية صاغرين بالذهب والفضة وليس بالمحبة والاحترام, إن خطأ اليهود قد قام من أنهم نظروا إلي المسيح كرسول أمتهم فقط كلمك دنياوي مما جعلهم يتلفتون إلي ما قيل بشأن مجده, ويتغاضون عن المسيح المتألم. ومن يراجع أقوال المؤرخ اليهودي "يوسيفوس" عن يهود عصر المسيح يجد أنهم كانوا أشرارًا للغاية، وقد انحط كهنتهم انحطاطا عظيما يحتم معه أن لا تقبل مفاسدهم تعاليم المسيح الطاهرة المقدسة، ومع علمهم التام بأن المسيح يأتي من بيت لحم، كما أنبأ أنبياؤهم واغمضوا أعينهم عن تلك النبؤة ولم يقيموا لها وزنا ولا اعتدوا بأعمال المسيح العظيمة. والسؤال الآن لماذا مازال يهود العصر الحالي يصرون علي عدم إيمانهم بالمسيح بالرغم من وجود أدلة المسيحيين علي صدق دينهم؟ والجواب هو لأن الأسباب التي دعتهم إلي عدم الإيمان قديما بالمسيح هي نفسها الأسباب التي تجعلهم يرفضون الإيمان به الآن, فهم مازالوا شعبا أنانيا يعتقدون أن الله لهم وحدهم, وأن النبي الآتي سيكون خاصا بهم وسيعيد لهم مجدهم العالمي- وطالما كانت هذه الآمال الباطلة راسخة في نفوسهم فلن يستطيعوا أن يؤمنوا بمسيح سماوي يأتي لجميع البشر. والغريب أن هذا الشعب المتمسك بالتوراة وحريص علي الالتزام الحرفي بالوصايا والشريعة يكون أشد إنكارا لما جاء في التوراة عن نبؤات صريحة عن المسيح, من المعروف أن جميع فئات اليهود كانت رافضة له… فالفريسيسيون نالوا من المسيح الكثير.. قال عنهم اسمعوا كلامهم ولا تفعلوا أفعالهم.. ووصفهم بأنهم مراؤون يأكلون أموال الأرامل مشحونين بالأثم والرياء. وشبههم بالقبور المبيضة من الخارج ومن الداخل مملؤة عظام ونجاسة. اما الصديقيون فهم حزب الكهنة اليهودي كانوا يربحون من التجارة و الربا داخل الهيكل وقام المسيح بطردهم من الهيكل ووصفهم بأنهم لصوص، وكان هؤلاء الصديقيون يعملون لحساب الحكام والرومان وجباة ضرائب, وظهور المسيح سيفسد اعمالهم. والهرودوسيون كانوا حزبا سياسيا مؤيدا لهيرودس الملك ويخشون ان ينتزع السيد المسيح استقرارهم ومستقبلهم السياسي. دكتور عادل وديع فلسطين