حذرت القاهرة من ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي دون التنسيق مع دولتي المصب، مطالبة بالوصول لاتفاق قانوني مُلزم، حول قواعد الملء والتشغيل بما يحفظ الحقوق والمصالح المشتركة، مع عدم اتخاذ أية قرارات أُحَادية من شأنها التأثير سلباً على الاستقرار بالمنطقة، خاصة وانها سعت إلى اتفاق عادل يراعي مصالح الدول الثلاث منذ "توقيع المبادئ". جاء ذلك ردا على اعلان اديس ابابا عن نيتها فى بدء المرحلة الثانية من ملء السد، رغم توقف المسار التفاوضى وعدم التوصل لاى اتفاق بشأن قواعد الملء والتشغيل. وشدد خبراء، على ان التخطيط المنسق للجفاف ضروري للسد الإثيوبي الجديد، وكذلك الاتفاق حول آلية تنسيق وتبادل بيانات محكمة بشأن السد لمواجهة موجة جفاف طويل الاجل ، قد تنجم عن عمليات الملء والتشغيل، والذى اصبح حدوثه خلال السنوات المقبلة أمر " حتمى" يؤثر بالتحديد على مصر والسودان، الوضع الذى يتطلب تنسيقًا دقيقًا بين البلدان الثلاثة يتضمن التخطيط المتقدم والإدارة المنسقة الدقيقة لتقليل الآثار الضارة، خاصة فيما يتعلق بتشغيل الخزانات وإعادة تعبئتها مع الأخذ في الاعتبار بالجوانب المتعلقة بالتغير المناخي. من جانبه، اكد دكتور "ضياء القوصى"، مستشار وزير الرى الاسبق، إن إثيوبيا لن تستطيع بدء المرحلة الثانية لملء السد قبل عام، وتحديداً عند موسم الفيضان المقبل، مضيفاً أن ما تعلنه عن أنها ستبدأ المرحلة الثانية "غير دقيق فنياً"، موضحا أن الملء الأولي للسد بلغ 5 مليارات متر مكعب ولا تستطيع إثيوبيا حتى الآن تشغيل التوربينات لتوليد الكهرباء، كما لا تستطيع أن تقوم بتخزين ما يكفي من المياه اللازمة لتشغيل التوربينات (أي 8 مليارات متر مكعب) قبل مارس المقبل، مضيفا ان ما يمكن لإثيوبيا تخزينه حتى هذا الموعد نحو 3 مليارات أخرى من أمتار المياه المكعبة، يُمكن الحصول عليها من بحيرة تانا وبعض ما يطلق عليه اسم "بقايا موسم الفيضان" الحالي الذي قرب على الانتهاء. واضاف " القوصى"، ان إثيوبيا لا تستطيع حتى الآن تشغيل ولو توربينا واحدا، لأن المياه المخزنة غير كافية، وإنشاءات السد وعدم اكتمال مبانيه لا تمكنها من تخزين 18 مليارا، كما يزعم رئيس الوزراء الإثيوبي، أو حتى 8 مليارات، كما أن تشغيل توربينين يحتاج ل8 مليارات متر مكعب لتوليد الكهرباء"، مشيرا إلى أن "إثيوبيا لا يمكنها كذلك في الوقت الحالي إكمال إنشاءات السد في ظل استمرار الفيضان، وعليها الانتظار لحين انتهاء موسم الأمطار لتتمكن من إكمال الإنشاءات واستيعاب ما تسعى إليه من تخزين المياه، مؤكدا أن تصريحات المسئولين الإثيوبيين ببدء المرحلة الثانية لملء السد "مجرد تصريحات للاستهلاك المحلي ولاعتبارات سياسية لديهم، لكن الواقع يكذبها، فمباني السد لو كانت وصلت نسبة التنفيذ فيها إلى 75% لأمكن لهم تخزين نحو 18 مليار متر مكعب خلال الفيضان الحالي دون النظر للمفاوضات الحالية مع مصر والسودان، ولو كانوا ينوون بدء المرحلة الثانية لتخزين 18 مليار متر مكعب كما يقول رئيس الوزراء الإثيوبي، فهذا لن يكون قبل عام خلال موسم الفيضان المقبل لعدم وجود مياه يمكن تخزينها عقب انتهاء موسم الأمطار في نهاية سبتمبر المقبل.