أشرف بيدس المخرج: كمال الشيخ – قصة : نجيب محفوظ- حوار وسيناريو : ممدوح الليثي – إنتاج: المؤسسة العامة للسينما- مدير التصوير: عبد الحليم نصر- موسيقي تصويرية: ميشيل يوسف- بطولة: شادية, يوسف وهبي, يوسف شعبان, عماد حمدي, عبدالمنعم إبراهيم, عبد الرحمن علي, نادية الجندي, نظيم شعراوي, عصمت رأفت, احمد توفيق, سهير سامي, سهير رمزي- ابراهيم سعفان, مدة عرض الفيلم 105 دقائق – تاريخ العرض: 13 اكتوبر 1969. يحتل الفيلم المركز رقم 29 في قائمة أفضل 100 فيلم مصري, نشرت جريدة الاهرام رواية "ميرامار" في حلقات مسلسلة في نهاية 1966, وتم طبعها في عام 1967, اشتراها جمال الليثي من نجيب محفوظ لتحويلها إلي فيلم سينمائي نظير مبلغ 750 جنيها. وأسند كتابة السيناريو لشقيقه ممدوح الليثي, وابدت الرقابة اثني عشر ملاحظة حول شخصية "سرحان البحيري". كتب علي أبو شادي : يعتبر فيلم "ميرامار" النموذج الفذ في تشويه رؤية الكاتب وقلب الحقائق, بل والتعدي علي شخصيات الرواية, والمسئول عن ذلك بشكل اساسي هو ممدوح الليثي كاتب السيناريو الذي كشف موقفه المعادي للثورة بداية من "ميرامار" وانتهاءً "بالكرنك". بينما يؤكد كمال رمزي: أنه بصرف النظر عن الطرح أو المضمون الذي يريد الفيلم أن يطرحه, فإن الفيلم رائع, ويعتبر من أعظم أفلام كمال الشيخ علي الاطلاق, لأنه كان محايداً, فطرح وجهات نظر ابطال الفيلم دون أن يتحيز لشخصية ضد الأخري, ومن هنا ظهرت نقاط الرمز التي يرتكز عليها كمال الشيخ, وقد ارتكزت الرقابة بدورها علي آراء النقاد وقررت منع الفيلم لما يحمله من انتقادات للثورة والاتحاد الاشتراكي, حتي شاهده السادات وسمح بعرضه. لقي الفيلم معارضة من الرقابة, وكانت هذه الجمل المعترض عليها: (1) بنتي اخدها جوزها وهاجر من مصر .. يا بخته. (2) يظهر الحراسة خدت اللي ورانا واللي قدامنا. (3) واحد من الاتحاد الاشتراكي .. والتاني اخوه لوا.. مانكنش وقعنا في وكر جواسيس. (4) ماتزنش علي الراجل ليصبح يلاقيهم متخدين. (5) حديث عن سعد زغلول والتعليق "من ايامه و الناس مبتلطتش كلام". (6) عايزها ملاكي ياد.. اللي تشتغل هنا لازم تبقي تاكسي. (7) اتجوزها قبل ما تتجوزها الحكومة وتتجوز ابوها. وعندما تشعب الامر بين صناع الفيلم والرقابة وازداد اللغط رفع الأمر الي رئاسة الجمهورية, وافادت الرئاسة بأن أنور السادات رئيس مجلس الشعب سيحضر إلي الرقابة لمشاهدة الفيلم, واابدي السادات اعتراضه علي جملة واحدة فقط يقولها بائع الجرائد الذي جسده عبد المنعم ابراهيم لزهرة وهي "الستات حيوانات", وتمت الموافقة علي الفيلم واجيز عرضه بدور السينما. يقف الحبيب في قفص الاتهام يدافع عن نفسه بعد أن غرر بالبائسة زهرة باسم الحب, ولم يكتف بذلك بل راح يدفع عن نفسه الاتهامات بالقائها عليها, والاحتقار من شأنها, ليظهر أكثر نذالة من حسني علام وطلبة مرزوق اللذين لم يخفيا اغراضهما تجاه زهرة منذ البداية, بينما سرحان تخفي في الكلمات المعسولة والعبارات المفخخة عن الاصالة والرجولة, ويتحول الحب الذي نما في الخفاء إلي فضيحة علنية علي مرأي ومسمع من الجميع, وحتي أمام محمود ابو العباس بائع الجرائد الذي لحق بزهرة, ويأتي صمت حسني علام وطلبة مرزوق نكاية في الصد والممانعة اللذين لقياها.. بينما شرد عامر وجدي في ذهول غير مصدق ما يجري أمامه.. واندفع الحمل الوديع منصور باهي للصراخ في وجه سرحان يعنفه ويحاصره بالاسئلة, وكأنه يحاكم نفسه علي جريمته بالتخلي عن درية بعد أن وعدها بالزواج ودفعها لطلب الطلاق من زوجها المسجون, ويتشابكا بالايدي والالفاظ.. وشعور بالمرارة يكوي منصور باهي.. وهو يردد ليس هناك فروق كبيرة بيني وبينه نحن الاثنان خائنان.. فالاثنان باسم الحب خدعا وتخليا فظلما.. وكانت الضحية لا حول لها ولا قوة.. المشهد يجمع كل شخصيات العمل ويكشف عن اخلاقهم المتدنية والمتحضرة.. بدأ المشهد بلهاث زهرة ثم صعودها الي البنسيون ثم السلم الداخلي لغرفة سرحان ثم ممر الغرف ثم السلم الداخلي مرة أخري حتي قاعة البنسيون حيث يتوافد الجميع تباعا ليشهدوا كذبة سرحان الاخيرة. ايقاع متصاعد للاحداث تصاحبه موسيقي متوترة. وبعيدا عن الاسقاطات السياسية وهلع الرقباء, الفيلم يمثل حالة شجن لمدينة الاسكندرية التي تجتر الذكريات الجميلة لزمن ما بقي منه زعيق منفر يجتاح المكان, ويفرض عليه تشوهات العصر.