علق خبير المياه الدولى ، دكتور " عباس شراقى" على بيان وزارة المياه والرى والطاقة الاثيوبية، الذى أعلنته اليوم عن سير المفاوضات الحالية وتؤكد فيه على التزامها بإجراء حوار ومفاوضات حقيقية بشأن المبادئ التوجيهية والقواعد المتعلقة بالملء الأول والتشغيل السنوي لسد النهضة، بسؤال" أين كانت هذه التصريحات فى الأشهر الماضية عندما كانت تعلن اثيوبيا بأنها من حقها الملء فى يوليو دون الرجوع الى مصر والسودان؟! ، وأنها عازمة على ذلك، وتوالت التصريحات بأن المياه والأرض والسد والأموال اثيوبية ولها أن تفعل ماتشاء. وأوضح أن تأكيد اثيوبيا على تمسكها باعلان مبادئ سد النهضة كاملاً" امر مثير للتعجب ، فأين البند الخامس الذى ينص على "التعاون فى الملء الأول وإدارة السد" من تصريحاتهم السابقة. كما أن الاشارة الى ان جدول المفاوضات الحالية مستمر يوميا حتى اكتمال المفاوضات عدا أيام الثلاثاء والجمعة والأحد، رغم أن ماوصلنا من تصريحات مصرية وسودانية أن آخر يوم هو 12 يونيو وتقييم نتائج المفاوضات النهائى يوم الاثنين أو الثلاثاء، فماذا تريد من ذلك التضارب ؟ وأشارت اثيوبيا الى الاستناد الى وثائق اللجان الفنية والقانونية فى مفاوضات واشنطن ولم تذكرصيغة الاتفاق الذى صاغتها أمريكا والبنك الدولى بموافقة الدول الثلاث وليس تطوعا منهما. وتلوم اثيوبيا على مصر بأنها تقدمت ثانية لمجلس الأمن لحل قضية سد النهضة رغم أن الخارجية المصرية أعلنت تقدمها لمجلس الأمن بخطاب فى الأول من مايو ولم يصدر أي بيان آخر. وأضاف " شراقى "، أن اثيوبيا هى من تدعو المجتمع الدولى على حث مصر والسودان على الالتزام بالمفاوضات رغم أنها هى التى انسحبت منها فى واشنطن، وهى التى تطلق التصريحات المتكررة السابقة، فيجب أن تبنى المفاوضات الحالية على اتفاق واشنطن وليس المستندات كما تطلب اثيوبيا، وأن تنتهى المفاوضات يوم الثلاثاء القادم أو تصريح اثيوبيا بعدم الملء إلا بعد الانتهاء من المفاوضات. جدير بالذكر ، أن اثيوبيا أصدرت بيان اليوم نصه .. " أجرى وزراء شؤون المياه في إثيوبيا ومصر والسودان المفاوضات الثلاثية بشأن الملء الأول والتشغيل السنوي لسد النهضة الإثيوبي الكبير (GERD) لليوم الثاني. وفي اليوم الثاني من هذا الاجتماع ، أطلعت إثيوبيا موقفها من المناقشة الثلاثية الحالية على دولتي المصب..وفي هذا الصدد، 1- أكدت إثيوبيا من جديد التزامها بإجراء حوار ومفاوضات حقيقية بشأن المبادئ التوجيهية والقواعد المتعلقة بالملء الأول والتشغيل السنوي لسد النهضة. وفي هذا السياق ترحب إثيوبيا باستئناف المحادثات على مستوى وزراء شؤون المياه. 2- وتؤكد إثيوبيا على احترام اتفاق إعلان مبادئ سد النهضة بكامله. 3- تم الاتفاق على أن يتجاوز دور المراقبين دور المراقبة ومشاركة خبراتهم الجيدة عندما تطلبها الدول الثلاثة. 4- يجب أن تكون وثيقة العمل الخاصة بالفرق القانونية والفنية للدول الثلاث خلال اجتماع 12-13 فبراير 2020 أساس التفاوض. وفي هذا السياق، شاركت إثيوبيا مبادئها التوجيهية وقواعدها بشأن الملء الأول والتشغيل السنوي للسد، كما قدم السودان موقفه أيضاً. 5- كما تم الاتفاق عليه في اليوم الأول من المناقشة الثلاثية في 9 يونيو 2020 ، ستستمر المناقشة يوميًا في الاجتماعات الافتراضية باستثناء أيام الثلاثاء والجمعة والأحد حتى اكتمال المفاوضات..وقال إن إثيوبيا تؤمن إيمانا قويا ببناء الثقة اللازمة بين الأطراف لإحراز تقدم في المناقشة الثلاثية أمر حتمي للغاية. ومع ذلك ، فإن نهج مصر في حل المفاوضات الثلاثية ، وفي الوقت نفسه تحاول حل النزاع مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للمرة الثانية لتشكل ضغط دبلوماسى خارجى، ليس مؤشرا على الشفافية وحسن النية في المفاوضات. ولذلك، تدعو اثيوبيا الأطراف إلى الانخراط في حوار ومفاوضات حقيقية للتأكد من أن شواغلهم مدرجة في المبادئ التوجيهية وقواعد الملء الأول والتشغيل السنوى لسد النهضة، وتأمل بجدية أن يحثهما المجتمع الدولي على القيام بذلك. إن إثيوبيا ملتزمة تماما بالقيام بدورها.