سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الأهالي» تنفرد بنشر العدد 236 من مجلة “النبأ” الداعشية..طارق أبو هشيمة: “التنظيم”استغل انشغال العالم بمواجهة كورونا لتكثيف ضرباته باسم “غزوة الاستنزاف”
يسعى تنظيم داعش الإرهابي من خلال منابره الإعلامية لاستقطاب عدد كبير من الأفراد، إلى جانب حث أعضائه في البلدان المختلفة على استمراية القتل من خلال رفع الروح المعنوية لهم، وشن العديد من الهجمات الإرهابية، هذا ما أشار إليه عدد من المختصين في شأن الإسلام السياسي، أثناء تفنيدهم للعدد الأخير من مجلة النبأ الصادرة عن تنظيم داعش الإرهابي. حمل العدد رقم 236 الذي حصلت «الأهالى» على نسخة منه العديد من المقالات التي تدعو للجهاد والثبات على المبدأ بهدف استقطاب مقاتلين جدد في صفوف التنظيم، منها كلمة لزعيم التنظيم أبي حمزة القرشي، بعنوان “وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار”. ومقال بعنوان “خيبات الكافرين في الحرب على الدولة الإسلامية”. كما تضمن العدد استعراض ما سموه ب”غزوة الاستنزاف”. ونشر أيضًا أنفوجراف بين نتائج العمليات الإجرامية من يوم 28 رمضان حتى 4 شوال، بعنوان “حصاد الأجناد” وشمل هجمات التنظيم خلال أسبوع وتضمن قتل 65 كافرًا ومرتدًا، 29 صليبيًا، 68 مرتدًا رافضيًا ونصرانيًا، 48 آلية مدمرة، أكثر من 164 قتيلًا وجريحًا، 2 من ضباط وقائده، 33 آلية رباعية الدفع، 19 عملية، 3 مدرعات، 12 آلية منوعة، 14 بيتًا ومزرعة تم إتلافها، حسب تعبيرهم. وعرض العدد انفوجرافًا أخر بعنوان غزوة 3 الاستنزاف واستعرض فيها أعماله الإجرامية خلال 10 أيام. وشمل 228 هجومًا في 12 ولاية، و491 قتيلا وجريحا حسب وصفهم، 122آلية مدمرة، أنواع الهجمات 82 عبوة ناسفة، 45 وصولا واشتباكًا، 20 اغتيالًا، 24 قنص، 47 أخرى. وتضمن العدد مقالًا أخر بعنوان “إلا متحرفًا لقتال أو متحيزًا إلى فئة”، حيث أكد خلاله إن للمجاهد أن يستخدم كل سلاح مباح أو طريقة في القتال مباحة لتحقيق غاية جهاده، وهو يجتهد في أن يختار منها ما يناسبه في كل مرحلة من مراحل جهاده الطويل. الفرص وترتيب الصفوف بداية.. قال الدكتور طارق أبو هشيمة، رئيس المؤشر العالمي للفتوى بدار الإفتاء ومدير وحدة الدراسات الاستراتيجية، إن تنظيم داعش يسعى لتعظيم مكاسبه هذه الأيام مستغلًّا انشغال العالم بمواجهة جائحة كورونا ومعالجة تبعاتها لكي يكثف ضرباته ضد الدول تحت ما يسمى غزوة الاستنزاف، كما جاء على لسان زعيم التنظيم أبوإبراهيم القرشي والذي تسلل إلى العراق مؤخرًا. وأضاف أبوهشيمة أن التنظيم يرى في جائحة كورونا الكثير من المكاسب، لأنها وفرت عليه بعض عمليات الإنهاك التي كان يوجهها للدول، باعتبار أن الجائحة هي من أنهكت الدول اقتصاديًّا، وشكلت فرصة لانشغال الدول عن محاربة التنظيم التي رآها فرصة ذهبية لإعادة ترتيب الصفوف من جديد، انطلاقًا من مبدأ “مصائب قوم عند قوم فوائد”. وتابع أن التسجيل الصوتي للمتحدث الرسمي لداعش أبو حمزة القرشي “وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار” الذي جاء في العدد الأخير يحمل الكثير من الرسائل منها: التأكيد دائمًا على أنهم هم أهل التوحيد وأولياء الله وأن غيرهم هم من يحملون راية الكفر، وبالتالي فإن الله تعالى ينزل العذاب على كل من يؤذيهم، مشبهًا إياهم بفرعون وجنوده، ولقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب”، وهذا تأويل خاطئ للنص المقدس ولي عنقه ليثبت لأتباعه بأنهم هم المقصودون بالخطاب الشرعي، وهذه من أهم آفات التفكير التكفيري المتمثلة في احتكار الصواب وإنزال النصوص على الوقائع وفق هواهم. وحاول متحدث داعش أن يثبت لأتباعه أنهم على الحق وأنهم جند الله وأن من يعادونهم هم جند الطواغيت، ولذلك فكما أرسل الله تعالى على الطواغيت وفرعون في السابق الطوفان والجراد والقمل والضفادع لأنهم أذاقوا أهل الحق العذاب والتنكيل، فإن الله تعالى قد أرسل اليوم على أعدائهم فيروس كورونا عذابًا لهم، لأنهم حاصروهم في الموصل وسرت والباغوز وغيرها، وأن كورونا عذاب من الله تعالى على المشركين ومن أذاقوهم العذاب، وتناسوا أن كورنا أصاب الدول الإسلامية والمسلمين الموحدين وكان سببًا في غلق المساجد وتعطيل الشعائر، فهل كان أيضًا عذابًا للموحدين بالله والمسلمين الأبرياء، ولا غرو فهذا أسلوب تلك التنظيمات التي تحاول أن توظف أي شيء يخدم مخططهم، وتحاول أن تسوق من الأدلة والآيات ما ينطلي على قواعدهم بأنهم على الحق والصواب، وحتى لو أصابتهم هزيمة فهي اختبار من الله. وقال إن توظيف الجائحة على أنها عذاب محاولة أيضًا لتبرير التراجع والهزائم، ومحاولة توظيفها لصالح التنظيم المتراجع. وأضف حاول أبوحمزة القرشي احتكار الجهاد تحت راية داعش فقط من جهة، وتفسير أن ما يعنيه الجهاد الذي أراده الله هو ما يقوم به جنود الدولة الإسلامية، وما عاداه من جهاد لصالح الأوطان والشعوب وما تقوم به الجيوش ما هو إلا خدمة للطواغيت، وهذه إشكالية لدى هذه التنظيمات في تفسير المصطلحات، هي تفسر المصطلحات وفق ما يتماشى مع إيديولوجياتها ويخدمها، وليس وفق ما يعنيه المصطلح، بحيث تستطيع توظيف المعنى الجديد لخدمة أهدافها. وتابع لم يقف الأمر على متحدث داعش على تشفيه مما ألم بالعالم بجائحة كورونا لكنه وجه خطابًا عامًّا للمسلمين في كل مكان يطلب دعمهم لهم بالنفس والمال وحثهم على اللحاق بهم ومشاركتهم في القتال بزعمهم أنهم يدافعون عن الدين، وطالبهم بأنهم ينضموا إليهم في فسطاط الحق بدلًا من أن يكونوا في فسطاط الملحدين أعداء الدين، وهذا ليس مستغربًا على خطاب التنظيم فكرة طلب الدعم النفسي والمادي والبشري من جهة، وتصوير توظيف هذا الدعم بأنه جهاد في صف فسطاط الحق الذين يدافعون عن الدين. الإصدار حمل رسالتين مفادهما أننا لا نزال على أرض الواقع من خلال تكثيف ما يسمى بغزوات الاستنزاف، بجانب إظهار الشماتة بما ألم بالعالم، وأن هذا الوباء إنما هو عقاب لمن حارب التنظيم، حسبما ذكر رئيس وحدة الدراسات الاستراتيجية. الأمر الثاني حملت رسائل زعيم التنظيم ومتحدثه الرسمي الدعوات للحشد والدعم والجهاد لأن الأيام المقبلة تحمل الكثير للتنظيم، وأنهم يرون في جائحة كورونا الكثير من الفرص التي تعيد التنظيم إلى الواجهة من جديد. لذا لا بد من التنبه جيدًا في المرحلة المقبلة لأنه بناء على ذلك ربما يكثف التنظيم من هجماته، مستغلًّا الوضع الراهن وما يمر به العالم من حالة اضطراب، فمثل هذه الحالة تشكل بيئة خصبة للعمليات السوداء لهذا التنظيم. مقتل الزعيم وانتهاء داعش بينما قال خالد الزعفراني، الباحث في الشوؤن الإسلامية، إن الجماعات الإرهابية تسبق العديد في التعامل مع السوشيال ميديا والمنابر الإعلامية؛ مما ساهم بشكل كبير في بث أفكارها المتطرفة والوحشية عن طريق شبكة عنكبوتية والتي يصعب الوصول إليها، خاصة أنهم أجادوا فيها باحترافية وجدارة بهدف رفع معنويات الأعضاء والمزيد من الاستقطاب والتجنيد. وأضاف أن الجماعات تظن أن وباء كورونا “غضب إلهي وهذا دليل على أن فكرهم عدائي للبشرية وللإنسانية، خاصة أن الوباء انتشر بشكل كبير في بلاد المسلمين وغيرهم ومنعهم من الصلاة في المساجد. وانتهت دولة داعش المزعومة في سورياوالعراق خاصة بعد مقتل زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي وعدد كبير من معاونيه حسبما ذكر الزعفراني، موضحًا أن يكون التنظيم في الخفاء وغير ظاهر يدل على ضعف الجماعات، وهو ما شهدناه من خلال مجموعات الذئاب المنفردة وما تقوم به من عمليات خبيثة في دول كثيرة. وتابع أن هناك العديد من الجماعات والتنظيمات أكثر قوة ودمارًا من داعش وانتهت وزالت، مؤكدًا أن ما يفعله داعش في الوقت الراهن هو ضعف وتراجع وسينتهي مع مرور الوقت، قائلًا: هم إلى الزوال بعد تراجعهم في سوريا وليبيا. وبين أن إنشغال العالم بمجابهة فيروس كورونا أعطي فرصة للإرهابيين لشن العديد من العمليات الإرهابية؛ وفي الوقت نفسه لم يعطها قوة أو ترابطا أو المزيد من عمليات التجنيد. وبين أن حديثهم عن غزوة الإستنزاف ما هو الإ ظنًا منهم على استنزاف الجنود وإراقة مزيد من الدماء مثلما حدث في سيناءوسوريا وغيرهما، ولكن لا يمكن للتنظيم أن يهدم دولة واحدة من الاف الدول. وأضاف أن تنظيم داعش يسعى للمزيد من العمليات الإرهابية في دول كثيرة وعلى رأسها مصر، ولكن الجهات الأمنية على قدر الاستعداد والمواجهة؛ لافتًا إلى أن خلايا التنظيم مهلهلة ومكشوفة، ومن السهل اختراقها والقضاء عليه خاصة أن الكثير منهم يعترفون على بعضهم البعض، وينشقون عن التنظيم. تجنيد أعضاء جدد وفي سياق متصل قال نبيل نعيم، القيادي المنشق عن الجماعات الإسلامية، إن تنظيم داعش عاد ليسوق نفسه من جديد عبر المنصات الإعلامية والإصدارات المختلفة؛ لتجنيد أعضاء جدد، لافتًا إلى أن داعش انسحب من مدينة الموصل في العراق ومدينة الرقة في سوريا بعد السيطرة عليهما، لأنه انهزم وتراجع في الآونة الاخيرة خاصة بعد معاركة الكثيرة مع حفتر الإ أن تفشي فيروس كورونا كان سببًا في عودتهم مرة أخرى بواسطة الدعم التركي ونقلهم إلى ليبيا. وأضاف أن انتصاراتهم لحظية خاصة أنهم لم يستطيعوا السيطرة على مناطق في سوريا أو العراق أو شمال سيناء، مشيرًا إلى التوجه التركي يتطلب تجنيد أعضاء أكبر لاستعدادهم للمرحلة المقبلة على الأراضي الليبية ضد مصر. وقال: إن الهدف من الإصدارات هو تجنيد أعضاء جدد ورفع الروح المعنوية للتنظيم والعمل على استقطاب الشباب الذين يفتقدون الثقافة الدينية، ومحاولة لتثبيت الأعضاء خوفًا من انشقاقهم بعد الهزائم المتكررة وتشريد المقاتلين والأفراد، وترويج الأفكار الشاذة. من السهل وصول عدد كبير من الأفراد في البلدان المختلفة لإصدارات داعش خاصة في ظل التطور الهائل في وسائل التواصل الحديثة وانتشار البرامج المختلفة، إلى جانب إصدارها بعدة لغات مختلفة بالإنجليزية والفرنسية والأمريكية والفارسية والروسية، وفق لما أكده الباحث في الشوؤن الإسلامية. وتابع أن تنظيم داعش له هدف مخابراتي معني بإرهاق الدول؛ وهو ما يضطر الدول إلى إرسال وحدات مسلحة لبعض المناطق، الأمر الذي يستنزف الدولة ويرهقها عسكريًا خاصة أن بعض الدول تفقد السيطرة على المناطق الأقليمية البعيدة عن المركز كما حدث في بعض المناطق بسورياوالعراق، لافتًا أن داعش يهدف دائما لإخلاء المنطقة التي يسيطر عليها من السكان للتحكم في الأقليم. وحذر نعيم من المخاطر الناتجة عن المبادرة التي أعلن عنها الرئيس السيسي لحل الأزمة في ليبيا من ضربات جديدة في سيناء؛ لان اعداد المقاتلين المدربين الذي تم نقلهم بواسطة تركيا نحو 16 ألفا، وشدد على ضرورة تدخل مصر بقوة حتى لا تتفاقهم الأمور وتفقد مصر السيطرة على الأوضاع في ليبيا، خاصة أن القبائل الليبية ممتدة داخل الصحراء الغربية المصرية وهذه المناطق هي من تحسم المعارك، موضحًا أن مصر عليها أن تستغل كره هذه القبائل للجماعات. التوحش والنكاية والنهاك بينما قال سامح عيد، الباحث في الشوؤن الإسلامية، إن الجماعات الإسلامية لديها خبرة طويلة تتخطى ال90 عامًا في الحروب المعنوية، وهو أمر هام جدًا في التنظيم لاستمرار تواجدهم خاصة أن الأمر يترتب عليه قتال واعتقال وغيره، لانهم يمرون بعقبات كثيرة فالدعم المعنوي يحول المحنة لمنحة. وأضاف أن داعش لديه تراكم معرفي كبير حيث يستغل الأزمات مثل كورونا لتوصيل رسائل مزدوجة لقواعده ودعمهم معنويًا لاستمرارهم في التنظيم. وأوضح أن هناك نوعين من السيطرة على البلاد “النكاية والنهاك، والتوحش”، لافتًا إلى أن المقصود بغزوة الأستنزاف، هي “النكاية والنهاك” ويقصد بها الدول المستقرة حيث يقومون فيها بحرب العصابات لإنهاك الدول اقتصاديًا، لتقوم بشراء مقدرات امنية أكبر لتكون منهكة. أما التوحش فهو للدول غيرة المستقرة كسورياوالعراق وليبيا يتواجدون فيها بكثرة. وأشار إلى أن المبادرة التي قام بها الرئيس السيسي لحل الأزمة الليبية سيزيد الأمر تعقيدًا خاصة في ظل غياب الطرف الأخر “السراج” عن المفاوضات، وخروج تصريحات تركية بشأن هذا الأمر، وهو ما يجعلنا نؤكد أنها ستقابل بالفشل رغم جهود مصر الجبارة، قائلًا: أن السياسة لا تقبل بالعداء المستدام. وأضاف أن هناك طرقا عديدة للتوصل لتلك الإصدارات خاصة في ظل وجود برامج خاصة بفك الحجب، وشدد على ضرورة نشر الثقافة الدينية والتوعية لتحصين الشباب.