*متابعة عبدالوهاب خضر: حصلت جريدة الاهالي على تسجيلات صوتية ومستندات تكشف وجهات النظر المختلفة حول هذه القضية الشائكة ..فقد شهدت قضية ادعاء محام كويتي تعرضه لاعتداء من رجال أمن القنصلية المصرية،منذ ايام قليلةوحتى الأن تصعيدًا ملحوظًا في الأوساط الرسمية والشعبية في البلد الخليجي، ومطالبات بتدخل رسمي لبيان حقيقة ما حدث. وتمثلت القضية التي فتحت نيران الغضب تجاه القنصلية المصرية، بتعرض المحامي الكويتي إسماعيل دشتي، للاعتداء والضرب من قبل رجال أمن القنصلية والحبس داخل القنصلية لمدة ساعتين أثناء تواجده في القنصلية لتخليص معاملة هناك، وفق ما ذكره لوسائل إعلام محلية. ووصف النشطاء ما تعرض له المحامي ب "البلطجة"، حيث أطلقوا وسم “#بلطجة_القنصلية_المصرية”، للتعليق على هذه الحادثة التي أثارت غضب الشارع الكويتي، وسط مطالبة السلطات بعدم التهاون مع هذه الحادثة والتحرك أمنيًا ودبلوماسيًا بسبب "الانتهاك" الذي جرى، على حد وصفهم. وحذر النائب أسامة الشاهين، من تبعات هذه القضية، مطالبًا وزارتي الداخلية والخارجية ب "التحرك الأمني والدبلوماسي لضبط الأمر، خشية من إعادة أجواء 1990 أثناء تواجد منظمات فلسطينية في منطقة حوَلي التي كانت تملك معتقلات خاصة فيها، تعجز وزارة الداخلية عن دخولها أو تفتيشها". وقالت النائبة الكويتية، صفاء الهاشم، إنها اطلعت وبقلق شديد على ما حدث لمواطن كويتي في القنصلية المصرية.وأفادت النائبة الكويتية بوقوع أعمال ترهيب وتخويف على المحامي الكويتي، إسماعيل دشتي، في مبنى القنصلية المصرية من قبل البعثة الدبلوماسية فيها، وما تبع ذلك من سب الدولة والتعدي على رموزها، حسبما صرح به المواطن الكويتي، على حد تعبيرها. وفي تصريحات لصفاء الهاشم ، أشارت النائبة إلى أن “التعدي على المواطن الكويتي بحجة أنه على أراض مصرية سواء كانت قنصلية أو سفارة، أمر مرفوض”، مشددة على أن “كرامة الكويتي خط أحمر وفوق كل اعتبار”.وأضافت: “كلي ثقة في أخي الفاضل رئيس لجنة الشؤون الخارجية، وأعضائها الكرام بمجلس الأمة وحكمتهم لحل هذا الأمر وحفظ كرامة المواطن الكويتي”. وطالبت النائبة الكويتية باستدعاء المواطن والاستماع إليه، مشددة على أن مجلس الأمة برمته يقف خلفه ويسنده، كما طلبت أيضا استدعاء وزير الخارجية للوقوف على الموضوع، والذي طالبته أيضا باتخاذ أقصى الإجراءات ضد البعثة الدبلوماسية المصرية.وتابعت قائلة: “لقد ضقنا ذرعا بممارساتهم التي تفتقد لأدنى درجات الدبلوماسية المعتادة”. وأشارت في السياق إلى أنه “وفوق ذلك، يعاني أهل منطقة السلام الأمرين من تصرفات البعثة الدبلوماسية المصرية، من الفوضى التي أحدثها تواجد مقر القنصلية في تلك المنطقة، والزحام الرهيب اليومي والمعاناة في الدخول والخروج منها”. وعلَق الرياضي أحمد عبد الله العرادة، عبر موقع تويتر "على معالي وزير الخارجية اتخاذ الإجراءات القانونية الدبلوماسية ضد من أساء إلى اسم الكويت على أرض الكويت والتعدي على الموطن الكويتي داخل القنصلية". بدوره، كتب الناشط محمد العبدلي، عبر موقع تويتر "من الضروري أن تقف الحكومة الكويتية ووزير الخارجية لبلطجية السفارة المصرية وتحاسبها على كل ما فعلوا مهما يكون الدولة لها سيادتها وأحكامها القضائية، من لديه أي شكوى يتجه إلى القضاء والمحاكم، ليس بانتهاك وحبس حرية مواطن كويتي وضرب القانون بالحائط". ونقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن نائب وزير الخارجية خالد الجار الله، أن الوزارة لا يمكن أن تقبل بأي إساءة لمواطن كويتي، لافتًا إلى أنها ستباشر على الفور لقاء المحامي المشتكي والاستماع إلى شكواه والاطلاع على ما لديه من وثائق، كما ستتولى الخارجية مخاطبة السفارة المصرية لمتابعة الشكوى واتخاذ ما يلزم، بما يحول دون استمرار هذه الشكاوى ووضع حد لها. وسبق أن أثارت قضية نقل القنصلية المصرية إلى منطقة السلام السكنية، منذ نحو ستة أشهر، موجة من الاحتجاجات النيابية والشعبية بسبب الازدحام والفوضى، وسط مطالبات بنقل القنصلية إلى المنطقة المخصصة للسفارات. مقر السفارة من جانبها فتحت اليوم الاثنين وزارة الخارجية المصرية تحقيقات للكشف عن ملابسات الحادث. وكشف مصدر أنه بناء على تعليمات وزير الخارجية سامح شكري جرى التواصل مع السفير المصري في الكويت طارق القوني وأعضاء السفارة وتم الاستماع إلى إفاداتهم حول ملابسات الحادث بشكل كامل. وقال المصدر ان السفارة المصرية في الكويت أرسلت تقريرها المبدئي الى وزارة الخارجية في القاهرة وتضمن تفاصيل ما حدث، مؤكدة «أن مشادة جرت بين طاقم تأمين السفارة والمواطن الكويتي الذي أقدم على تصوير مقر السفارة، فأكدوا له أن ذلك لا يجوز لأن المقر ليس فقط دبلوماسيا بل يخضع لنفس معاملة المباني الأمنية وتصويره يعتبر أمرا محظوراً ويشكل خطراً». وذكر المصدر أن المواطن رفض الانصراف وتعدى لفظيا على رجال أمن السفارة، وأقدم على السب والقذف بحق السفارة والعاملين فيها، كما قام بالبصق على رجال أمن السفارة والذين كانوا يدافعون عن أنفسهم فقط. وشدد المصدر على ان أعضاء السفارة لم ولن يعاملوا أي مواطن كويتي بشكل مسيء، لأن أي مواطن كويتي هو ابن لمصر واي مواطن مصري ابن للكويت. واكد المصدر انه حدثت اتصالات بين الخارجية الكويتية ونظيرتها المصرية، بشأن هذه المشكلة، وتم إرسال نسخة من تقرير السفارة المصرية الى الجانب الكويتي مصحوبا بصور وفيديوهات من كاميرات تأمين السفارة حول الواقعة. وذكر المصدر أن التحقيقات تتواصل بشكل موسع من قبل وزارة الخارجية المصرية لمعرفة التفاصيل بشكل ادق، مبيناً أن هناك اشخاصا يحاولون إشعال الازمة بين البلدين، لكن العلاقات أكثر من ممتازة، والسفارة المصرية يستحيل أن تقوم بأي عمل عدائي ضد أي شخص او أن تقوم بالتطاول على مواطن كويتي لاننا نحترم دولة الكويت وأراضيها. ولفت المصدر إلى أن تعليمات صدرت للسفارة المصرية وأعضائها بعدم الإدلاء بأي حديث صحفي حول الواقعة لحين انتهاء التحقيقات. وكانت السفارة المصرية قدمت شكوى ضد المحامي الكويتي، اتهمته فيها بالاعتداء على رجل أمن والتطاول عليه وتصوير جهة دبلوماسية، حيث حاول رجل الأمن منعه من التصوير باعتبار القنصلية من المنشآت الدبلوماسية غير المصرح بالتصوير بها لدواع أمنية، وفقًا لصحيفة "الراي" الكويتية.