تنطلق أعمال القمة العربية-الأوروبية الأولى مساء اليوم الأحد بمدينة شرم الشيخ في مصر، بحضور عدد من قادة دول أوروبية وعربية، لمناقشة قضايا عديدة كالأمن والهجرة والإرهاب وغيرها.واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأحد نظيره العراقي، برهم صالح، والقبرصي نيكوس إناستاسيادس، كما استقبل رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك.وكان السيسي قد عقد لقاءا ثنائيا مساء أمس السبت مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي وصل إلى شرم الشيخ في وقت سابق، تلته جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين بحثوا خلالها العديد من القضايا المشتركة وغيرها من القضايا الدولية.وتستضيف مدينة شرم الشيخ فعاليات القمة العربية الأوروبية الأولى التي تقام على مستوى القادة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، خلال يومي 24 و25 من فبراير الجاري، بمشاركة 50 دولة عربية وأوروبية، ومن المتوقع أن تنطلق القمة في تمام الساعة السابعة مساء بتوقيت مكة الكرمة.وتبحث القمة، سبل تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والأمنية. واستقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم السيد دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، وذلك على هامش انعقاد أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ. وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن السيد الرئيس أكد المكانة المهمة التي يتمتع بها الاتحاد الأوروبي في إطار السياسة الخارجية لمصر، والتي ترتكز على الاحترام والتقدير المتبادل لخصوصيات كل طرف، ليس فقط لكون الجانب الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر، وإنما في ضوء الروابط المتشعبة التي تجمع بين الجانبين والتحديات المشتركة التي تواجههما على ضفتي المتوسط. - الإعلانات - من جانبه؛ ثمن السيد توسك العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع الاتحاد الأوروبي بمصر، مؤكداً في هذا الصدد سعادته بزيارة مدينة شرم الشيخ ولقاء السيد الرئيس، والذي يأتي في ظل انعقاد القمة العربية الأوروبية الأولى من نوعها، حيث يعكس اختيار مصر لاحتضانها الثقل السياسي الذي تتمتع به دولياً وإقليمياً، فضلاً عن كونها همزة الوصل بين العالمين العربي والأوروبي، وكذلك واحة للأمن والاستقرار في المنطقة التي تمر حالياً بمرحلة حرجة من الاضطراب الشديد والتوتر السياسي والاجتماعي. وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول استعراض مختلف جوانب العلاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي، سواء فيما يتعلق بأبعادها السياسية أو الاقتصادية والتنموية، حيث تم الإعراب عن الارتياح إزاء مجمل التطورات التي يشهدها التعاون المؤسسي بين الجانبين، وتأكيد الحرص على أهمية استمرار التنسيق المشترك وتعزيز الحوار المتبادل في هذا الخصوص لتدعيم علاقات الصداقة بينهما في ضوء المصالح والتحديات المشتركة. كما تطرق الاجتماع إلى ملف التنسيق بين مصر والاتحاد الأوروبي حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية الهامة في المحافل الدولية؛ كعملية السلام في الشرق الأوسط، والأوضاع في ليبيا وسوريا واليمن، حيث تم التوافق بشأن أهمية الحفاظ على قنوات التشاور بين الجانبين فيما يتعلق بتلك الملفات، كما تلاقت الرؤي ووجهات النظر حول ضرورة استمرار العمل على التوصل إلى تسويات سياسية لها، بما يحافظ على المؤسسات الوطنية بالدول التي تشهد تلك الأزمات، وصون سيادتها ووحدة أراضيها، حتى يمكن استعادة الاستقرار بالمنطقة وتوفير مستقبل أفضل لشعوبها. وأضاف السفير بسام راضي أن السيد توسك حرص على الإشادة بجهود مصر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، مؤكداً تقدير الاتحاد الأوروبي لهذه الجهود في التعامل مع ذلك الملف، الأمر الذي انعكس على وقف حالات الهجرة غير الشرعية من مصر منذ عام 2016، كما أكد رئيس المجلس الأوروبي أن مصر تعد نموذجاً ناجحاً في المنطقة في هذا الصدد تحت قيادة حاسمة وحكيمة. كما أعرب السيد الرئيس عن تطلع مصر لتعزيز التعاون المشترك مع الاتحاد الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف وفقاً لمقاربة شاملة تعالج الجذور الرئيسية للإرهاب والتطرف، مؤكداً سيادته في هذا الإطار أهمية التصدي لمحاولة بعض الأطراف الدولية تقديم الدعم والتمويل للتنظيمات الإرهابية. وتطرق السيد توسك كذلك إلى آفاق التعاون الثلاثي مع مصر في مجالات التنمية وصون السلم والأمن بالقارة الأفريقية، خاصةً في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، حيث عرض السيد الرئيس الأولويات المصرية في هذا الصدد، منوهاً سيادته إلى فرص توثيق التعاون مع الاتحاد الأوروبي في أفريقيا، خاصةً في مجال إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومبدياً استعداد مصر بما تملكه من تجارب وخبرات للانخراط مع الاتحاد الأوروبي في تنفيذ مشروعات تنموية لتعزيز قدرات الدول الأفريقية خاصة تلك المصدرة للهجرة غير الشرعية. كما استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم السيد برهم صالح، رئيس جمهورية العراق، وذلك على هامش انعقاد أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى بشرم الشيخ. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن السيد الرئيس جدد التهنئة للرئيس العراقي على توليه مهام منصبه في أكتوبر الماضي، وذلك عقب الانتهاء من الانتخابات التى جرت وسط أجواء تسودها الديمقراطية والشفافية، وعكست إيمان جميع أطياف الشعب العراقى بأهمية استكمال كافة استحقاقات العملية السياسية فى البلاد، بما يلبى طموحات وتطلعات أبناء الشعب العراقى نحو حاضر يسوده الأمن والاستقرار والرخاء. كما أعرب السيد الرئيس عن اعتزازه بعمق ومتانة العلاقات المصرية العراقية، والتى تعززها أواصر المصاهرة والتفاعل المجتمعى بين الشعبين الشقيقين، مؤكداً سيادته حرص مصر على الدفع بأطر التعاون الثنائى مع العراق الشقيق نحو آفاق جديدة ومتنوعة فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية وفقاً لاحتياجات الشعب العراقي، خاصةً ما يتعلق بجهود إعادة إعمار العراق. وأوضح المتحدث الرسمي أن السيد الرئيس أكد في هذا الصدد أيضاً ثوابت السياسة المصرية تجاه العراق، والتي تتمحور أبرزها حول دعم وحدة العراق وسيادته على كافة أراضيه، مشدداً سيادته على ثقة مصر فى قدرة المؤسسات الوطنية العراقية على تجاوز كافة العقبات وتشكيل حكومة تمثل كافة أطياف الشعب العراقي وتعكس الهوية الوطنية العراقية، بما يسهم في تركيز الجهود على تحسين الظروف المعيشية للمواطن العراقي، ويحافظ على أمن واستقرار العراق للحيلولة دون عودة ظهور التنظيمات الإرهابية. من جانبه، أشاد الرئيس العراقي بالروابط الأخوية الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين البلدين، معرباً عن تقديره للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقى على كافة الأصعدة، ومؤكداً حرص العراق على تعزيز أطر التعاون الثنائي الراسخة مع مصر واستطلاع آليات دفعها إلى آفاق أرحب والاستفادة من الكفاءات المصرية فى مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة. كما ثمن رئيس العراق الدور المصري البارز في تعزيز آليات العمل العربي المُشترك في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بالمنطقة، معتبراً إياها نموذجاً يحتذى به في الحفاظ على الاستقرار والنهوض بالأوضاع التنموية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي. وأضاف السفير بسام راضي أن الرئيسين تبادلا كذلك وجهات النظر حول عدد من القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفق الجانبان على ضرورة تكثيف التنسيق لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة، وبما يحقق آمال شعوبها في العيش في سلام واستقرار.