أثار إعلان هيئة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA"، عن أول دواء فى العالم "فيتراكفي" (Vitrakvi)، جدلا كبيرا فى الأوساط العلمية للمتخصصين فى علاج الأورام، بعد أن أكدت الهيئة أن العقار الجديد يعالج أي نوع سرطان من منبعه وأصله، حيث تم تصميمه ليكون صالحا للاستخدام للكبار والأطفال على حد سواء، ويعتمد على معالجة الطفرات الوراثية للأورام السرطانية، بغض النظر عن نوع المرض أو مكان نشأته. وقال الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، أن دواء ال Larotrectinib، المعروف تسويقيا باسم فيتراكفي، هو علاج جديد تم اعتماده حديثا من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج حالات محددة للسرطان، ممن لديهم نوع محدد من الطفرات الوراثية " TRK gene " وهو لا يهدف لعلاج السرطان من جذوره، ولكن يهدف للسيطرة على نموه وعدم انتشاره لأطول فترة ممكنة. وأضاف أن نتائج الدراسة، حسب ما نشر فى مجلة NEGM الطبية العريقة، أعلنت أن 55 مريضا تمت تجربة الدواء عليهم نسبة الاستجابة 75-80٪، وأن 55٪ من المرضى لم يتزايد أو يتطور لديهم المرض بعد مرور سنة من بداية العلاج، مؤكدا أن العينة التي تم تجربة العقار عليها، متشابهة جينيا، يمتلكون طفرات وراثية مشتركة، لأنه يعالج أوراما محددة تمثل نسبة قليلة، ويستهدف خلايا سرطانية معينة وليس كلها. وأضاف أن العقار ممتاز، لكن لأورام معينة تحدث نتيجة لطفرة بعينها تؤدي إلى تكون بروتينات مختلفة عن الطبيعية، فالعلاج لن يعطى نتيجة ولن يعمل مع الأورام التي لا تحتوي على هذه الطفرة، مبينا أن الأمراض التي يعالجها هذا العلاج ليست شائعة، ولكن يمكن العثور عليها فى سرطانات الغدة اللعابية والغدة الدرقية والرئة وبعض الأورام الأخرى، كما أن نسبة الأورام التي يوجد بها هذا الخلل الجيني بسيطة جدا، لا تتجاوز ال 2%. ومن جانبه قال الدكتور حاتم أبو القاسم، عميد المعهد القومي للأورام، أن العقار الجديد يكون فعالًا فى أنواع محدودة جدا من الأورام السرطانية التي تحمل طفرات جينية، وبنسبة قد لا تتجاوز 1 % فى بعض الأنواع، خاصة أنه ليس فعالا لمرضى السرطان فى المراحل الأولى، أو الثانية أو الثالثة، وإنما هو مخصص لمرضى السرطان فى المرحلة الرابعة، وهي مرحلة انتشار الورم السرطاني فى الجسم. وأشار إلى أن عدد المرضى الذين قد يستفيدون من هذا الدواء يعد محدودا جدا، نظرا لعدم انتشار هذه الطفرات الجينية، بالإضافة إلى أن هذه النسبة للاستجابة تتحقق أيضا مع العلاجات المعتادة للسرطان، وهي العلاج الكيماوي، والعلاج بالإشعاع، والتدخل الجراحي. وأضاف أن العقار الجديد لم يضف جديدًا فى عالم الأورام، حيث إن تأثيره مثله مثل باقي الأدوية الموجودة فعليا ويتم العلاج بها منذ سنوات، موضحا أنه لا يعد بديلا عن العلاج الجراحي والكيماوي والعلاج الإشعاعي.