عيد تحرير سيناء، جهود إقامة التنمية العمرانية لأهالي أرض الفيروز ومدن القناة    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه (فيديو)    اليوم، الأهلي يختتم استعداداته لمواجهة مازيمبي    تجديد حبس شاب قتل والده في الخليفة    تفاصيل الحالة المرورية صباح اليوم الخميس 25 أبريل    القاهرة الإخبارية: بعض المدارس انضمت لاحتجاجات الجامعات بأمريكا ضد عدوان إسرائيل على غزة    إعلام فلسطيني: شهيد في غارة لجيش الاحتلال غرب رفح الفلسطينية    مستشار سابق بالخارجية الأمريكية: هناك موافقة أمريكية على دخول القوات الإسرائيلية لرفح    «الجمهورية»: الرئيس السيسي عبر بسيناء عبورا جديدا    اعرف أسعار الذهب اليوم 25 أبريل وتوقعات السعر الأيام المقبلة    «الأهرام»: سيناء تستعد لتصبح واحدة من أكبر قلاع التنمية في مصر    ضرب نار في أسعار الفراخ والبيض اليوم 25 أبريل.. شوف بكام    وول ستريت جورنال: من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريكية؟    حزب الله يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية مختلفة    ارتفاع سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الخميس 25 إبريل 2024    جدول ترتيب الدوري الإنجليزي قبل مباراة مانشستر سيتي وبرايتون اليوم    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    اضبط ساعتك.. موعد بدء التوقيت الصيفي في مصر 2024| وطريقة تغيير الوقت    الشرطة الأمريكية تعتقل عددًا من الطلاب المؤيدين لفلسطين بجامعة كاليفورنيا.. فيديو    أحمد جمال سعيد حديث السوشيال ميديا بعد انفصاله عن سارة قمر    الأكثر مشاهدة على WATCH IT    بسبب روسيا والصين.. الأمم المتحدة تفشل في منع سباق التسلح النووي    "شياطين الغبار".. فيديو متداول يُثير الفزع في المدينة المنورة    ميدو يطالب بالتصدي لتزوير أعمار لاعبي قطاع الناشئين    المنيا.. السيطرة على حريق بمخزن أجهزة كهربائية بملوى دون خسائر في الأرواح    تطور مثير في جريمة الطفلة جانيت بمدينة نصر والطب الشرعي كلمة السر    ب86 ألف جنيه.. أرخص 3 سيارات في مصر بعد انخفاض الأسعار    «الاستثمار» تبحث مع 20 شركة صينية إنشاء «مدينة نسيجية»    بالصور.. نجوم الفن يشاركون في تكريم «القومي للمسرح» للراحل أشرف عبد الغفور    عن تشابه «العتاولة» و«بدون سابق إنذار».. منة تيسير: التناول والأحداث تختلف (فيديو)    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    إصابة 9 أشخاص في حريق منزل بأسيوط    أبو رجيلة: فوجئت بتكريم الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    لتفانيه في العمل.. تكريم مأمور مركز سمالوط بالمنيا    أول تعليق من رئيس نادي المنصورة بعد الصعود لدوري المحترفين    تدريب 27 ممرضة على الاحتياطات القياسية لمكافحة العدوى بصحة بني سويف    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    حصول 5 وحدات طب أسرة جديدة على اعتماد «GAHAR» (تفاصيل)    رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: تخصصنا يحافظ على الشخص في وضعه الطبيعي    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    يسرا اللوزي تكشف كواليس تصوير مسلسل "صلة رحم"|فيديو    مدحت العدل يكشف نصيحة جماهير ريال المدريد بإسبانيا للإعلامي إبراهيم عيسى ونجله    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    عالقين ومصابين.. محافظ شمال سيناء: إعادة 3 آلاف إلى غزة قريبا    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    تجربة بكين .. تعبئة السوق بالسيارات الكهربائية الرخيصة وإنهاء الاستيراد    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى قضية اغتيال رئيس دير أبو مقار .. قرارات جديدة لإعادة الانضباط إلى الأديرة.. رسائل من البابا للشعب: لا تصدقوا أي شخص يقول أنا «أحمى» الإيمان .. وفى كل مجتمع يظهر يهوذا
نشر في الأهالي يوم 15 - 08 - 2018

في تطور جديد حول قضية الأنبا أبيفانيوس، أسقف ورئيس دير أبو مقار، بوادي النطرون، قرر المستشار أحمد الجندى، رئيس محكمة وادي النطرون الجزئية، تجديد حبس المتهم، الراهب المشلوح أشعياء المقاري، 34 سنة واسمه بالميلاد «وائل سعد تواضروس»، بقتل الأنبا أبيفانيوس، رئيس وأسقف دير أبو مقار بوادي النطرون، 15يومًا على ذمة التحقيقات. كما قرر المستشار محمد مصطفى، رئيس نيابة استئناف الإسكندرية، حبس الراهب فلتاؤس المقاري، واسمه بالميلاد «ريمون رسمي منصور»، 33 سنة، بتهمة الاشتراك في قتل الأنبا أبيفانيوس، 4 أيام علي ذمة التحقيقات.
وقام الراهب المشلوح أشعياء المقاري، بتمثيل الجريمة كاملة بحضور أعضاء النيابة والقيادات الأمنية بوزارة الداخلية والأمن الوطني، بعد أن قام المتهم بالاعتراف بارتكاب الجريمة، عن طريق استخدام ماسورة حديد عُثر عليها بمخزن خردة بالدير. وتوصل فريق البحث أن وراء ارتكاب الجريمة كل من الراهب أشعياء المقارى، الذى تم تجريده من الرهبنة والإعلان عن عودته لاسمه المدني (وائل سعد) بمساعدة صديقه الراهب فلتاؤس المقاري (ريمون منصور) الذى حاول الانتحار بقطع شرايينه عقب القبض على أشعياء.
جاء قرار حبس الراهب المشلوح أشعياء المقارى 34 سنة 4 أيام، بعد اعترافه بالاشتراك مع الراهب فلتاؤس المقاري، بقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار.
وكشفت تحريات المباحث وتحقيقات النيابة قيام المتهم أشعياء المقارى بالاتفاق مع المتهم الثانى فلتاؤس بقتل رئيس الدير، بعد أن تفاقمت بينهما حدة الخلافات العقائدية والمالية والخلافات حول توزيع التبرعات التى يتلقاها الدير وعدم الطاعة، حيث قام أشعياء بإنشاء جروب على واتس آب ضم 33 راهبًا من داخل الدير هاجموا من خلاله سياسة رئيس الدير المجنى عليه فى عقائده وتوزيع التبرعات والهبات، وأيضاً انتقامًا منه لاعتياده التقدم ضده بشكاوى للجنة شئون الأديرة فى الكنيسة القبطية عن مخالفاته والتى تم رفعها إلى البابا تواضروس، وتم التحقيق معه.
واتفقا المتهمان على التخلص من رئيس الدير؛ حيث قام أشعياء بتجهيز ماسورة حديد مجوفة، وتربصا به أمام القلاية الخاصة به ليلاً أثناء خروجه للصلاة بالدير، حيث باغته أشعياء بالضرب على رأسه 3 ضربات متتالية أودت بحياته. وأشار أشعياء فى اعترافاته إلى أن فلتاؤس قام بمراقبة الطريق ومكان الواقعة، حتى لا يشاهدهما أحد من الرهبان. كما اعترف المتهم أنه سبق وصدر قرار بإبعاده عن الدير لمدة 3 سنوات، ولكن مجموعة من رهبان ديره وقعوا على التماس طلبوا خلاله العفو عنه والإبقاء عليه بالدير وتعهدوا بمساعدته على تغيير مسلكه الخاطئ. وقدموا الالتماس وقتها لرئيس الدير الأنبا إبيفانيوس الذى رفع الالتماس بدوره لقداسة البابا مشفوعا بتوسل منه لقداسة البابا بقبول الإلتماس.
"الرئيس عبدالفتاح السيسى ذكر أن مصر تعرضت ل21 ألف شائعة فى 3 أشهر وهى كلها ضد البلد والاقتصاد والسياسة والكنيسة".. ردد البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، هذه الكلمات في أول حديث له بالعظة الأسبوعية على حادث اغتيال الأنبا أبيفانيوس أسقف ورئيس دير أبو مقار بمنطقة وادي النطرون، بمحافظة البحيرة المصرية. وذلك في إشارة منه إلى ما أصاب الشارع المصري عامةً والأقباط خاصة، عقب اغتيال الأنبا أبيفانيوس، بحالة من البلبلة والإضرابات وانقسام على مواقع التواصل الاجتماعي.
رسائل طمأنة من البابا للشعب
خلال العظة الأسبوعية، أرسل البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، رسائل طمأنة للشعب القبطى فى عظته الأسبوعية الأربعاء وقال: كل أديرتنا بخير، فلا تهتز، وحين وقع الحادث المؤلم الذى وقع للأنبا ابيفانيوس، انظروا له كجريمة، وأي جريمة بها مجني عليه وجان، سواء أكان 10 أو واحد لا نعرف، والتحقيقات فى الجريمة أمر عادى جدا، والغرابة أنها وقعت فى دير وفى حق رئيس دير، وبها مجنى عليه وهو الأنبا ابيفانيوس وجان لا نعرفه حتى اليوم. وقال البابا تواضروس: إن الجرائم لا تعرف الخواطر، وليس لصالح أحد أن يتستر على أي خطأ، وأصدرنا قرارات لضبط الأداء الرهبانى وسنصدر قرارات أخرى، وعلى شعب الكنيسة أن يساعدنا فى ذلك. وعبر التاريخ، هناك رهبان سقطوا فى الخطيئة. وفى كل مجتمع يظهر يهوذا، وفي كل 12 شخصا يظهر يهوذا، يهوذا يمثل الخيانة بكاملها، ولكن هناك من يخون بنسبة 40% أو 10%، وهناك خائن مثل يهوذا، فلا تهتزوا يا أخوتي، لا تهتزوا أبدا، هناك الله ضابط الكل. ونشكر الله ليس لدينا ما نخفيه ومن يحمى الإيمان هو المسيح "مفيش حاجة اسمها كدا خالص".
عظة المصارحة والمكاشفة
أكد البابا أيضاً أن القرارات ال12 التي صدرت لضبط الحياة الرهبانية، أصدرتها اللجنة المجمعية للرهبنة وشئون الأديرة وليس البابا بمفرده كما ردد البعض. مضيفاً: "في أيام البابا كيرلس أصدر قرارًا بعودة كل الرهبان لأديرتهم وأيام البابا شنودة أخذ قرارا بإنهاء خدمة الرهبان الذين يخدمون في كنائس بعد 7 سنوات من خدمتهم يعنى الراهب يخدم 7 سنين ويرجع ديره". وشملت العظة والتي نالت رضا وإطمئنان لكثيرين من الأقباط، عدة نقاط على لسان البابا، كالتالي:
منطقة أديرة وادي النطرون جامعة للروحيات.
سمعنا أن شخصاً حاول الانتحار، يهوذا أيضاً حاول الانتحار بعدما باع سيده المسيح لأجل المال.
ممكن شخص يُخطئ أو إثنان أو عشرة وهذا لا يهز كيان الرهبنة الكبير.
الرهبنة ليست سهلة ومش كل شخص يقدر عليها.
جريمة مقتل الأنبا أبيفانيوس رئيس دير أبو مقار وقعت داخله، وليس من صالح أحد التستر على أي خطأ.
على الراهب ألا يكسر قانون الرهبنة أو الفقر الاختياري.
على الأقباط ألا يهتزوا.
إيمان الكنيسة باقي ببقاء صاحبها وهو السيد المسيح، وليس أي شخص يقول "بأحمي الإيمان تصدقوه".
لدينا ضعف بشري وهناك رهبان سقطوا في أخطاء.
لدينا مثال تلاميذ المسيح الذي باع أحدهم وهو يهوذا سيده ومعلمه، وفي كل مجتمع يظهر يهوذا.
إشادة قبطية بخطاب البابا
هذا وقد أشاد عدد من الأقباط على التواصل الاجتماعي، وأباء الكنيسة على عظة البابا؛ في البداية أصدرت اللجنة المجمعية لشئون الرهبنة والأديرة، بيان شكر للبابا تواضروس الثاني الذي بمحبته وأمانته في خدمة الكنيسة ومؤسساتها وكل أديرتها وكنائسها وأنشطتها، استجاب لتوصيات الآباء الموقرين المطارنة والأساقفة أعضاء لجنة الرهبنة والأديرة القبطية الأرثوذكسية في اجتماعها المنعقد بدير القديس الأنبا بيشوي العامر ببرية شيهيت وأصدر قراره بتفعيل توصيات اللجنة التي تم اتخاذها الأربعاء الأول من أغسطس الجاري.
وطالب عدد من أباء الكنيسة الأقباط على صفحات التواصل الاجتماعي بالصمت والتوقف عن التحليلات، والتعليقات والتراشق، وعليهم بالتعقل في إدارة الأمور. حيث أكد القمص عبد المسيح بسيط، أن البابا حريص على الحفاظ على انضباط الرهبنة بالأديرة المصرية باعتبارها إحدى قوى الكنيسة المهمة. "وإذا ضعفت الرهبنة ضعفت الكنيسة، وإذا قويت الرهبنة قويت الكنيسة". قائلاً: "إن نوعية الرهبان الذين ترهبنوا منذ فترة قريبة للأسف لم يستفيدوا من آبائهم الموجودين، وظهرت في الرهبنة شخصيتهم الطبيعية".
وعلق القس لوقا راضي، على الكم الهائل من الفبركات التي انتشرت مؤخراً بلا أي مرجعية أو سند حقيقى وتتناقل على الألسن بلا أي توثيق وتتنتشر على نطاق واسع وتحدث بلبلة وفزعا بين الناس. وقال "راضي" إن الإنسان يحتاج فى فترات فى حياته إلى مساندة ممن حوله وخاصة فى فترات الوهن والضعف والأزمات، والمجتمع القبطي يمر بأزمة رحيل الأنبا أبيفانيوس، وامتلأت الأجواء بأقاويل وكتابات منها القليل الصادق والكثير الملفق، فأزعجت الجميع وكان الكل يشتاق إلى الأمان والإطمئنان فجاءت كلمات البابا تواضروس لتبث الأمان فى قلوب جموع الشعب القبطي ولترسل رسالة طمأنينة بأن الكنيسة فى سلام، لأن القائم في وسطها إله جبار ملك الملوك ورب الأرباب. وقال "راضي" إن البابا ركز على الرهبنة بأنها نبض الكنيسة وأنها بخير، ونحن لدينا 1500 راهب وراهبة، وإن كل مكان يوجد به أخطاء ليس أحد بلا خطيئة، ومن متابعتي لأغلب ما كتب تعليقاً على عظة البابا فهناك ارتياح وإطمئنان عقب خطبته.
4 رسائل قوية وواضحة
من جانبه قال إسحاق إبراهيم، الباحث ومسئول ملف حرية الدين والمعتقد في المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن عظة البابا تواضروس جاءت قوية وواضحة وكاشفة وتضمنت 4 رسائل:
الرسالة الأولى للتيار المتشدد بالكنيسة الذي يضم عددا من الأساقفة والمجموعة التي تسمي نفسها حماة الإيمان.. رسالة البابا الإيمان ليس سلعة تحتاج لمن يحميها الكنيسة باقية ببقاء صاحبها وهو المسيح.
الرسالة الثانية للرهبان مفادها أن هناك تسيبا لا يمكن إنكاره وأن الأيام القادمة ستشهد قرارات جديدة لإعادة الانضباط للأديرة.
الرسالة الثالثة للأقباط هم عليهم دور (في رأيي هم جزء أساسي من المشكلة) ومطلوب منهم المساعدة بالتوقف عن تقديم الهدايا واجراء الزيارات والمكالمات.
الرسالة الرابعة للمصريين مضمونها الكنيسة مثل المجتمع بها يهوذا ومن بين تلاميذ المسيح هناك يهوذ الذي خان وانتحر ولكن الكنيسة لا تهتز وهى قوية.
كلام البابا قد يكون صادما لقطاع واسع جدا من الأقباط لكنه مهم لنزع القداسة المجانية التي كانت تمنح لرجل الدين. فهل يفهم الأقباط هذه الرسالة؟.
لم يكن الصراع والهجوم الذي تعرض له القمص متى المسكين فقط في عهد البابا الراحل شنودة الثالث فحسب، لكن الصراع والعداء كان قبل ذلك أيضاً، ومنذ عهد البابا كيرلس السادس.. ويذكر المفكر كمال زاخر، مؤسس التيار العلماني القبطي؛ في هذا الشأن أنه في منتصف القرن الماضي شهدت الأديرة قدوم ثلاثة شبان طلباً للرهبنة، إثنان عام 1948 (سعد عزيز ليسانس حقوق الأب مكارى الصموئيلى السريانى)، (يوسف اسكندر يوسف بكالوريوس صيدلة الأب متى المسكين الصموئيلى السريانى)، والثالث عام 1954. (نظير جيد ليسانس آداب الأب انطونيوس السريانى) كانو باكورة من يقصدون الرهبنة من خريجي الجامعات.
ويمكن فهم الكثير من تطورات المشهد الكنسي من خلال فهم العلاقة بين هؤلاء الثلاثة فيما بينهم من جانب، وبين الأب القمص مينا المتوحد (البابا كيرلس السادس فيما بعد)، من جانب أخر. واللافت أن الراهب انطونيوس السريانى (عامان من الرهبنة)، والراهب متى المسكين (ثمانية أعوام من الرهبنة) تقدما للترشح للكرسى البابوى، عقب خلوه برحيل البابا يوساب الثانى، (نوفمبر 1956).
وتابع زاخر: هذا الأمر أزعج الحكام الجدد وهم من نفس جيل هؤلاء الرهبان، وأزعج شيوخ المطارنة والاساقفة، إذ توجس كلاهما من أن يكون البابا القادم منهما، فيتم تعديل لائحة إنتخاب البطريرك لتصدر بعد شهور قليلة لتحمل شرطين جديدين للمرشح، ألا تقل مدة رهبنته عن 15 عاماً، وألا يقل عمره وقت الترشح عن 40 عاماً، فيستبعدا أنطونيوس السرياني ومتى المسكين. فيبادر شباب الرهبان بالدفع باسم الراهب القمص مينا المتوحد، الذى يلقى ارتياحاً من جهتي الحكم بالدولة والكنيسة، ليصبح البابا كيرلس السادس، وكان لكل منهما ينتمي لمدرسة مختلفة، فى قراءة مستقبل الكنيسة، المنهج والآليات. إلى أن يرحل البابا كيرلس السادس 1971، ليترشح الأب متى المسكين والأنبا شنودة للكرسي المرقسى، ويرسل أسقفان خطاباً للرئيس السادات يحذرانه من "الراهب الأحمر" يشيران فيه إلى أن للأب متى المسكين ميول شيوعية، ليأتى البابا شنودة الثالث للبابوية.
رداً على الاتهامات التي نالت من الأب متى المسكين على مدار عقود طويلة، من هجوم واتهامات بالهرطقة وخروج عن التعاليم المسيحية الأرثوذكسية، كشف مؤخراً الأب باسيليوس المقاري أحد تلاميذ "المسكين" عن حقيقة الصراع بين البابا الراحل شنودة الثالث و"المسكين"، قائلاً إن البابا شنودة كان يعلم جيدًا أن الأب متى المسكين صادق فى كل ما يكتبه، ولم يكن يجد أى شىء خاطئ فى كتاباته، وهذا كان منذ أن كان ينشر أحاديث الأب متى المسكين فى مجلة مدارس الأحد وهو علمانى نحو عام 1952 ولكنه بعدما رُسم أسقفًا، بدأ ينعت هذه الكتابات بأنها خاطئة، ولا أحد يعرف السبب.. تاريخياً؛ بدأ الخلاف بين متى المسكين والبابا شنودة منذ اللحظة التى ترك فيها (الأنبا شنودة) مغارة التوحد فى وادى الريان وعودته إلى دير السريان وبعدها رسمته أسقفًا للتعليم فى 30 سبتمبر 1962. وقد امتد الخلاف بين الطرفين من الجوانب العقائدية والفكرية ليشمل الجوانب الشخصية. وأصدر البابا الراحل كتاب "بدع حديثة" ينتقد فيه بعض أفكار "المسكين".
حتى وفاة الأب متى المسكين لم توجه له أى اتهامات بالخروج عن الكنيسة أو الهرطقة، كما يتهمه بعض المتربصين والمهاجمين له ولأفكاره على صفحات التواصل الاجتماعي الآن بأنه "مُشرك ومهرطق"، وقد قيل إن حسابات بعينها على فيسبوك يُديرها أشخاصاً تابعين ويخدمون أساقفة بعينهم وهم من يقومون بدعمهم، وهؤلاء الأساقفة هم بطبيعة الحال من يُطلق عليهم "الحرس القديم" بالكاتدرائية، أو التيار القديم والذي يقف ضد أي تجديد بالكنيسة وبالتالي رافضاً الوحدة الحقيقية مع الكنائس الأخرى، حتى وإن أظهروا عكس ذلك أمام الإعلام.. فقد تعرض ولازال "المسكين" لهجوم ممن يدعون أنهم محافظون على الإيمان الأرثوذكسي، حيث تبنوا هؤلاء الهجوم على "المسكين" وتلاميذه من خلال صفحاتهم، ووصل الأمر إلى هجوم نفس الصفحات –المدعومة- على البابا تواضروس نفسه والذي لم يفلت من انتقاداتهم وشكوكهم المزعومة، والتي بدأت منذ عمل البابا لزيت الميرون المقدس، واستخدامه في ذلك مركبات جاهزة، بدلاً من محاولة استخلاصها بطرق بدائية، علاوة على تحركات البابا تواضروس -منذ اختياره بطريركاً- بين الكنائس الأخرى بداية من محاولة توحيد المعمودية مع الكنيسة الكاثوليكية أثناء زيارة البابا فرنسيس لمصر، مروراً بالصلاة المشتركة مع الكنائس الغربية من أجل السلام بمنطقة الشرق الأوسط، والإشارة إلى الأب متى المسكين باعتباره من جيل الرواد الذي أحدث نقلة في الكنيسة القبطية، وذلك خلال حفل مئوية مدارس الأحد، نهاية بالحديث حول توحيد الاحتفال بعيد القيامة مع الكنيسة الغربية، فكلها تحركات إصلاحية تنويرية في اتجاه الوحدة مع الكنائس الكاثوليكية والإنجيلية، أي أن البابا تواضروس نفسه يسلك طريق الإصلاح والتنوير والوحدة مع الكنائس.. والبابا تواضروس لم يخف تأثره بكتابات أو رؤية الأب متى المسكين، بل أعاد البابا ل"المسكين" وديره الثقة مرة أخرى، وذلك خلال زيارته في 2013 ورسامة الأنبا أبيفانيوس الراحل رئيساً للدير، وقال إن الدير هو فخر الرهبنة ومنارة للكنيسة، وأن الرهبان غير المصريين يحضرون خصيصًا من بلدان العالم لدير أبو مقار للتعلم فيه".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.