فى شهر ابريل الماضي، عقد 400 عضو فى ائتلاف « دعم مصر « فى البرلمان اجتماعا لبحث إمكانية تأليف حزب سياسي. وقال على عبد العال، رئيس مجلس النواب، إن هذا الائتلاف يلبي كل الشروط الضرورية « ليكون حزباً سياسياً قوياً». وأضاف أن الحياة السياسية فى مصر لا يمكن أن تكون صحية بدون « حزب للأغلبية البرلمانية « وأن ائتلاف « دعم مصر» هو المؤهل ليصبح هذا الحزب. ورغم أن المعلومات تشير إلى تعثر عمليات الدمج بين الأحزاب التي تشكل الائتلاف المذكور لأسباب تتعلق بخلافات بينها… فإن الحديث مازال يدور حول تشكيل « كيان حزبي كبير «يقود ويتزعم الأغلبية البرلمانية، ويتردد أن حزباً داخل ائتلاف « دعم مصر « تمكن من استقطاب 49 نائباً من حزب آخر داخل الائتلاف ! ولا خلاف حول فكرة اندماج الأحزاب ذات التوجهات والبرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتقاربة أو المتشابهة بشرط أن يتحقق ذلك بناء على قرار من قواعد تلك الأحزاب وليس بقرار علوي أو إلزامي. غير أن هناك من يضيقون بتعدد الأحزاب السياسية، ويطالبون بتقليص عددها أو حل الأحزاب « التي لا تساهم فى العمل السياسي «، وهناك من يتحدثون عن غياب « الظهير السياسي «، كما يطالب البعض بتشكيل حزب معارض كبير، بمباركة رسمية من الدولة !. والأخطر من ذلك كله أن هناك من يريدون لنا أن نعود إلى الوراء من خلال الدعوة إلى تشكيل « حزب للرئيس « ! وهؤلاء لا يطيقون التعددية السياسية والحزبية، ويحلمون بالارتداد إلى نظام الحزب الواحد تحت لافتة مهذبة هي « حزب الأغلبية البرلمانية «، ويصرخون كل يوم وهم يجأرون بالشكوى من وجود أكثر من مائة حزب.. ولا أدرى ما الذي يزعجهم فى وجود هذه الأحزاب طالما أن هناك انتخابات تقرر مدى جدارة أي حزب سياسي بالبقاء فى الساحة وتمثيل قطاع من المواطنين ؟ وما الذي يزعج هؤلاء لو أن بعض هذه الأحزاب لم يعد له صوت مسموع أو قدرة على العمل السياسي وتوارى فى صمت ؟ وهل المطلوب من الحكومة أن تقرر اختيار شكل الحزب الذي يعارضها ؟ ولماذا يخلقون مشكلة مفتعلة تحت عنوان « غياب الظهير السياسي « إذا كان الشعب فى مجموعه ومعظم الأحزاب السياسية تشكل هذا « الظهير السياسي « ؟ ولماذا يريدون أن يحتكر حزب معين أو « حزب الأغلبية « مساندة الرئيس السيسي بينما تؤيده كل الأحزاب السياسية الوطنية ؟ المهم أن تصريحات الرئيس السيسي أمام مؤتمر الشباب تتعارض تماما مع توجهات أصحاب الدعوات السابقة، فقد أكدت تلك التصريحات أنه يؤمن بالمعارضة البناءة، وبدور فعال للأحزاب السياسية، حيث إن المعارضة فى رأيه هي « الصوت الآخر الذي يجب سماعه بهدف وضع حلول للمشكلات التي تواجه الدولة» تصريحات الرئيس تمثل رداً حاسماً على أعداء التعددية وأنصار حكم الحزب الواحد.