بعد الاتفاق مع واشنطن.. عقد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مؤتمرًا صحفيًا، أعلن فيه أن المخابرات الإسرائيلية حصلت على نصف طن من الوثائق السرية (55 ألف وثيقة و183 سي. دي).. وكلها تؤكد أن إيران احتفظت ببرنامجها النووي وقامت بتوسيعه، ويمكنها تفعيل هذا البرنامج للأسلحة النووية بعد أن نقلت ملفاتها إلى مكان سري فى طهران، وأنها مستمرة فى زيادة مدى صواريخها القادرة على حمل رؤوس نووية. وقال نتنياهو إن ما أسماه «مشروع عماد» السري يضم العناصر الخمسة لبرنامج الأسلحة النووية، وأن هذا المشروع يتولى تصميم وإنتاج واختبار الرؤوس الحربية النووية. وقدم نتنياهو أشرطة مصورة على شاشة عرض ما يشير إلى أنه موقع البرنامج النووي السري، وأضاف أن إيران كذبت عندما، قالت إنها لاتمتلك برنامجًا للأسلحة النووية، وأن لدى حكومته نسخاً مطابقة لأرشيف برنامج الأسلحة النووية الإيرانية، وأن المخزن الذي يحتوى على هذا الأرشيف مع إيران يوفر لطهران مسارًا يمهد لإقامة ترسانة نووية، وقال إنه أطلع الولاياتالمتحدة ودولًا أخرى على المعلومات بشأن هذا البرنامج الإيراني النووي السري. وقال نتنياهو: إن هذا هو أعظم إنجاز مخابراتي فى تاريخ إسرائيل!. وبعد دقائق، أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات نتنياهو، وقال إنها تبرهن على أنه « أي ترامب» كان على حق بنسبة مائة فى المائة عندما أعلن رفضه للاتفاق النووي الإيراني، وأضاف أن واشنطن لم تعد تقبل هذا الاتفاق، وأنه سيتخذ قرارًا بشأنه قبل 12مايو الجاري. وفى الوقت نفسه، تم الاعلان فى إسرائيل عن مصادقة الكنيست الإسرائيلي بأغلبية 62 صوتًا مقابل 41 على تعديل القانون الأساسي للحكومة الذي يسمح لمجلس الوزراء بأن يقرر الشروع فى عملية عسكرية تؤدي إلى الحرب، وينص التعديل الجديد على حق رئيس الوزراء الإسرائيلي فى اتخاذ قرار منفرد بشن الحرب، بعد استشارة وزير الدفاع، دون الرجوع لأحد، بما فى ذلك مجلس الوزراء ! وتزامنت كل هذه التصريحات والخطوات مع جولة وزير الخارجية الأمريكي الجديد « مايك بومبيو» فى المنطقة، التي تشمل زيارة الأردن وإسرائيل والسعودية، والتي تركزت حول ما أسماه «زعزعة إيران للاستقرار فى المنطقة» و»طموح إيران للهيمنة على الشرق الأوسط». أما إيران، فقد اعتبرت تصريحات نتنياهو مجرد مسرحية استعراضية معدة سلفاً للتأثير، مسبقا، على قرار الرئيس ترامب بشأن الاتفاق النووي. وأكدت طهران أنها مستعدة لجميع السيناريوهات، وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الاتفاق النووي «غير قابل للتفاوض مطلقاً» مما يعني رفض إيران لأي محاولة لتعديل الاتفاق أو تغيير بعض نصوصه. وبعد مرور قرابة ثلاث سنوات على توقيع هذا الاتفاق فى يوليو 2015، لم يحصل الإيرانيون على أية مزايا أو فوائد.. فالعقوبات مستمرة والازدهار الاقتصادي الموعود لم يتحقق، ولم تتوافر لدى الإيرانيين فرص عمل جديدة للعاطلين أو استثمارات أجنبية. ويقول المراقبون إن الاتفاق فقد بريقه لهذه الأسباب لدى الإيرانيين. والواضح أن الكلمة الآن للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي أكد مفتشوها عشرات المرات أن إيران ملتزمة بتنفيذ الاتفاق النووي، مما يتناقض مع تصريحات نتنياهو. ولكن المهم فى ذلك كله أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل التي تملك ترسانة نووية ولم توقع على اتفاقية حظر الأسلحة النووية قررتا إشعال المنطقة.. فإلى جانب الحرب ضد سوريا.. هناك الآن أوضاع متفجرة قد تضع المنطقة كلها على حافة الهاوية. ثم كيف ستثق كوريا الشمالية، التي يستعد ترامب لمقابلة زعيمها فى أية اتفاقيات مع أمريكا إذا كان هذا الالتزام يسقط مع تولي شخص جديد منصب الرئاسة وينقلب على قرارات الرئيس الذي سبقه ؟!.