الجمعية العمومية تفتح مشاكل الفنانيين التشكيليين.. المهنة فى خطر.. و 25% فقط من الخريجين أعضاء فى النقابة

قررت اللجنة المشرفة على انتخابات الفنون التشكيلية إعادة الانتخابات ل 17 مارس الجاري، وذلك لعدم اكتمال النصاب القانوني لها، وكان ما يقرب من 300 من الأعضاء قد سجلوا فى الكشوف الانتخابية، التي كان من المقرر إجراؤها يوم الجمعة الماضي للانتخابات على منصب النقيب، و5 من أعضاء مجلس النقابة، حيث شهدت الساعات الأولى من الانتخابات هدوء نسبيًا من قبل الناخبين، فيما أكد بعض المشاركين أن الإعادة هي الأقرب والسيناريو المتوقع نظرًا لضعف الإقبال على صناديق الاقتراع.
ومن جهته قال نقيب الفنانين التشكيليين الدكتور "حمدي أبو المعاطي" ل"الأهالي" تم ترشيح خمسة أعضاء على مقعد النقيب، وهناك خمس شعب ترشح إليها ما بين خمسة وأربعة أعضاء، بإجمالي 25 عضواً، وهي أقسام "تصوير، خزف، ديكور، جرافيك، النحت"، ومن المقرر أن يحصلوا على 50.1% للمصوتين من إجمالي 2650 عضواً، بكل من مقر النقابة الرئيسي بالقاهرة وفرعي الإسكندرية والدقهلية؛ حيث حضر 243 عضوًا بالقاهرة، و35 عضوًا بالإسكندرية، و21 عضوًا بالدقهلية، لافتًا إلى أن نسبة الحضور قليلة جدًا بالنسبة لعدد أعضاء الجمعية العمومية، ومن لهم حق التصويت ومسددين للاشتراك السنوي بالنقابة 2620 عضوًا، مؤكدًا فى الإعادة نحتاج ل 720 عضوًا حتى يكتمل النصاب، ويفترض أن تكون نسبة حضور 25% من أعضاء النقابة المسددين لاشتراكهم السنوي، وذلك طبقًا لقانون النقابة رقم 83 لسنة 1976، والمعدل برقم 122 لسنة 1983 واللائحة التنفيذية للقانون الصادرة بقرار الجمعية العمومية للنقابة، وضمت لجنة الانتخابات بالنقابة عضوية التشكيلي د.محمد سيد سليمان، والتشكيلية د.علية محمد عبدالهادي، وفى حالة عدم اكتمال النصاب القانوني أكد "حمدي أبو المعاطي" سوف تتم إعادة الانتخابات مرة أخري، فالقانون لا ينص على عدد انتخابات معينة، وأشار إلى أنها فرصة حقيقية للفنانين للإدلاء بأصواتهم والتعبير عن آرائهم فضلاً عن المشاركة لاختيار نقيب يمثلهم وأعضاء النقابة للارتقاء والنهوض بها.
دعم مادي
بينما قال "إبراهيم محمد الإمام" المرشح على مقعد النقيب، أن برنامجه الانتخابي له عدة أهداف أهمها: إعادة صياغة الفنان التشكيلي، فضلا عن ضرورة مشاركته فى الحياة المجتمعية بشكل بناء وملموس، مشيراً إلى أن دعم النقابة يتمثل فى وجود موارد منها استحداث شعبة جديدة لترميم الآثار، بهدف التأثير على تخصص الفنان التشكيلي حتى يحتك بباقي التخصصات فى النقابة ويستكمل ما لديه، ويكون بذلك سلاحا ذا حدين لتستفيد منه النقابة وأيضا خريجو الآثار، علاوة على التعاون بين أعضاء النقابة وبعضهم، والقضاء على الصدع حتى نجتمع على مشروعات ذات قيمة عالية ويتم دعمها.. وأضاف أن الفن التشكيلي منغلق على نفسه، ولا يوجد تفاعل بينه وبين الجمهور، موضحاً أن المعارض لا يحضرها سوى الفنانين أنفسهم، ولا يوجد أحد من خارج الوسط كما كان يحدث فى السابق، ونفى "إبراهيم الإمام" وجود أية من حالات الفساد داخل جدران النقابة مؤكداً أن النقابة لا يوجد بها مواد مادية مغرية لحدوث أي من أنواع الفساد.
إنشاء قانون
وفى سياق متصل بهذا الموضوع قالت الفنانة "ميرفت مرسي عبد الله" المرشحة على عضوية مجلس إدارة النقابة شعبة الديكور، أن هناك عدة أهداف تسعى لتحقيقها أولها الحفاظ على المهنة، ثانيا الدعم المادي للنقابة، ويتمثل فى زيادة دخل النقابة، وتطوير دورها، والعمل من أجل إيجاد مصادر حقيقة للدخل، مؤكدة أن الفنان التشكيلي يحصل على معاش ضئيل جداً بقيمة 75 جنيهاً فقط وهي إهانه واضحة له.
وتابعت "ميرفت عبد الله" أن النقابة لا تعمل بجدية، وأن هناك إهمالاً كبيراً تجاه الفنانين، فضلا عن وجود انتهاكات للمهنة من قبل البعض من خلال عملهم فى مهنة "النقاشة، ومكاتب الديكور" ولم توجد مادة فى القانون تمنعهم من هذا، موضحة أن النقابة ليس لديها ضبطية قضائية، وأكدت حال فوزها فى الانتخابات سوف تعمل على إنشاء قانون من شأنه وضع ضوابط للحفاظ على المهنة، وأضافت أن هناك 25% فقط من الخريجين يسجلون فى عضوية النقابة، وال 75% لم يتوافدوا بسبب ضعف موارد النقابة.
ومن جانبه أوضح الفنان التشكيلي "هشام طه" والمرشح لشعبة الجرافيك، أن نقابة التشكيليين يجب أن تكون بيت مفتوح لجميع فناني مصر، مشيرا إلى أهمية أن تشارك النقابة فى نشر قيم الجمال والحق والخير للارتقاء بمستوى الذوق العام، مع تقديم خدمات متميزة ومتنوعة لأعضائها، مؤكدا أن فناني مصر يستحقون الكثير لما يبذلونه من جهد لنشر قيم الجمال، فى ظل انتشار القبح.
سلوكيات الأفراد
بينما أكد الفنان "مصطفى غنيم" المرشح لشعبة الديكور، أن الفن التشكيلي له تأثير على سلوكيات الإفراد من خلال المظاهر الجمالية فى الشوارع والطرقات والميادين، فضلاً عن المظهر العام للشخصية، من خلال الهدوء والراحة النفسية الثقة بالنفس، والحب، والأمل، ورفض العنف، وانطلاقا من هذه الأسباب بدأنا ملتقيات فى المدارس من خلال الاهتمام بالورش تحفيزاً للأطفال وتعليمهم الفن والرقي؛ نظراً لان تغيير السلوك يبدأ من الطفولة للثانوية العامة.
مؤكداً ان هناك ملتقيات دائمة مجانية تقام فى محافظة الشرقية بالاشتراك مع المحافظة وبعض الفنانين، قائلا:"العطاء بلا مقابل له طعم جميل". وعن الانتخابات أوضح "مصطفى غنيم" أن يوم الجمعة للانتخابات غير موفق على الإطلاق، نظرًا لان هناك ثلاثة أفرع للنقابة فقط فى المحافظات وغير ذلك يأتون للفرع الرئيسي بالقاهرة، فهذه صعوبة للفنانين التي يأتون من أماكن بعيدة.
الفن التشكيلي
وأوضحت الفنانة التشكيلية "ملك الدربيني" أن الفن التشكيلي موهبة وضعها الله فى أشخاص معيّنين وهم الذين يتميّزون عن غيرهم فى فن من الفنون ويبدعون فيها، الفن التشكيلي هو لغة ينقلها الفنان بطريقة تعبيريّة مستوحاة من تعابيرهُ الداخلية العميقة وهي ترجمة لتعابيرهُ لمشهد معيّن أو موقف معيّن ينقلها بصورة فنيّة والتي تعبّر عمّا يدور فى داخلهِ والمحيط الذي يعيش فيه، مشيرة إلى انه أيضا مثل الأمور التي يحتاجها الإنسان فى حياتهِ كالماء والهواء ولا يمكن الاستغناء عنها ففيها الموهبة والتطور الثقافى والفكري عند الشعوب. وهي كل شيء يأخذ من أرض الواقع وصياغتهِ بشكل من الأشكال تشكيلاً جديداً مستوحاة من فكرة جديدة والتي تعتبر من التشكيل أو التجسيد لشيء معيّن.
حضارة مصرية
وفى السياق ذاته أشار الفنان التشكيلي "إبراهيم الدماطي" أن الفن التشكيلي من أهم العناصر التشكيلية والثقافة الكونية عند البشر وبالتحديد مصر، لأن حضارتها بنيت على الفن "الأهرام، أبو الهول، النقش على الحائط، الرسوم"، فلابد وأن يكون لديه ثقافة إنسانية، فهو الفكر والرؤية للمستقبل، وهو من حل أزمات الحروب بالفن، ويقوم بأخذ التفاصيل المستوحاة من الواقع الذي يعيشه والمحيط الذي يمر بهِ وينقلها بصورة وبطريقة رؤيتهِ للأمر والمنهجية التي يتبعها ويصيغها بفكرة جميلة تجعله مميزاً عن غيره، ومعظمهم من يلتحقون بكليات الفنون الجميلة. وأكد "الفنان التشكيلي" أن هناك ضعفا فى تسويق مصادرها بالخارج والداخل، فالفنان يضع على لوحته سعرا عاليا جداً يصعب على البسطاء شراؤها، ما يجعلهم يلجأون لورق الحائط بدلا من شراء اللوحات، فضلاً عن التعتيم الإعلامي الذي يخيم على النقابة، والفن التشكيلي بشكل عام.
اهتمام الدولة
أشار الفنان والمصور"ممدوح القطيري" نتمنى أن يكون هناك تفعيل للأعضاء الجدد الذين يتم انتخابهم؛ نظرا للصعوبات التي واجهت النقابة فى الآونة الأخيرة، مضيفاً لا يوجد اهتمام من قبل الدولة بالفنان؛ علماً بأن أسعار الخامات والمعدات قد ارتفعت بشكل ملحوظ، علاوة على ضرورة الاهتمام بمقر النقابة، وبالبعثات، وكل ما يخص الفنان.