في اول انتخابات نقابة مهنية بعد ثورة يناير أجرت نقابة الفنانين التشكيليين انتخاباتها الخاصة على موقع النقيب وعلى مقاعد مجلس النقابة البالغ عددها 15 عضوا . وقد تابعت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان مجريات هذه الجولة بعد أن فشلت الجولة الأولى التي أجريت يوم 7 مايو في اكتمال النصاب القانوني لإجراء الانتخابات % + 1 من الأعضاء ، حيث حضر لعملية التصويت ما يقرب من 600 فنان من أصل 3502 أعضاء النقابة الأصليين. وجرت هذه الجولة في ظل التنافس بين 9 أعضاء على مقعد النقيب وهم : حسن غنيم عضو المجلس السابق، طه القرني ، حمدي أبو المعاطي وكيل المجلس السابق ، احمد عبد العزيز ، ايهاب الأسيوطي ، عادل شاذلي ، شوقي معروف ، صلاح عناني ، عبد الفتاح البدري . وخلت قائمة المرشحين من النقيب السابق والرسام المعروف مصطفى حسين والذي قضي مدتين متتاليتين على مقعد النقيب . كما أجريت بين 61 مرشحا من شعب " التصوير ، النحت ، الديكور ، الجرافيك ، الخزف . ووفقا لعدد المرشحين كانت شعب التصوير هي أكثر المرشحين ثم النحت ثم الديكور ثم الجرافيك، ويخصص لكل شعبة عدد 3 أعضاء بالمجلس وفقا لقانون النقابة رقم 83 لسنة 1976. ويزيد هذا العدد عن أخر انتخابات أجريت في عام 2006 حيث وصل عدد المرشحين وقتها إلى 47 مرشحا بينهم 6 سيدات. وبلغ عدد السيدات حسب الجدول 6 مرشحات منهن 3 من شعبة التصوير وهن الفنانات : مديحة محمد متولي ، وهاد سمير حافظ ، حنان الشيخ . واثنان من شعبة الديكور هن : حنان احمد عبد التفاح ، لاميس خطاب . مرشحة على شعبة الخزف هي زينب سالم . و ونجحت تلك الانتخابات في استكمال النصاب القانوني من بين الاعضاء المسددين للعضوية، فى مقار الاقتراع بالمقر الرئيسى للنقابة بالقاهرة والمقار الفرعية بالإسكندرية والدقهلية. وتعتبر الانتخابات نهائية فى حالة حضور 876 عضوا. اي ربع عدد الاعضاء المسددين. وترشحت قائمتان انتخابيتان بشكل أساسي في تلك الانتخابات قائمة وزعت تحت رعاية "كتلة ائتلاف شباب التشكيليين" ، والأخرى باسم القائمة المختارة للسادة الفنانين، ولم تتبني كل من القائمتين مرشح على مقعد النقيب . كما وزعت قائمة أخرى محدودة ضمت 3 مرشحين حملت في احد وجهيها جملتي ثورة 25 يناير و" مصر فوق الجميع " وعلم مصر، كما حملت في وجهها الأخر صور المرشحين " د. مختار النادي ، وعبد المنعم عبد السميع مرشحي عن شعبة النحت، د. محمد الصبان مرشح شعبة الديكور " . والسمة الأخرى وجود أربعة مرشحين لمقعد النقيب تقدموا للترشح على مقعد العضو فى الشعب أيضاً، وهم الدكتور حسن غنيم على شعبة التصوير ، والدكتور شوقى معروف ، عادل الشاذلي " شعبة الخزف" وإيهاب الأسيوطي " شعبة النحت" . برامج المرشحين : وحملت برامج المرشحين لمقعد النقيب وعود عدة ، حيث ركز د. حمدي أبو المعاطي وهو أستاذ بقسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان على خلال 3 محاور : الأول يخص متطلبات تأسيسية بالنقابة ، والثاني متطلبات ثقافية وفنية ، والثالث محور خاصة بالخدمات الاجتماعية وتنمية الموارد المالية للنقابة على النحو الأتي : تعديل قانون النقابة واللائحة التنفيذية للنقابة والحرص على تمثيل شباب الفنانين ، وإضافة شعب جديدة منها " الميديا ، التصوير الفوتغرافي والدراسات النقدية " وإنشاء أفرع جديدة للنقابة بالمنيا والأقصر والإسماعيلية ، تحديث وتطوير المبني الإداري للنقابة ، هيكلة الدولاب الإداري للنقابة وتحديثه رقيما . تفعيل دور النقابة المهني لقيادة الحركة التشكيلية المصرية تجاه المؤسسات الثقافية الحكومية والخاصة . بينما تبني إيهاب الأسيوطي المرشح على مقعد النقيب وهو استاذ النحت بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا في برنامجه بعض المطالب منها: استبعاد كل من كان في المجلس السابق بل ومحاسبته على البرنامج السابق الخاص به ودخل به في المجلس السابق، كما اهتم بالجوانب الاجتماعية " المعاشات والرعاية الصحية ، وكذلك إنشاء فروع للنقابة في الكثير من المحافظات الأخرى والتي تتضمن كليات فنية كالمنيا والأقصر واسيوط ومدن القناة . إصدار قانون حماية الملكية الفكرية والإبداعية لعدم انتشار سرقة الأعمال الفنية أو اقتباسها، انشاء مجلة تعبر عن النقابة ودورها . بينما اهتم بعض المرشحين على مقاعد مجلس النقابة بالإشارة لبعض الخطوط العامة لبرنامج خاص بهم ,منهم الفنان مجدي عبد العزيز أمام مرشح شعبة الجرافيك ، الذي اكد على العمل على فتح مجالات لتنمية الموارد بالنقابة ، تعديل وإعادة صياغة اللائحة الداخلية للنقابة بما يتناسب مع روح ثورة 25 يناير المجيدة للنهوض بالنقابة . تفعيل دور الضبطية لاقضائية لمزاولة المهن المرتبطة بمجالات تخصصات النقابة ،. بينما أكدت المرشحة وهاد سمير مرشحة شعبة التصوير مدرس بأكاديمية الفن والتصميم بالمعهد العالي للفنون التطبيقية على : إصدار دورية مطبوعة للنقابة ، تحصيل النسبة الفعلية الخاصة ببيع الأعمال الفنية ، إنشاء نادي نقابة التشكيليين ، البحث عن موارد لتنشيط دور النقابة . وتبنت شعار " مع الشباب لنقابة أفضل " . يوم الانتخابات : وأجريت الانتخابات في ثلاث نقابات فرعية تابعة للنقابة العامة وهي (( القاهرةوالإسكندرية والمنصورة )) ، وكان عدد اللجان في النقابة العامة 6 لجان بدار الأوبرا . وبدأ التصويت في تمام الساعة 9 صباح اليوم وأغلق باب التصويت في تمام الساعة 5 مساءا. وبدا الإقبال في بداية اليوم شبه ضعيف وفي نصف اليوم كان متوسطا، وبنهاية اليوم كان الإقبال فوق المتوسط علي لجان التصويت . وتواجد جميع المرشحين بينما لم يظهر المرشح على مقعد النقيب الفنان صلاح عناني . وتشير المؤشرات الأولية إلى المنافسة على مقعد النقيب بين الدكتور حمدى أبو المعاطى والدكتور طه القرني ، وأن الأول نال اصواتا كثيرة في القاهرة بينما فاز الثاني باغلبية اصوات نقابة الأسكندرية. وأن هناك جولة للاعادة بينهما . وقد تأسست نقابة الفنانين التشكيليين فى مصر والتي يصل عدد أعضائها إلى 6306 أعضاء قبل 33 عاما عام 1976، عندما شارك فى تأسيسها الفنانون الأكاديميون الدكاترة رمزى مصطفى وعباس شهدى وصالح رضا وطه حسين، وتولى منصب النقيب منذ ذلك الحين وحتى الآن ستة نقباء أولهم د. عباس شهدى ثم د. صالح رضا ومن بعدهما د. صلاح عبد الكريم، ثم د. فاروق إبراهيم ثم د.حسين الجبالى وأخيرا الفنان مصطفى حسين الذى انتهت فترة رئاسته للنقابة قبل ثورة 25 يناير. النتيجة : أنتهى الفرز صباح اليوم الأحد الموافق 23 مايو ، حيث أعلن بسيم محمد نسيم، المستشار القانونى لنقابة التشكيليين، إجراء جولة إعادة على منصب النقيب بين الدكتور حمدى أبو المعاطى والفنان طه القرنى بعد 15 يوماً، لعدم حسم أى منهما نسبة أصوات تمنحه الفوز في الانتخابات التى جرت أمس بالمقر الرئيسى للنقابة بالقاهرة والمقار الفرعية بالإسكندرية والدقهلية. وحصل حمدى أبو المعاطى وكيل النقابة فى المجلس السابق على 336 صوتا، ولكنه لم يتخط نسبة الأغلبية المطلقة ليفوز بالمنصب، ويخوض الإعادة أمام طه القرنى الذى حصل على 167 صوتاً، ومن خلفهم جاء الدكتور شوقى معروف أقرب المنافسين ب164 صوتاً، وحصل الفنان صلاح عنانى على 64 صوتاً رغم تغيبه عن التصويت. وجاء تشكيل مجلس النقابة بدون تغيير فى شعبة التصوير، حيث فاز الدكتور سيد القماش ومديحة متولى والدكتور حسن غنيم، وفى شعبة الجرافيك الدكتور صلاح بيصار و مجدى عبد العزيز وسيد قنديل، وفى شعبة الخزف فازت الدكتورة زينب سالم وضياء داوود وأسامة حمزة، وفى شعبة الديكور فازت الدكتورة لاميس خطاب والدكتور سامى رافع ، والدكتور محمد الصبان. ولم يعلن مستشار النقابة نتيجة شعبة النحت. وبذلك يكون قد فازت ثلاث فنانات بواقع مرشحة لكل شعبة بواع 20% من تمثيل المجلس. وكان القرنى قد دخل فى مشادة مع أبو المعاطى أثناء فرز الصناديق، وقال إنه اعتمد على سجلات النقابة للاتصال بالأعضاء واستقطابهم لصالحه، واصفا هذا التصرف باستخدام نفوذه لوجوده فى المجلس السابق، مؤكدا أن النقابة تسير على نفس خطى النظام القديم. ملاحظات أخيرة : وقال شريف هلالي المدير التنفيذي للمؤسسة أن هذه الانتخابات تكتسب أهمية كبيرة وذلك لعدد من الأسباب أهمها : انها أول انتخابات في احدى النقابات المهنية والتي تجرى في اعقاب حدث سياسي مهم غير وجه مصر بشكل كامل ، ويكاد يؤثر في تاريخ المنطقة والعالم ، وهو ثورة يناير التي نجحت في تحقيق عدد من المكاسب السياسية أهمها ابعاد الرئيس السابق عن السلطة ، وابعاد رجال الحزب الوطني عن الساحة ، وهو الحزب الذي كان يهيمن على شئون النقابات المهنية والمجتمع المدني عامة ، ولا تجري انتخابات في اي مكان في مصر الا في ظل تدخله بشكل كبير. كما أنها تجرى في ظل قانون النقابة الخاص بها ، بعد الحكم بعدم دستورية القانون 100 لسنة 1993 وتعديلاته ، في الثالث من يناير الماضي ، وهو القانون الذي تسبب في أثار سلبية على مجمل العمل النقابي المهني في مصر . احتكمت لقانون النقابة الخاص بها فيما يتعلق بالنصاب الانتخابي وبذلك تكون نقابة الفنانين التشكيليين أول نقابة تحظى بهذا الشرف وهو الذي كان حلما كبيرا في ظل وجود حكومة الحزب الوطني المنحل . ويأتي بعدها الانتخابات التي قررت بعض النقابات المهنية فتح باب الترشيح واجراء انتخاباتها وأهمها الصيادلة والتي ستجرى انتخاباتها في شهر يونيو القادم. كما تأتي هذه الانتخابات في ظل ابتعاد النقيب السابق نظرا لنفاذه مدتين في موقعه ، وهي بذلك توشر للصراع الديمقراطي السلمي في هذه النقابة ، كما أن ذلك بالتاكيد سيكون مؤثرا على انتخابات المجلس ذاتها . وأجريت هذه الانتخابات في ظل صراع واضح بين جيل الشباب والكبار بما فيه المجلس السابق . ووجود قائمة كاملة تؤكد على تمثيل الشباب في مجلس النقابة احدى المؤشرات على ذلك ، وهو الأمر الذي يرجع للدور الأساسي للشباب في نجاح ثورة يناير . كما توجد مؤشرات أخرى على انتقاد اعضاء المجلس السابق . كما أكدت ثورة يناير أن الفن سواء الغناء أو الفن التشكيلي كان مؤثرا في تمرير رموز وشعارات الثورة في اذهان المواطنين ويكفي أن احد الفنانين التشكيليين هو احد شهداء الثورة وهو الشهيد زياد بكير ، وتؤكد هذه الانتخابات أن ثورة يناير ستكون لها تأثير بالغ على مجمل الحياة السياسية في مصر سواء من خلال اعطاء دور أكبر للشباب حتى في البرامج.