أكد الكاتب الصحفى نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع ورئيس مجلس إدارة جريدة الأهالي،أن الاستفتاء المزمع إجراؤه فى تركيا قريبا،سيكون له دور أساسي فى العلاقة مع الأكراد،فعندما قرر رجب طيب أردوغان،الرئيس التركي، أن يصبح طاغية،تحت النظام الرئاسي،فالطغيان والدكتاتورية تكونان أكثر عداء للحقوق القومية للشعوب داخل هذه الدول. وأضاف خلال ندوة حزب التجمع تحت عنوان " مرور 18 عامًا على اعتقال عبد الله أوجلان " أن المواقف داخل سوريا،تؤكد أن القضية الأساسية لأردوغان ليست محاربة داعش وإنما محاربة الأكراد، موضحا أن هناك سباقًا من أجل قطع الطريق على القوى الكردية،التي لعبت دورا باسلا حتى الآن،فى النضال ضد الإرهاب سواء فى العراق أو سوريا،فى محاولة من تركيا قطع أو تأجيل أي انتصار للأكراد فى المعركة ضد الإرهاب. خريطة طريق وتابع زكي أن " أوجلان " منذ 8 سنوات،كانت هناك اتصالات به فى السجن، فقام بوضع ما يشبه خريطة الطريق للحركة الكردية " خطوط عريضة " جاءت بعد ثلاثة عقود من الحرب بين الجيش التركي والأكراد، أسفرت عن مقتل 40 ألف شخص،والغالبية منهم أكراد، فحزب العمال الكردستاني خلال عقود من الزمن حاول دون جدوى، إجبار الحكومات المتعاقبة فى تركيا على منح الأكراد الحكم الذاتي فى الجنوب،وجنوب شرقي البلاد،بحيث تخرج تركيا من الأزمة، التي استغرقت ثلاثة عقود. وأشار إلى أن خريطة الطريق تتضمن 3 نقاط رئيسية،أولا إقامة تحالف استراتيجي بين الدولة التركية والأكراد سواء أكراد تركيا أو سوريا أو العراق،دون المساس بالحدود بين الدول الثلاث،وحرص دائمًا على عدم التحدث عن الحدود وإنما عن تحديد الوحدة بين الأتراك والأكراد،موضحًا أنه كان دائما يذكرنا بأن حرب الاستقلال التي قادتها تركيا تحت قيادة مصطفى كمال أتاتورك لتحرير تركيا من دول أوربية بعد الحرب العالمية الأولى،وتم خوضها بالمشاركة بين الأتراك والأكراد، لذلك لا بد من أخذ الأكراد حقوقهم. وثانيا يرى أوجلان أن ترسانة الأسلحة لحزب العمال الكردستاني يمكن تفكيكها،،ولكن بشروط وهى تأسيس علاقات جيدة بين الحكومة التركية والأكراد،يحصل بموجبها الأكراد على حقوق سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية وتعليمية، والتي حرمتهم منها الدول التركية خلال العقود الماضية، فاستمرت القيادة الكردية فى ذلك الوقت فى تمديد وقف إطلاق النار بينهم، إلى أن أعلنت الحكومة التركية الحرب على الشعب الكردي و الاعتداء المتكرر عليهم،بالإضافة إلى منع أي إشارة فى الدستور إلى أي أصول عرقية للشعب الكردي،وأيضا حرصت على إبقاء اللغة التركية هي لغة التعليم الرسمي ورفض وقف الأعمال العسكرية الموجهة ضد حزب العمال الكردستاني، لأنه من وجهة نظرهم هو الحزب الأكثر تطرفا، لافتا إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي وغير المتطابق مع حزب العمال الكردستاني متهم بأنه يعمل لصالح الحزب الكردستاني،مما أدى إلى إلغاء عضوية بعض نوابه من البرلمان. وأضاف أن مشكلة الأكراد، لا يكفى لإنهائها تغيير أسماء القرى الكردية بحيث ترجع إلى أسمائها الأصلية،ولا يكفى فتح أقسام للغة والأدب التركي فى الجامعات التركية ولا فتح الطريق أمام إنشاء قنوات تليفزيونية خاصة باللغة الكردية،وإنما ما يهم الحزب العمالي الكردستاني هو الاعتراف بالحقوق القومية للشعب الكردي بالكامل، متوقعا أنه خلال الفترة القادمة لحكم أردوغان لن يتم التطرق أبدا إلى القضية الكردية بل ستظل إلى ما هي عليه بل وتسوء الأوضاع خلال هذه الفترة. الاعتراف المتبادل كما قال عاطف مغاورى، نائب رئيس حزب التجمع، إنه منذ اعتقال عبد الله أوجلان فى 15 فبراير 1999،تعالت المطالب بحقوق أبناء قوميته، الذين يخضعون للحكم التركي،وبعد مرور 18 عاماً من الاعتقال لم تهدأ الحركة الكردية للمطالبة بكل الأشكال من أجل التمتع بحقوقهم القومية وتقديم المزيد من التضحيات وتقبل العديد من المبادرات من أجل وقف الصراع ووقف نزيف الدم الكردي التركي وصولا لتسويات من شأنها الإقرار والاعتراف ببعض من الحقوق القومية للأكراد. وأضاف أن موقف التجمع بالتضامن مع " أوجلان، لا يعني انحيازا للأكراد فى مواجهة أبناء الشعب التركي ولكن كان ومازال انطلاقا من الحرص على المصالح والحقوق الكردية بقدر الحرص والتأكيد على أمن وسلامة الشعب التركي ودعوة خالصة للنقاش والتكامل فى ظل الاحترام والاعتراف المتبادل،الذي يقوم على مبدأ الإخوة والعيش المشترك بين مكونات المنطقة لانتشالها من حالة التمزق الطائفى والمذهبي والعرقي، وتحصينا لشعوب المنطقة فى مواجهة الاستغلال والاستخدام فى لعبة الصراعات الدولية ومناطق النفوذ. وشدد على أن " أوجلان " تقدم قبل وأثناء الاعتقال بعدة مبادرات من شأنها وقف نزيف الدم،وإنهاء الصراع الذي يتواصل منذ عدة عقود، وأيضا طرح وقف إطلاق النار من طرف واحد عدة مرات ولكن التفكير الاقصائي والسعي لاستعادة أمجاد سلطانية تدفع الشعوب أثمانها، أفشل كل ذلك. مؤامرات دولية وأكد أنه بعد مرور 18 عاماً من الاعتقال،فجذوة النضال الكردي لم تنطفئ،ومن سايكس بيكو الأولى فى بداية القرن العشرين،إلى سايكس بيكو المعدلة فى بداية القرن الواحد والعشرين، فالشعوب تدفع أثمان مخططات ومؤامرات دولية وإقليمية، فالقومية العربية والكردية قوميتان توأميتان مهما سعى أصحاب المصالح لبذر الخلاق والشفاف والصراع بينهما. وطالب الأطراف الدولية والإقليمية كافة بالتوقف عن الاستخدام اللا مبدئي واللا أخلاقي لمعاناة ومطالب الأكراد وعدم الانزلاق فى الاستقطابات الإقليمية والدولية فى صراعات المنطقة،والالتفاف حول برنامج ومشروع يحقق أماني وأحلام الأكراد القومية. مناصر للفلسطينيين وأضاف رجائي فايد، رئيس المركز المصري للدراسات الكردية، أن عبد الله أوجلان تم اعتقاله فى 15 فبراير 1999 فى عصر انهيار الإتحاد السوفيتي، مضيفا انه الزعيم أوجلان دخل فى معارك مع القوات الفلسطينية ضد القوات الاسرائيلية أشهرها معركة قلعة شقيف،والتى قدم فيها 12 شهيدا،فعبد الله اوجلان يعتبر ذهابه إلى سوريا ولبنان أشبه بهجرة الرسول إلى المدينة،يذهب ليقوى ويعود من جديد، لتدريب قواته ثم العودة مرة اخرى، فتم تأسيس الحزب سنة 1978 لكن اول عملية على الساحة التركية كانت فى عام 1984، وبعدها سافر إلى دمشق 1990. واكد أن مراحل القبض عليه بدأت بمصر، فاتجه على روسيا ثم إيطاليا ثم السفارة اليونانية فى كينيا، ففى ذلك الوقت كانت كينيا تشهد انفجار السفارة الامريكية فى نيروبى، حيث كانت مليئة بالاستخبارات الأمريكية،بحيث يكون اصطياد أوجلان سهلا،لافتا الى انه بعد القبض على اوجلان قام شباب اوربيون بحرق انفسهم احياء احتجاجا على القاء القبض عليه وهو ما لم يحدث من قبل، وأعلن رئيس الدولة التركية سليمان ديميريل أن إلقاء القبض على أوجلان اعظم انجاز حققته تركيا منذ ولاية اتاتورك حتى الآن،وهو ما يدل على ان تركيا لم تشهد اى تطورات او اعمال تذكر خلال هذه الفترة باعتبار ان القاء القبض على اوجلان انجاز عظيم،فكانت تركيا تعتقد ان القضية الكردية انتهت بإلقاء القبض على اوجلان، ولكن ما حدث هو العكس أصبح العالم كله يتحدث عن القضية الكردية وظهرت على الساحة الدولية بشكل كبير. جهد إسرائيلي وتابع ان هناك اتهامات بأن اسرائيل ساهمت فى القاء القبض على اوجلان من خلال متابعة الهاتف النقال وتحديد اماكن تواجده خطوة بخطوة،فبعد القبض عليه تمت محاكمته والحكم عليه بالإعدام،ثم بعد ذلك تم تخفيف الحكم الى السجن مدى الحياة بعد إلغاء عقوبة الاعدام فى تركيا،فى إطار الإصلاحات التي طالب بها الاتحاد الأوربي لضم تركيا له،ومازال حتى الآن فى السجن منذ 18 عاما،اما الان فهناك مفاوضات بين اوجلان والحكومات التركية من خلال المخابرات، واخر هذه المفاوضات منذ عامين، حيث قدم المعتقل رسالة سلام قدمها للمقاتلين فى عيد النوروس العام قبل الماضى، بالمطالبة وحل النزاع بالسلام، حتى تمخضت تلك الرسالة شيئا فشيئا الا ان كادوا يصلون الى اتفاق نهائي لحل النزاع،وكانت مطالب الأكراد هو الافراج عن المسجونين وخاصة اوجلان اما مطالب تركيا فكانت ترك السلاح والاندماج فى الصف الوطنى، فانتهت المفاوضات بالافراج عن اوجلان وتحديد إقامته وتحديد الأشخاص الذين يتمكن من رؤيتهم، لكن الانقلاب الذى حدث فى تركيا،انهى هذا الاتفاق، وعادت القضية الكردية كما كانت قبل المفاوضات. المجتمع الديمقراطي وأوضح أن الاكراد وتركيا علاقاتهم طيبة مع امريكا، فامريكا تساند الاكراد داخل سورياوالعراق، وايضا تركيا دولة حليفة فى الناتو،وانه ربما أمريكا تفعل شيئا من اجل المصالحة وفض النزاع، وانه من الممكن ان تحدث صفقة بمبادلة أوجلان بفتح الله جولن، مبينا أنه فى بداية الثمانينيات كانت افكار اوجلان هى كردستان الكبرى، وكان ذلك واضحا جدا من خلال كتبه،التي تم الإطلاع عليها خلال هذه الفترة، وان أماكن قتاله أى مكان فى الاجزاء الأربعة، فكل هذه المناطق يجب تحريرها من قبضة الدولة والقيادات الموجودة،أما الان فأوجلان يعتقد أن زمن الدولة القومية انتهى،ولا مجال لها فى الوقت الحاضر،وبالتالى لا يكون هناك دولة تحمل اسم كردستان،فنحن فى زمن المجتمع الديمقراطى وليس الدول القومية،فهذه الافكار تبناها حزبان هما الاتحاد الديمقراطى فى سوريا وحزب الحياة الحرة" بيجاك " فى إيران. القضية لا تحل. قضية قومية ومن جانبه قال أحمد بهاء شعبان، رئيس الحزب الاشتراكي المصري، أن بداية احتكاكه بالقضية الكردية، كانت بعد قرار اعتقاله بعد انتفاضة 18،19 يناير،ولجوئه إلى بيروت فى السبعينيات،وفى نفس الوقت تم تأسيس حزب العمال الكردستاني 1978، فكانت بيروت جامعة للنضال الأممى،ووجد بها كثير جدا من الجامعات الثورية فى العالم أجمع. وأوضح أنه مع بداية تداعيات القبض على " أوجلان "، كان هناك تعاطف كبير جدا من الجانب المصري مع القضية، خاصة أن عملية القبض كانت غير طبيعية " مستفزة "، مضيفا أن العلاقة بين المصريين والأكراد قوية للغاية،وأن القضية الكردية لا يتم حلها فى عهد الرئيس التركي الحالي " أردوغان ". وقال صلاح عدلي، سكرتير الحزب الشيوعي المصري، أن أوجلان لعب دورا كبيرا فى قضية شعبه، وتعتبر القضية الكردية قضية قومية مضطهدة منذ أكثر من دولة،وأيضا أيام الاستعمار، وتعرضت لكثير من المؤامرات،وكان لها زعماء وطنيون قبل أوجلان، فالشعب الكردي يعانى شأنه شأن الشعوب المضطهدة من ويلات الاستعمار. ذكرى أليمة وأكد الملا ياسين، ممثل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني أن ذكرى مرور 18 عاما على اعتقال " أوجلان " هي ذكرى أليمة للشعب الكردستاني ولكل إنسان ثوري وتقدمي يؤمن بحق الشعوب وقياداته المناضلة من أجل الحرية والديمقراطية. وأضاف أن "أوجلان " وأفكاره وطموحاته الثورية والتقدمية موجودة مع كل ثوار شمال كردستان، فيجب على النظام التركي وشركائه من الأنظمة القمعية،أن تعرف أن أوجلان رغم اعتقاله أو سجنه فى غياهب معتقلاتهم،لا يزال يأمر ويخطط ويحكم،وأفكاره وأطروحاته لا تزال تدوم وتتجدد فى قلب كل فرد من أفراد الشعب فى شمال كردستان. وتابع أنه كما يقول المناضل الكبير " أوجلان "أن معتقل امرالى الانفرادي أصبح أكاديمية ومدرسة لتخريج المناضلين بدلا من أن يكون زنزانة انفرادية له، لافتا إلى أن الزعيم المعتقل بصبره وصموده سوف يكسر كل القيود، وسيكون نبراسا ورمزا للمقاومة وإحقاق الحق مثله مثل نيلسون مانديلا وجيفارا فى النضال ضد الطغاة، وأن مقدرات شعبه فى كل مرحلة من مراحل العصر الحديث،فقيادات هذا الشعب يقتلون أو يعتقلون أو القدر يمكنهم من ممارسة واجباتهم التاريخية تجاه شعبهم. وطالب الدولة التركية بأن تسمع صوت الحق وصوت الشعب الجريح وكل أصحاب الحقوق وأصحاب الرأي الحر فى العالم بأن يطلق سراح البطل الجريح،وأن تعاود فتح الحوار مع قيادات المعارضة الكردية وتكف عن ملاحقتهم واعتقالهم دون وجه حق، فى حين أن القيادات التي زجت بالسجون كلهم سياسيون وبرلمانيون منتخبون انتخابا حرا من قبل أفراد شعبهم ولهم حصانة شعبية وبرلمانية وقانونية، ولكن بالرغم من ذلك تم زجهم فى السجون لمنعهم من المطالبة بحقوق شعبهم.