البحيرة: تراجع الثروة السمكية بسبب التلوث وتجفيف بحيرة أدكو

تراجعت الثروة السمكية فى محافظة البحيرة خلال السنوات الاخيرة بسبب تلوث مياه النيل من جهة وانهيار بحيرة ادكو من جهة اخرى.
ففى الوقت الذى كانت فيه تحتاج مصر الى الاهتمام بتنمية الثروة السمكية لسد عجز البروتين الحيوانى فان الدولة لم تقم باى دور لحماية الصيادين او الحفاظ على المسطحات المائية.
وتعتبر محافظة البحيرة واحدة من كبري محافظات مصر امتلاكا للسواحل البحرية سواء على نهر النيل او البحر المتوسط اضافة الى بحيرة ادكو التي تنتج وحدها 20%من الانتاج المحلى للاسماك حيث بلغ انتاجها فى عام 2006 حوالى 140الف طن بينما بلغ الانتاج الآن 80 الف طن فقط.
ولم يمنع القانون رقم124 لسنة1983 الانتهاكات الصارخة على البحيرات والشواطئ
وتمثل بحيرة ادكو نموذجا صارخا لذلك حيث النفوذ الطاغي لكبار العائلات وحيتان تجارة الأراضي أما صغار الصيادين فهم غالبًا ضحايا اللعبة حيث يسقطون فريسة للفقر واصبح اكثر من 20000الف صياد فى بحيرة ادكو تحت خط الفقر.
يقول أحمد السد – صياد – بادرت عدة شركات مقترحة تطهير 20% من المساحة الكلية لبحيرة ادكو وقمنا نحن الصيادين بالتواصل مع جميع الجهات المسئولة واخذ جميع الموافقات وترشيح الشركات لتطهير هذه المساحة المطلوبة وهى 4650 فدانا وتمت معاينة الشركات التي ستقوم بالتطهير مثل هيئة قناة السويس والمقاولون العرب ومساهمة البحيرة .
ويضيف محمد الرشيدى أمين عام نقابة الصيادين فى 2013 المحافظ بالخروج على جميع القنوات التليفزيونية والصحف المحلية وقال أنه توجد ثلاث شركات تعمل فى التطهير فى البحيرة وسيتم تطهير بحيرة ادكو بالكامل ولم يكن 20% فقط وانه سيتم تحويل الصرف الصحي من البحيرة الوارد من شمال البحيرة عن طريق مصرف نخنوخ إلى مصرف الزعفرانة ثم ربطه بمنطقة الطرفاية ثم إلى شركة ابوقير للأسمدة وبالنسبة الى محطة صرف صحي ادكو سيتم تطهيرها وتكون تحويل صرف صحي المعدية لربطها بالمحطة الام بادكو وعمل محطات رفع بالقرى المجاورة بين ادكو والمعدية وبذلك سيكون تم الانتهاء من الصرف الصحي بالكامل من بحيرة ادكو وأنه سيتم عمل فتحات من ترعة المحمودية لتغذية بحيرة ادكو من مياه النيل بدلا من مياه الصرف الصحي وبهذه الطريقة ستتم الزيادة الإنتاجية للأسماك بنسبة 100% ويكون السمك خاليا من الإمراض تماما.
ويضيف محمد عراقي الشيخ – نقيب الصيادين بادكو ان التعديات وحدها ليست أزمة الثروة السمكية فى مصر فهناك مشاكل عديدة أخري تؤثر على الإنتاج, وتحد من المخزون السمكي وتهدده بقوة تصل إلى حد الحصار الخانق والقاتل للثروة السمكية, فالتلوث مثلا يأتي على الثروة السمكية ؟ ويؤثر على معدلات تكاثرها, أما الصيد المخالف عبر أدوات ومعدات صيد غير مرخصة, وغير مصرح باستخدامها, كذلك منح تراخيص للصيد فى فترات سابقة, لأناس غير مؤهلين, ودون وعي بقواعد الصيد, ومعايير الصيد المستدام كلها تؤثر على ثروتنا السمكية وتهددها إن لم نتخذ إجراءات لحمايتها.
ويلفت حمادة نويرى ابو بكر شيخ الصيادين أن البعض أصبح يتعامل مع بحيرة ادكو على أنها مكان بلا صاحب فتدافع الأفراد والشركات والمصانع إلى إلقاء المخلفات بها دون معالجة بعد أن تلاشت كل سبل ووسائل الردع، وكالمعتاد بدت الزراعة ومسئولو محافظة االبحيرة فى واد والخطر فى واد آخر مشيرا الى ان مسئولى البحيرة يتعاملون مع البحيرة وكأنهم يمنحون ما لا يملكون، ويؤكد ذلك التعليمات التى صدرت من المحافظ السابق بسحب جميع الحفارات التي كانت تعمل فى تطهير البحيرة وهى 50 فدانا مرحلة تجريبية وكانت فى بداية العمل النموذجي وهناك تبقي الكلمة لماذا سحبت هذه الشركات.
وفى نهر النيل فرع رشيد تبدو المعاناة واضحة للصيادين وتراجعت الثروة السمكية بشكل ملحوظ بسبب تلوث مياه النيل واحتلال الاقفاص السمكية لمجرى النهر من مدينة الرحمانية جنوبا حتى مدينة رشيد شمالا مما خلق طابورا للبطالة بين الصيادين.
ويقول " حسن عرفان " صياد من مركز الرحمانية – ان الصيد من نهر النيل اصبح مستحيلا فكل رجل اعمال قام بانشاء عشرات الاقفاص السمكية بالنهر فلن يعد لنا مكان للصيد واشار ان اسماك الاقفاص السمكية تتغذى على مواد مضرة بصحة الانسان بينما سمك النيل الطبيعى كان خاليا من تلك المخاطر.
واضاف عرفان ان الدولة تدعى انها تواجه الاقفاص السمكية لكننا لا نرى هذا فهى بين الحين والاخر تقوم بحملات شكلية ويكون موعدها معلوما لاصحاب الاقفاص ويتمكنون من التحايل واخفاء صناديقهم.
بينما يؤكد "مصطفى علوان " صياد من مدينة المحمودية – ان تلوث مياه النيل بسبب الصرف الصحى تسبب فى قلة الاسماك فى النيل مشيرا الى ان ظاهرة نفوق الاسماك كل حين تعتبر دليلا واضحا على تلوث المياه ولا نجد اى رد فعل من المسئولين لحماية النيل من كارثة التلوث.