ب"حسبة برما".. يستقبل المصريون رمضان كتبت نجوى ابراهيم – فاطمة يحيى: ياميش ..بلح ..فوانيس …عادة لا ينقطع بيت مصرى عن شرائها بمناسبة الشهر الكريم,الا ان رمضان يأتى هذا العام وسط ظروف اقتصادية صعبة جعلته يختلف عن الاعوام السابقة، حيث ارتفعت الاسعار بشكل جنونى خاصة بعد زيادة سعر الدولار الذى اشعل اسعار جميع السلع سواء الرمضانية او الخضراوات والفاكهة والسلع الغذائية الاساسية كالارز والسكر والزيت والبيض واللبن… "ياميش ايه.. واحنا لاقيين ناكل".."حتى أكل الغلابة بقى غالى"…"حسبى الله ونعم الوكيل ..كيلو اللحمة بقى ب100 جنيه".."مش حاسين بطعم الفرحة"…هذه العبارات وغيرها الكثير تكررت على السنة المواطنين الغلابة الذين يصارعون من اجل البقاء فى ظل معادلة غير عادلة تتمثل فى اجور متدنية وثابتة الى حد كبير واسعارعالية ومتغيرة. وسط هذه الدوامة يهل شهر رمضان الكريم مما ادى الى دخول المواطنين البسطاء فى حسبة برما لتدبير مصاريف الشهر الكريم وتردد على السنة الكثير منهم سؤال واحد "هانجيب منين" ؟! تجولت "الاهالى" فى الاسواق الشعبية بالعتبة وباب الشعرية والظاهر فضلا عن سوق بيع السلع الرمضانية بالعتبة لمعرفة احوال المواطنين ومدى معاناتهم فى رحلة البحث عن احتياجات اسرهم باسعار معقولة، وكيف سيدبرون مصاريف رمضان ولماذا ضاعت بهجة رمضان وحل مكانها الحزن واليأس؟! رصدنا علامات الاستفهام والاستنكار على وجوه معظم المواطنين الذين عجزوا عن شراء مستلزمات الشهر الكريم ك: الارز والزيت والسكر والدواجن واللحوم ..أما الياميش فهو من السلع المحروم منها المواطنون الغلابة خاصة بعد ان وصلت بعض انواعه الى اسعار خيالية,وعلى العادة فى شهر رمضان لم تعد ارتفاعات اسعار الياميش مقصورة على المكسرات بل امتدت موجة الارتفاع الى البلح وجوز الهند والزبيب، رغم انها من السلع الرئيسية التى يقبل عليها الغلابة فى رمضان ,ولذلك اضطر معظم المواطنين الى تقليل كميات البلح وجوز الهند التى يشترونها ,والبعض الاخر امتنع نهائيا عن الشراء . "كل حاجة ملهاش طعم"هكذا عبر المصريون عن غياب بهجة رمضان ،حيث غابت الزينات وانخفضت اصوات الاغانى وغابت الطقوس التى اعتاد عليها المواطنون وكانت سمة مميزة للشهر الكريم …وعن اسباب ضياع فرحة رمضان يقول "محمد منصور "كاشير فى محل ملابس, الغلاء وارتفاع الاسعار جعل الناس مشغولة بتوفير مصاريف الاكل والشرب مع انخفاض الاجور والرواتب كل هذا جعل المواطنين لا يشعرون بالفرحة فى رمضان. "نرمين احمد"ربة منزل اكدت ان كل شيء ارتبط برمضان اصبح غاليا فأقل فانوس سعره 50 جنيها ,واسعار الياميش والبلح ارتفعت جدا ,ومش عارفين ندبر مصاريف الشهر علشان كده مش حاسين بالفرحة ولا ببهجة رمضان . "ممدوح زهران"حداد يقول نحس بالفرحة ازاى وكيلو اللحمة وصل ل 100 جنيه والحكومة تحارب الغلابة بزيادة الدعم 3 جنيهات,وتقول "كريمة عز الدين" الغلاء منسينا بهجة رمضان ,ظروف العيشة اصبحت صعبة ,الاسعار زادت للضعف والتجار بيستغلوا الظروف ويرفعوا الاسعار ,وللاسف مافيش رقابة على الاسواق. فيما أكدت بعض ربات البيوت أن العادات التي كانت تحرص عليها الأسرة المصرية في رمضان لم تعد موجودة كشراء الفوانيس للأولاد وشراء الياميش واللحوم والخضراوات وعمل العزائم وجمع الأهل والأحباب، ففي رمضان هذا العام سوف تتخلي معظم الأسر عن هذه العادات الحلوة، فالطبخة الواحدة تتكلف فوق ال 100 جنيه فما بالنا بالعزومة..اذا كان هذا رأى المواطن العادى فهل هناك اسباب اخرى وراء غياب بهجة الشهر الكريم ؟ د"نادية رضوان" استاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أرجعت اسباب غياب البهجة بشكل عام سواء فى رمضان أو باقى السنة الى اسباب اقتصادية خاصة مع الغلاء الفاحش ,مشيرة الى ان مزاج المصريين اختلف فلم تعد البهجة مرتبطة بتعليق الزينة فى الشوارع والاستماع للاغانى ,فتعددت مظاهر البهجة ما بين المقاهى والمولات التجارية .. وطالبت بضرورة تغيير الخطاب الدينى والتاكيد على القيم والاخلاق حتى يسود الود والصفاء بين الناس .