* يسأل أ.م.ج طالب بجامعة القاهرة: عندما أشاهد الأفلام الجنسية والصور العارية هل أغتسل بعدها؟ ** أجاب علي جمعة مفتي الجمهورية السابق: لا تغتسل بعدها» فالنظر لا يوجب الاغتسال. وما يوجب الاغتسال يأتي من الجنابة. والجنابة تأتي من الإنزال.. فإذا حدث إنزال بناء علي هذه المشاهدة فيكون عليه أن يغتسل. لكن إن لم يحدث إنزال فليس عليه أن يغتسل. وإذا كان متوضئاً وارتكب هذه المخالفة. ولم يخرج منه ما ينقض الوضوء مثل: الريح أو البول.. إلخ فإنه. يظل متوضئاً كما هو. والاغتسال ينقض أو حدث إنزال للمني. فإذا كان متوضئاً ولم ينتقض وضوءه. ولم يصبح جنباً فليس عليه وضوء وليس عليه اغتسال. وإن ارتكب هذه المعصية وهذه المخالفة وهذا الخطأ. إن مشاهدة الأفلام الجنسية إذا دامت مع الإنسان فإنها تولد عنده تبنياً لثقافة غريبة عن الإسلام. وهي: أن الإنسان جزء من الكون» قطعة لحم ملقاة هنا أو هناك. مثل قطعة من خشب أو حديد. الإسلام يري أننا مكرمون. ولنا قضية ولنا هدف. ولابد أن نعبد الله. ونعمر الكون وتزكي النفس. والإسلام يكلفني ويريدني إنسان حضارة. وثقافة الآخر تقول إن لي رغبة وشهوة» فيقول لي: كن سائراً معها دائماً حتي يصيبك اكتئاب نفسي. وظل سائراً معها» فأنت مجرد جزء من الكون. نحن نقول له: لا.. نحن لسنا جزءاً من الكون» لأننا سادة في هذا الكون ولسنا سادة الكون» فسيد الكون هو الله. نحن مكرمون في الكون. وهذا الكون خُلق ليسبح ويسجد. وهو مسخَّر للإنسان. وأنا لست قطعة لحم بيولوجية يمكن أن تلقي للسباع. النموذج المعرفي للآخر تتولد منه السيطرة والهيمنة وقتل الشعوب والتفرقة العنصرية والإبادة والاستعمار.. إلخ. والنموذج الإسلامي يتولد منه عمار الأرض والخير للناس.. وهكذا. إذاً فالقضية واضحة. فلا يجب الغسل بعد مشاهدة هذه الأفلام. ولكن المشاهدة في حد ذاتها حرام. ومعني الحرام أنه ينبغي للإنسان أن يُقلع عنه. بمعني أنه لو تمادي فيه فسوف يترتب عليه خطأ أو خطيئة في الدنيا معاكسة للسعادة في الدنيا. ومعاكسة لسعادة في الآخرة.