أحمد عصام يتابع سير العملية الانتخابية بمسقط رأسه بالفيوم    الوطنية للانتخابات: غلق اللجان وانتهاء التصويت في التاسعة ولا يجوز تمديده    رئيس الوزراء: صناعة السيارات أصبحت أولوية قصوى لدى مصر    «متبقيات المبيدات»: تحليل أكثر من 18 ألف عينة خلال أكتوبر الماضي لخدمة الصادرات الزراعية    بحضور "الشوربجي" وقيادات المؤسسات الصحفية القومية.. الفريق أسامة ربيع في ندوة ب "الوطنية للصحافة": لا بديل لقناة السويس    إعلام إسرائيلي: المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي يعتزم الاستقالة    «تعثر الشرع أثناء دخوله للبيت الأبيض».. حقيقة الصورة المتداولة    الاتحاد الأوروبي يخطط لإنشاء وحدة استخباراتية جديدة لمواجهة التهديدات العالمية المتصاعدة    كاف يخطر الزمالك بموعد مباراتي زيسكو وكايزر تشيفز في بالكونفدرالية    دويدار يهاجم زيزو بعد واقعة السوبر: «ما فعله إهانة للجميع»    ليفربول يبدأ مفاوضات تجديد عقد إبراهيما كوناتي    الجيش الملكي يعلن موعد مباراته أمام الأهلي بدوري أبطال إفريقيا    تخفيض النفقة وقبول الاستئناف.. قرار جديد بشأن أبناء الفنان أحمد عز وزينة    جريمة تهز شبرا الخيمة.. شاب يطلق النار على والدته وينهي حياتها    وفاة نجل نائب حلايب وشلاتين وابن شقيقته في حادث مروع    توافد الناخبين على لجنة الشهيد إيهاب مرسى بحدائق أكتوبر للإدلاء بأصواتهم    حادث مأساوي في البحر الأحمر يودي بحياة نجل المرشح علي نور وابن شقيقته    مهرجان القاهرة يعلن القائمة النهائية لأفلام البانوراما الدولية في دورته ال46    أكاديمية الأزهر تعقد ندوة مسائل الفقه التراثي الافتراضية في العصر الحديث    بعد أزمة صحية حادة.. محمد محمود عبد العزيز يدعم زوجته برسالة مؤثرة    وزارة الصحة تُطلق خطة استدامة القضاء على الالتهاب الكبدي الفيروسي 2025-2030    تعيين أحمد راغب نائبًا لرئيس الاتحاد الرياضي للجامعات والمعاهد العليا    عمرو دياب يطعن على حكم تغريمه 200 جنيه فى واقعة صفع الشاب سعد أسامة    انتخابات مجلس النواب 2025.. «عمليات العدل»: رصدنا بعض المخالفات في اليوم الثاني من التوصيت    الهلال السعودي يقترب من تمديد عقدي روبن نيفيز وكوليبالي    غضب بعد إزالة 100 ألف شجرة من غابات الأمازون لتسهيل حركة ضيوف قمة المناخ    تقنيات جديدة.. المخرج محمد حمدي يكشف تفاصيل ومفاجآت حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي ال46| خاص    مفوضية الانتخابات العراقية: 24% نسبة المشاركة حتى منتصف النهار    «هيستدرجوك لحد ما يعرفوا سرك».. 4 أبراج فضولية بطبعها    بسبب الإقبال الكبير.. «التعليم» تعلن ضوابط تنظيم الرحلات المدرسية إلى المتحف المصري الكبير والمواقع الأثرية    «رجال يد الأهلي» يواصل الاستعداد للسوبر المصري    وزير الصحة يبحث مع «مالتي كير فارما» الإيطالية و«هيئة الدواء» و«جيبتو فارما» سبل التعاون في علاج الأمراض النادرة    الأزهر للفتوي: إخفاء عيوب السلع أكلٌ للمال بالباطل.. وللمشتري رد السلعة أو خصم قيمة العيب    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. ندوة علمية حول "خطورة الرشوة" بجامعة أسيوط التكنولوجية    بعد قليل.. مؤتمر صحفى لرئيس الوزراء بمقر الحكومة فى العاصمة الإدارية    علي ماهر: فخور بانضمام سباعي سيراميكا للمنتخبات الوطنية    دار الافتاء توضح كيفية حساب الزكاة على المال المستثمر في الأسهم في البورصة    طقس الخميس سيء جدًا.. أمطار وانخفاض الحرارة وصفر درجات ببعض المناطق    شاب ينهي حياة والدته بطلق ناري في الوجة بشبرالخيمة    الرئيس السيسي يوجه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي    «سنة و50 يومًا» يحتاجها زائر المتحف المصري الكبير لمشاهدة كل القطع الأثرية المعروضة (تحليل بيانات)    تايوان تجلى أكثر من 3 آلاف شخص مع اقتراب الإعصار فونج وونج    البورصة المصرية تخسر 2.8 مليار جنيه بختام تعاملات الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    إقبال على اختبارات مسابقة الأزهر لحفظ القرآن فى كفر الشيخ    إدارة التعليم بمكة المكرمة تطلق مسابقة القرآن الكريم لعام 1447ه    رئيس مياه القناة يتابع سير العمل بمحطات وشبكات صرف الأمطار    الجيش السودانى يتقدم نحو دارفور والدعم السريع يحشد للهجوم على بابنوسة    بعد غياب سنوات طويلة.. توروب يُعيد القوة الفنية للجبهة اليُمنى في الأهلي    وفد من جامعة الدول العربية يتفقد لجان انتخابات مجلس النواب بالإسكندرية    «رحل الجسد وبقي الأثر».. 21 عامًا على رحيل ياسر عرفات (بروفايل)    محافظ الإسكندرية: انتخابات النواب 2025 تسير بانضباط وتنظيم كامل في يومها الثاني    "البوابة نيوز" تهنئ الزميل محمد نبيل بمناسبة زفاف شقيقه.. صور    محافظ قنا وفريق البنك الدولي يتفقدون الحرف اليدوية وتكتل الفركة بمدينة نقادة    بنسبة استجابة 100%.. الصحة تعلن استقبال 5064 مكالمة خلال أكتوبر عبر الخط الساخن    وزير الصحة يبحث مع نظيره الهندي تبادل الخبرات في صناعة الأدوية وتوسيع الاستثمارات الطبية المصرية - الهندية    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د: رافع الرفاعي.. مفتي الديار العراقية ل"عقيدتي" :
التقريب بين السنة والشيعة ضرورة لمواجهة أعداء الأمة
نشر في عقيدتي يوم 06 - 10 - 2015

طالب الدكتور رفاعي علي الرفاعي ..مفتي الديار العراقية بتنشيط مؤتمرات الجادة للتقريب بين أتباع المذاهب الإسلامية لمواجهة التحديات التي تواجه الأمة وتهدد هويتها الدينية .. وأكد ضرورة ابتعاد الافتاء عن السياسة واستقلاله التام عنها حتي يستطيع المفتي أن يقول بما يرضي ربه ودون أن يتعرض لأية ضغوط سياسية .. وعارض من يحرمون الزواج بين السنة والشيعة طالما أن الرجل المرأة مسلمان يشهدان الشهادتين ويؤديان نفس العبادات والاختلاف في العقيدة في الفروع وليس في الأصول ..ووصف الفضائيات المذهبية علي أنها تهدم في الإسلام وتخدم أعداءه ضمن إستراتيجية تفتيت وتمزيق الأمة لهذا فهي فضائيات مشبوهة .. وحث علي فرض عقوبات قانونية مشددة علي من يفتون بغير علم وخاصة علي الفضائيات لأن هذا باب من أبواب الفتنة ونشر الجهل بالدين والبلبلة لدي الرأي العام.
* مفتي الديار العراقية .. ماذا يقصد بتلك التسمية في ظل الاختلاف العرقي والمذهبي في بلاد الرافدين؟
** مفتي الديار العراقية مقصود به مفتي أهل السنة والجماعة في عموم العراق وليس مفتي العرب فقط بل العرب والأكراد والتركمان أو كل سكان العراق باستثناء الشيعة الذين مرجعياتهم في الإفتاء.
الإفتاء في العراق يتميز بأنها إفتاء مستقل تماماً لا صلة له بالسلطات الحاكمة في الدول من قريب أو بعيد حيث ليس من سلطات رئيس الدولة إصدار قرار بتولي المفتي منصبه أو عزله منه وإنما هو قرار يرجع لكبار علماء السنة في كل مناطق العراق من الشمال الي الجنوب ويمكن أن يكون المفتي عربياً أو كردياً أو حتي تركمانياً لا فرق.
بعيدا عن السياسة
* منذ متي بدأ هذا الوضع المتميز في استقلال الإفتاء العراقي عن السياسة في التعيين والممارسة لعمله؟
** هذا الوضع ليس مستحدثا وإنما بدأ منذ عام 1958 وترسخ خلال العقود الماضية حتي أصبح أمرا راسخا وكل المسئولين عن الإفتاء في العراق يستمرون في وظائفهم التي كانوا يعملون بها قبل توليهم الإفتاء وغالبيتهم أساتذة في الجامعة أو خطباء مشهورون بالمساجد الكبري وبالتالي فإن العمل في الإفتاء العراقي هو مسئولية وعمل تطوعي يقوم به كل من تولي هذه المسئولية حبا في الدين وخدمة للوطن. وقد جرت عدة محاولات سابقة لضم منصب مفتي الديار إلي الهيكل الوظيفي للدولة وإعطائه منصب وزير وجعل تعيينه بيد رئيس الدولة إلا أن كل العلماء بالإجماع رفضوا هذا التوجه بكل إصرار حتي يكون للمفتي استقلال تام عن سلطات الحكم وضغوطه السياسية لإصدار فتوي بشأن امر ما ويظل المفتي غير خاضع لأحد غير ربه ثم ضميره وما يتفق عليه مع كبار علماء السنة في كل العراق.
استقلالية الافتاء
* اذا كنا نقدم هذه التجربة الفريدة لكل المسئولين عن الإفتاء في العالمين العربي والإسلامي فما هي مقومات هذه الاستقلالية ؟
** الاستقلالية تعني أن الإفتاء حر ولا يسمح لأي جهة - مهما كانت - أن تضغط عليه وعدم تبعيته إداريا إلي أي وزارة أو جهة سياسية أو سلطوية هذا يعني الاستقلال المطلق اما اذا عين من رئيس الدولة فسيكون موظفاً عند الدولة قد تتأثر فتاويه بالسياسة القائمة فيها بل انه قد يأتمر بأمر رئيسها وينتهي عما يخالفه
اختيار المفتي
* كيف يتم اختيار المفتي؟
** هذا شأن كبار العلماء في عموم العراق وهم معروفون في كل المناطق وكل يعرف قدره ومكانته العلمية وتسلسله بين كبار العلماء فمثلا عندما توفي المفتي الكبير العلامة عبد الكريم المدرس تولي الإفتاء بعده العلامة الشيخ جمال عبدالكريم الدبان وكنت أعمل رئيساً للجنة الإفتاء في الأمانة العليا للإفتاء ونائباً للأمين العام فيها إلي سنة 2007 حيث انتخابي مفتياً للديار العراقية بعد وفاة الشيخ الدبان.
لا تنسيق
* هل هناك تنسيق بين مفتي الديار العراقية لأهل السنة والجماعة وبين المرجعيات الشيعية التي تتولي الإفتاء للشيعة؟
** لا يوجد تنسيق أو تعاون لأن لكل منا مرجعيته ومذهبه واستقلاله في عمله عن الآخر وبالتالي لا يوجد تداخل في العمل يستلزم التنسيق أو التعاون فهم لهم حوزاتهم ونحن لنا مدارسنا ودروسنا ولكل منا طريقته في الإفتاء التي لا علاقة لها بالآخر ولكننا في نفس الوقت لا نسعي إلي الصدام أو افتعال مشكلات لأنه من المفترض أن يكون العراقيون المخلصون علي قلب رجل واحد.
تطور الاختلافات
* ما مدي الاختلافات بينكم كسنة وشيعة عراقيين ؟
** كلنا عراقيون مسلمون ولكن هناك اختلافات مذهبية كبيرة وهذا أمر معروف ومع هذا فإن عامة الشعب العراقي يتعايش مع بعضه في سلام وليست هناك أحياء خاصة بالسنة لا يسكنها الشيعة أو أحياء للشيعة لا يسكنها السنة بل إن هناك تعاملاً حياتياً وكان تزاوجاً بشكل طبيعي بين السنة والشيعة باعتبار الجميع مسلمين ولكن المشكلة انه بعد الاحتلال البغيض الذي خرب البلاد وأذل العباد عمل علي الوقيعة بين السنة والشيعة انطلاقا من المبدأ الاستعماري " فرق تسد " وقد عمل المتعصبون من الشيعة الإيرانيين علي إشعال الفتنة الطائفية بين سنة وشيعة العراق وذلك لتلاقي المصالح الإيرانية والأمريكية في العرا.
وأؤكد أن العراقيين لم يشعروا بأي نوع من التمييز بين السنة والشيعة كما هو حادث الآن إلا بعد الاحتلال وفي مؤتمر لندن ومؤتمر صلاح الدين قسموا العراق علي أساس عرقي ومذهبي سواء مناصب رئيس الدولة ورئيس الوزراء وهذا تقسيم لم يألفه العراقيون في السابق ولكنه النهج الاستعماري التآمري القائم علي تجزئة المجزأ وتفتيت المفتت وهذا ما يرفضه كل عراقي مسلم مخلص لدينه ووطنه وأمته . ولهذا فنحن مع كل الأصوات التي تنادي بالوحدة والتحرير من الاحتلال وعودة العراق الي أهله ليكونوا كما كانوا " أحراراً مسلمين عراقيين ".
الاحتلال والانقسام
* يظهر الإعلام أن هناك انقساما داخليا بين سنة العراق وشيعته فهل الإعلام مبالغ فيه أم انه أصبح حقيقة؟
** قبل الاحتلال لم يكن هناك أي فواصل بين الجانبين أما بعد الاحتلال فبدأ وجود الفصل بين أتباع المذهبين والبحث عما في الكتب الصفراء مما يفرق ولا يجمع فمثلا قبل الاحتلال لم يكن مطروحا موضوع سب الصحابة أو أمهات المؤمنين لدي بعض طوائف الشيعة أما الآن فإن نار الفتنة مشتعلة وتلتهم كل فكرة تسعي إلي الوحدة أو حتي التقارب.
زواج السنة والشيعة
رغم الاختلافات المذهبية والسياسية إلا أنكم تؤكدون وجود التزاوج بين السنة والشيعة العراقيين علي عكس كثير من الفتاوي التي أصدرها بعض علماء الإسلام في بعض الدول بعدم صحة هذا الزواج من الناحية الشرعية ؟
** أؤكد أن هذا التزاوج كان موجوداً بشكل كبير قبل الاحتلال ولم تكن هناك أية فروق ولكن مع قدوم " الغربان السود " الذين اشعلوا الفتنة المذهبية للصيد في الماء العكر قلت هذه الزيجات إلا أنها لم تتوقف حتي الآن وخاصة أننا لا نكفر مسلما ينطق الشهادتين ويؤدي الفروض والعبادات الاسلامية.أنا كنت إماما وخطيبا في منطقة أغلب سكانها من الشيعة وفي صلاة الجمعة 70% من المصلين الذين كانوا يصلون في المسجد الذي أخطب فيه من الشيعة هذا قبل الاحتلال أما الآن وكنا في ظل حكومة نوري المالكي الذي قل التوافق بين السنة والشيعة في عهده لهذا فإنني اعتبره " الطائفي الأول في العراق ".
الوحدة هي الحل
* فما الحل حتي تتوحد صفوف العراقيين كما كانت ويسود الوفاق بين السنة والشيعة؟
** الحل الوحيد أن يعود العراق حرا كما كان ويدير الأمور فيه العراقيين المخلصون الذين يعملون علي توحيد صفوف العراقيين علي اختلاف دياناتهم ومذاهبهم وأعراقهم وهذا لن يتم طالما ظل الاحتلال وأعوانه أعداء العراق ينفذون مخططات نشر التعصب المذهبي وتفتيت وحدة العراق الي دويلات وليتنا جميعا نستمع الي صوت الرب حين يخاطبنا قبل 14 قرنا " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين".
القضاء علي التعصب
** كيف نقضي علي التعصب في الأمة الاسلامية عامة وفي العراق خاصة؟
** لن يكون ذلك إلا اذا أخلص الجميع النوايا لتوحيد الصفوف تطبيقا لأمر ربنا "إن هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فاعبدون¢. فإذا كان هناك اقتناع حقيقي بعناصر هذه الوحدة المنطلقة من الدين والتاريخ فإن هذا كفيل بوقف تشاجر المسلمين وتصارعهم مما يزيد نقاط الاتفاق ويقلل من الاختلاف وذلك لأن الوحدة التي نأمل فيها كمسلمين وعرب وعراقيين لا تعني التوحد التام حتي نكون جميعا نسخة واحدة طبق الأصل وإنما يكون الاختلاف بيننا هو تنوع إثراء في إطار وحدة الأهداف العليا للأمة والأوطان فقد ذم الله عز وجل الخلاف وأقرَّ الاختلاف حين قال : "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم".
القابلية للهزيمة
* اذا ظل المسلمون علي وضعهم الحالي وكانت لديهم ما وصفه المفكر الاسلامي "مالك بن نبي" رحمه الله بالقابلية للهزيمة ..فما هي المخاطر؟
** سيكون هناك مزيد من الضعف والتمزق والحروب الأهلية نتيجة التعصب الديني والطائفي والعرقي ووقتها سنكون أشلاء ولقمة سائغة لأعدائنا بعد أن تحققت فينا نبوءة.. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ¢يوشك أن تداعي عليكم الامم كما تداعي الأكلة الي قصعتها" فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: ¢بل أنتم يومئذ كثير. ولكنكم غثاء كغثاء السيل. ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم. وليقذفن الله في قلوبكم الوهن" فقال قائل: يارسول الله. وما الوهن؟ قال: "حب الدنيا وكراهية الموت".
اليأس مرفوض
* قد يقول اليائسون : لن نستطيع أن نتوحد في ظل التمزق المستمر ومخططات الأعداء التي لا تنتهي فماذا تقول لهؤلاء؟
** نغمات اليأس من الوحدة أو التعاون مرفوضة شرعا لأنه لا يوجد شئ اسمه "مستحيل" في ظل وجود الاخلاص لله والنية الصادقة والعمل الجاد علي النهوض والتعاون المفيد للجميع وهناك تجارب كثيرة لدول دمرتها الحروب العالمية مثل المانيا واليابان واستطاعت التخلص من الدمار واحتلال صدارة الدول المتقدمة اقتصاديا . ولم يكلفنا الله فوق طاقتنا بشرط ان نعد العدة ونأخذ بالأسباب وعلي الله النتائج لأنه سبحانه القائل "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون".
الفضائيات المذهبية
* الفضائيات المذهبية صداع في رأس الأمة وأحد أسباب تمزقها كيف تري خطورتها ودوافعها الخبيثة ؟
** العاملون في الفضائيات المذهبية المتعصبة ينفذون جزءاً من استراتيجية تدمير الامة من الداخل بيد أبنائها وهذا أخطر من العدو الخارجي الظاهر لأنه هنا يتم هدم البيت من الداخل علي رءوس من فيه ولهذا يجب التصدي لهذه القنوات من خلال بث ثقافة التسامح والحوار المذهبي بين أبناء الامة من خلال افتتاح قنوات فضائية لنشر هذه الثقافة وأن يقوم الائمة والدعاة في المساجد وكذلك المناهج الدراسية بل وداخل الاسرة نحن في حاجة ماسة لثقافة قبول الآخر وإذا كان الاسلام يمنعنا أن نكره غير المسلمين علي الدخول في الاسلام حين قال : "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" بل إن الله أنزل سورة "الكافرون" لإرساء مبدأ قبول الآخر المختلف معي في الدين فهل يضيق صدرنا عن قبول أبناء ديننا المختلفين معنا في المذهب وحتي اذا كانت هناك اختلافات فيمكن الحديث حولها من أجل لم شمل الأمة.
تفعيل مؤتمرات التقارب
* عقدت كثير من مؤتمرات "تقريب المذاهب الاسلامية" - وخاصة السنة والشيعة - إلا انها انتهت الي لا شئ علي ارض الواقع فما السبب ؟ وكيف يمكن تفعيلها ؟
** السبب الرئيسي أن غالبية هذه المؤتمرات كانت "مسيسة" أي أنها لم تكن خالصة لوجه الله لهذا كتب لها الفشل أو لم تؤت ثمارها المرجوة لأن النجاح يكون علي قدر إخلاص النية . السبب الثاني لفشلها هو ما يشبه "عمي الألوان" لدي بعض المشاركين فيها بدلا من التجمع حول المخاطر التي تهدد الأمة وتعجبني في هذا الصدد عبارة جميلة للشيخ محمد رشيد رضا صاحب تفسير المنار "نتعاون مع بعضنا فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا عليه" ما لم يكن مخالفا لأصول العقيدة. والتعاون مع المختلفين في الفروع أمر الهي واجب النفاذ لأنه سبحانه القائل "وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان¢. وليتنا نحاول التقارب لما فيه مصلحة البلاد والعباد فنكون ممن قال فيهم رسول الله صلي الله عليه وسلم "إن الله لا يجمع أمتي علي ضلالة¢. ولن يتحقق هذا إلا اذا كان شعار الجميع قوله تعالي : "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب".
عقوبة قانونية
** اقترح البعض عقوبة قانونية لمن يفتي بغير علم أو من غير المتخصصين فهل تؤيدون ذلك ؟
** بكل تأكيد بل انني أري أن تكون عقوبة مغلطة لأن من يفتي بغير علم أخطر ممن يفتح عيادة لعلاج المرضي وإجراء عمليات لهم وهو ليس بطبيب فالنتيجة الحتمية لذلك هي وفاة المريض أو زيادة أعراض المرض علي أقل تقدير فكذلك غير المؤهل للإفتاء عندما يمارس الافتاء فإنه يكون قد ارتكب جريمة عقوبتها في الدنيا والآخرة ويكون قول رسول الله صلي الله عليه وسلم "أجرؤكم علي الفتيا أجرؤكم علي النار".
جريمة مزدوجة
* ما هو السبب في انتشار هذه الظاهرة المتزايدة حتي يصل الأمر أحيانا الي أخذ الفتوي من عامل بالمسجد أو من أصحاب التدين الظاهري ممن جعلوا الدين جلبابا قصيرا ولحية فقط دون أن يعلموا من أمر الدنيا شيئا؟
** الاستهانة بأمر الدين من جانب السائل والمسئول علي حد سواء بدليل أننا لم نجد مريضا ذهب الي مهندس ليطلب منه أن يكتب له علاجا طبيا أو ذهب الي الطبيب وطلب منه عمل رسم هندسي لبناء ولو فعل أحدنا ذلك لوصفه الناس بالخبل والجنون . أما مدعي العلم بالإفتاء ليس متخصصا فيه فيكفيه خزيا أن يكون ممن قال سول الله صلي الله عليه وسلم " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتي إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا".
فتاوي الهواء
** منع فتاوي الطلاق علي الهواء طالب به البعض فهل تؤيدون هذا المطلب أم أنه مبالغ فيه ؟
** أؤيد بشدة هذا المطلب وخاصة أنه يتعلق بالحلال والحرام في الحياة الزوجية ويجب أن نحتاط في الأمور المتعلقة بالأعراض لأن الخطأ فيها يوضع أطرافه في العلاقات غير الشرقية لهذا لابد أن يستمع القائم بالإفتاء الي طرفي المشكلة وملابساتها ثم يصدر حكمه بناء علي ما يراه في ضوء أحكام الشرع والأفضل أن يتوجه الأزواج والزوجات الي مؤسسات الافتاء وليس الأفراد للحصول علي حكم الدين في مشكلاتهم لأننا نتكلم علي كلمات الطلاق التي تهدم الحياة الزوجية أو تجعله مستمرا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.