الفيس بوك من أكبر مواقع التواصل الاجتماعي والذي نتعارف منه علي الكثير من بني آدم ذكورا وإناثا والمفترض أن يتم التعارف إنطلاقا من قول الله تعالي "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْپمِنْپذَكَريپوَأُنْثَي وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمى خَبِيرى". وهكذا فالقاعدة الأساسية للتعارف علي الفيس بوك يجب أن يحكمها مبدأ التقوي تقوي الله ومراقبته تعالي في كل صغيرة وكبيرة يقوم بها كل من يدخل إلي ذلك العالم الافتراضي ونعلم أنه إذا لم نقم نحن بمراقبة أنفسنا فإننا متابَعون من قبل الرسل من الملائكة الموكلون بمراقبتنا وتسجيل كل أعمالنا لأنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد وصفحات الفيس بوك تحمل في طياتها الخير والشر ويستخدمها كل شخص حسب ميوله ورغباته فينال من خلالها خيرا أو يحصد من ورائها شرا. ومن خلال ملاحظاتي علي ما يحدث من تصرفات لقسم من الناس علي الفيس وجدت أن البعض يفعل الشر عالما به وعامدا له ولا يقبل نصيحة ولا توجيها وهذا لامجال للحديث معه إلا أن نذكره بقول الله تعالي ¢ ... فلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةى أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابى أَلِيمى "63" أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءي عَلِيمى "64"¢ النور. ونحذره من غضب الله تعالي فإنه تعالي يمهل ولا يهمل وفي ذلك يقول تعالي "فلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءي حَتَّي إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ"44" الأنعام. أما البعض من رواد الفيس بوك فمنهم من يفعل الشر جاهلا به وذلك مثاله بعض من ينتحل شخصيات وهمية غير شخصيته الحقيقية ويتخذ من ذلك ستارا ليدخل به إلي المنتديات الصفحات ويطلب الصداقات من غير بني جنسه فتجد شبابا ورجالا ينتحلون صفة نسائية ليتسني له عقد صداقات مع النساء ويتعرف علي أسرارهن أو عقد صداقات مع رجال وإيهامهم بأنه امرأة متدينة أو غير ذلك مما يؤدي إلي تعلق الآخر به ومثل ذلك تفعله النساء أيضا فهناك من تنتحل صفة الرجال وتتعرف علي البعض من الفتيات وتوهمها بأنها فتي الأحلام والرجل الذي تنتظره وهذا مثال ونموذج يتكرر كثيرا من النساء والرجال ويتسبب في مشاكل نفسية لمن يتعلقون بهذه الشخصيات الوهمية التي كثيرا ما يجد صاحبها نفسه في وقت ما ملزماً بأن يظهر حقيقته للآخر فما يكون أسهل عليه من إلغاء حسابه علي النت وعمل صفحة جديدة باسم جديد ويترك الآخر يعاني من الصدمة والشعور بعدم الأمان. وهناك من يظهر شخصيته الحقيقية كرجل أو امرأة ولكن يعطي للآخرين صفات له غير حقيقية علي الإطلاق ومعلومات كاذبة في العمل والتعليم والمستوي الاقتصادي والاجتماعي كنوع آخر من النصب والاحتيال. وهناك من يستغل عدم معرفة الآخرين به ليخرج أقبح ما يحمل بداخله من موبقات ومساويء في الأقوال والأفعال وينسي كل هؤلاء أن كل هذه ألوان من الكذب تجمع بين آفات اللسان واليد والعين وهي كلها من المحرمات بل إنها من الكبائر التي ورد النهي عنها والتحذير من عواقبها وعقوبتها في الكتاب والسنة قال تعالي : "إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون" النحل. كما ورد أن الكذب شعبة من النفاق إذا لازم المرء لقوله صلي الله عليه وسلم ¢ پآيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثى : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ . وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ . وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَپ¢ وكبيرة من الكبائر حذر الرسول من الاقتراب منها فقال ¢ پإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلي الفجور . وإن الفجور يهدي إلي النار . وإن الرجل ليكذب ويتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذابا.....¢ والغش يتبع الكذب عادة ويستلزم كل منهما الآخروهو من صفات اليهود وخلق من أخلاقهم وهم أكثر الناس عملاً به كما وصفهم النبي بذلك وأعلمنا أن الغاش لأمته يحشر مع اليهود يوم القيامة وعلي كل من يفعل ذلك عالما أو جاهلا بالحكم الشرعي عليه أن يسرع بالتوبة والنظر في قول الله تعالي ¢إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَي اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةي ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبي فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا "17" وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّي إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارى أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا "18"¢النساء. ويشترط لصحة التوبة: الندم علي الفعل السييء ثم العزم علي عدم العودة لمثل هذه الأفعال يليه الإقلاع عن الذنب مباشرة .ثم محاولة التكفير عن تلك الذنوب التي ارتكبت علي الفيس بعمل الخير من الصدق ونشر الفضيلة ودلالة الناس علي عمل الخيروتحذيرهم من الشر وأهله وقانا الله وإياكم شر الفيس وآتانا خيره