ردود فعل واسعة أثارتها التصريحات المستفزة التي أطلقها أحد الأطباء المشتغلين بالإعلام والمشككين في نقاء ماء زمزم لكونه شفاء للأمراض كما أخبرتنا بذلك السنة النبوية الشريفة. وفي دراسة علمية لتفنيد هذه المزاعم الباطلة للدكتور زغلول النجار المفكر الإسلامي المعروف جاء فيها: بئر زمزم هي إحدي المعجزات المادية الملموسة الدالة علي كرامة المكان. وعلي مكانة كل من سيدنا إبراهيم وولده سيدنا إسماعيل وأمه الصديقة هاجر عند رب العالمين وسيدنا إبراهيم عليه السلام هو خليل الرحمن وأبوالأنبياء وسيدنا إسماعيل هو الذبيح المفتدي بفضل من الله "تعالي" والذي عاون أباه في رفع قواعد الكعبة المشرفة وانطلاقاً من كرامة المكان وعميق إيمان المكرمين فيه. كان شرف ماء زمزم الذي وصفه المصطفي صلي الله عليه وسلم بقولة "ماء زمزم لما شرب له" وبقوله: "خير ماء علي وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام طعم وشفاء سقم". ويروي عن أم المؤمنين عائشة "رضي الله تبارك وتعالي عنها" أنها كانت تحمل من ماء زمزم كلمازارت مكةالمكرمة وأن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يحمل منه كذلك ليسقي المرضي ويصب علي أجزاء أجسادهم المصابة فيشفون وتشفي أجسادهم بإذن الله. ولقد جاء في كتاب "فيض القدير" في شرح حديث المصطفي "صلي الله عليه وسلم" الذي يقول فيه: "ماء زمزم لما شرب له". ما نصه: وأما قوله "لما شرب له" فلأنه سقياً من الله وغياثه لولد خليله. فبقي غياثا لمن بعده. فمن شربه بإخلاص وجد ذلك الغوث وقد شربه جمع من العلماء لمطالب فنالوها". وذكر ابن القيم "رحمه الله" في كتابه "زاد المعاد" "وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أموراً عجيبة واستشفيت به من عدة أمراض فبرئت بإذن الله وشاهدت من يتغذي به الأيام ذوات العدد قريباً من نصف الشهر أو الأكثر ولا يجد جوعاً. وذلك تصديقاً لوصف المصطفي صلي الله عليه وسلم لهذا الماء المبارك بقوله: "فيه طعام طعم وشفاء سقم". وذكر الشوكاني "رحمه الله" في كتابه "نيل الأوطار" ما نصه: قوله "ماء زمزم لما شرب له" فيه دليل علي أن ماء زمزم ينفع الشارب لأي أمر شربه لأجله. سواء كان في أمور الدنيا أو الآخرة لأن "ما" في قوله "لما شرب له" من صيغ العموم. وقد دونت في زماننا أحداث كثيرة بريء فيها أعداد من المرضي بأمراض مستعصية بمدوامتهم علي الارتواء من ماء زمزم. المفكر الإسلامي الكبير الدكتور زغلول النجار قال في دراسة علمية: أثبتت الدراسات العلمية التي أجريت علي ماء بئر زمزم أنه ماء متميز في صفاته الطبيعية والكيميائية. فهو ماء غازي عسر. غني بالعناصر والمركبات الكيميائية النافعة التي تقدر بحوالي "2000" ملليجرام بكل لتر. بينما لا تزيد نسبة الأملاح في مياه آبار مكة وآبار الأودية المجاورة عن 260 ملليجراماً بكل لتر مما يوحي ببعد مصادرها عن المصادر المائية حول مكةالمكرمة وبتميزها عنها في محتواها الكيميائي وصفاتها الطبيعية. والعناصر الكيميائية في ماء زمزم يمكن تقسيمها إلي أيونات موجبة وهي بحسب وفرتها تشمل: أيونات كل من الصوديوم "حوالي 250 ملليجراما/ لتر" والكالسيوم "حوالي 300 ملليجرام/ لتر" والبوتاسيوم " حوالي 120 ملليجراماً/ لتر" والماغنسيوم "حوالي 50ملليجراماً/لتر" وأيونات سالبة وتشمل أيونات كل من الكبريتات "حوالي 372 ملليجرام/ لتر" والبيكوبونات "حوالي 366 ملليجرام/ لتر". والنترات "حوالي 273/ لتر". والفوسفات "حوالي 25.0 ملليجرام/ لتر" والنشادر "حوالي 6 ملليجرامات/ لتر". وكل مركب من هذه المركبات الكيميائية له دوره المهم في النشاط الحيوي لخلايا جسم الإنسان وفي تعويض الناقص منها في داخل تلك الخلايا. ومن الثابت أن هناك علاقة وطيدة بين اختلال التركيب الكيميائي لجسم الإنسان والعديد من الأمراض. ومن المعروف أن المياه المعدنية الصالحة وغير الصالحة للشرب قد استعملت منذ قرون عديدة في الاستشفاء من عدد من الأمراض مثل أمراض الروماتيزم ودورها في ذلك هو في الغالب دور تنشيطي للدورة الدموية أو دور تعويضي لنقص بعض العناصر في جسم المريض. والمياه المعدنية الصالحة للشرب ثبت دورها في علاج أعداد غير قليلة من الأمراض مثل حموضة المعدة. وعسر الهضم. وأمراض شرايين القلب التاجية "الذبحة الصدرية أو جلطة الشريان التاجي" وغيرها أما المياه المعدنية غير الصالحة للشرب فتفيد في علاج العديد من الأمراض الجلدية والروماتيزمية. والتهاب العضلات والمفاصل وغيرها. وقد ثبت بالتحاليل العديدة أن كلا من ماء زمزم. والصخور والتربة المحيطة بها. خالية تماما من أي ميكروبات حتي من تلك التي توجد عادة في كل تربة. فسبحان الذي أمر جبريل "عليه السلام" بشق بئر زمزم فكانت هذه البئر المباركة وسبحان الذي أمر الماء بالتدفق إليها عبر شقوق شعرية دقيقة تتحرك إلي البئر من مسافات طويلة وسبحان الذي علم خاتم أنبيائه ورسله بحقيقة ذلك كله فصاغه في عدد من أحاديثه الشريفة التي بقيت شاهدة له صلي الله عليه وسلم بالنبوة وبالرسالة.