كان الشيخ محمد متولي الشعراوي من العلماء العاملين الذين يعشقون الأزهر الشريف ويتباهون بالزي الأزهري منذ نعومة أظافره. وقد حدث بالفعل - اثناء عودتهما من مسقط رأسه بالدقهلية - أن طلب الإمام الشعراوي من ولده عبدالرحيم أن يوقف السيارة أمام معهد شبرا الديني الأزهري.. وبالفعل استجاب عبدالرحيم لوالده ودخل الشعراوي المعهد وطلب مقابلة شيخ المعهد الذي استقبل الشيخ الشعراوي استقبال الفاتحين ترحيبا حارا جدا يفوق الوصف.. فاستأذن الشيخ الشعراوي في المرورعلي المعهد فوافق شيخ المعهد دون تردد. وقام الشعراوي بالمرورعلي فصول المعهد فصلا فصلا وناقش التلاميذ في بعض موادهم وأخذ يفتح قلبه لجميع التلاميذ محاولا الاستماع إلي مشاكل بعض الطلاب دخل المعهد وخارجها وكيفية التغلب عليها إن شاء الله بقوله لهم: من لديه مشكلة من المشاكل داخل المعهد أوخارجها فليسارع بعرضها علينا وبمشيئة الله سنعمل علي تذليل العقبات علي طي السرعة إن شاء الله. ووعد الشيخ الشعراوي التلاميذ بعمل زي أزهري لهم في القريب العاجل إن شاء الله. وانصرف الشيخ مستأذنا شيخ المعهد في العودة مرة ثانية إلي المعهد عاجلا إن شاء الله. وبالفعل عاد الشيخ الشعراوي بعد فترة وجيزة وأحضر معه ترزياً شهيراً بمنطقة خان الخليلي يدعي الحاج أنور توكل الذي قام بأخذ مقاسات التلاميذ ووعد الترزي الشيخ الشعراوي بإنهاء جميع الملابس بعد شهر واحد بمشيئة الله تعالي.. في إحدي الليالي فوجئ الشيخ الشعراوي بالحاج أنور توكل الترزي يهرول إليه قائلا للشيخ: لقد واجهتني مشكلة يا فضيلة الشيخ. تكمن في أن الكفافة تهددنا في تأخير الملابس في الموعد المحدد لعدم وجود صنيعية في تلك الفترة. فانتفض الشيخ الشعراوي من جلسته وظل يفكر في كيفية الخروج من هذا المأزق الحرج. ثم استطاع بفضل الله في جمع المهرة في هذا المجال - فن الكفافة - عن طريق بعض المحبين وأمدهم بالأموال مقدما من أجل إنجاز المهمة بنجاح. حتي انتهوا بفضل الله من العمل في مدة قصيرة جدا. وسعد الشيخ سعادة لا توصف ثم اصطحب هؤلاء إلي معهد شبرا الخيمة وقام بتوزيع الملابس علي التلاميذ لتعمهم الفرحة والبهجة والسرور. ولأنهم كانوا يعتبرونه بمثابة الأب لذا فقد أخذ بعض مدرسي المعهد يطالبون من الشيخ مساواتهم بالتلاميذ بعمل كواكيل لهم لتكون تبركا من الشيخ. وبالفعل استجاب الشيخ لطلباتهم وتحقق لهم ما أرادوا وسط فرحة غامرة من جميع الأساتذة والتلاميذ الذين تساووا في ارتداء الزي الأزهري. رحم الله الشيخ الشعراوي رحمة واسعة والي لقاء آخر مع سر جديد من أسراره في العدد القادم إن شاء الله.