أسهمت المرأة المسلمة اسهامات فعالة في الحركة العلمية منذ عصر النبوة إلي الوقت الحالي . وكان لها دور كبير في تعليم العلوم الشرعية والعلوم اللغوية وتبليغها عبر العصور. بالاضافة الي علم الطب والفلك والرياضيات والتمريض والحساب وغيرها . فبرزت نساء عالمات وفقيهات ومحدثات ومفتيات وأديبات وشاعرات.. حول دور المرأة في التراث الإسلامي. كتب لنا الصديق الدائم أحمد أبو الوفا. من قرية العركي بمركز فرشوط. محافظة قنا: كان بيت السيدة عائشة- رضي الله عنها- مدرسة وجامعة لمختلف العلوم . قال الزهري: "لو جُمع علم عائشة إلي علم جميع أمهات المؤمنين. وعلم جميع النساء . لكان علم عائشة أفضل" وقال عنها عطاء بن أبي رباح: "كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأيا في العامة". والسيدة رفيدة الأسلمية. كانت أول طبيبة ميدانية في الاسلام . تداوي الجرحي في الحروب. وارتبط اسمها بخيمتها مع كل غزوة من غزوات النبي صلي الله عليه وسلم. تستضيف الجرحي وتضمد جراحاتهم وتسعفهم وتسهر علي راحتهم. وشهدت أم عمارة نسيبة بنت كعب. بيعة العقبة الثانية ولم يكن دورها بأقل من دور الرجال .قال عنها الرسول صلي الله عليه وسلم : "ما التفت يمينا ولا شمالا يوم أحد إلا ورأيتها تقاتل دوني" جُرحت اثنا عشر جرحا بين طعنة رمح وضربة سيف. وفي عهد الخليفة العباسي المقتدر كانت هناك امرأة تسمي "ثمل" من ربات النفوذ والسلطان . وكانت الساعد الأيمن لأم المقتدر الخليفة. وكلفتها الدولة بالرصافة "النظر في شئون المظالم" سنة 306 هجرية . وكان يحضر في مجلسها القضاة والفقهاء والأعيان. توفيت عام 317هجرية. المُحدِّثات الفقيهات ومن المُحدِّثات الفقيهات في الغرب الإسلامي . اسماء بنت اسد بن الفرات. التي تعلمت علي يد أبيها صاحب الإمامين الكبيرين أبي حنيفة ومالك بن أنس. واشتهرت برواية الحديث والفقه علي مذهب أبي حنيفة. وخديجة بنت الإمام سحنون العالمة الجليلة التي قال عنها الإمام القاضي عياض في كتابه "ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك" : "كانت خديجة عاقلة عالمة ذات صيانة ودين. وكان نساء زمانها يستفتينها في مسائل الدين ويقتدين بها في معضلات الأمور". وقد ذكر ابن حزم في كتابه الشهير المترجم الي معظم لغات العالم "طوق الحمامة في الألفة والايلاف" ان النساء في الأندلس كن يعملن في مهن متعددة. منها الطب والدلالة والتعليم والصنائع كالغزل والنسيج. وقد ذكر فيه أنه تعلم عليهن في صغره. بنت الشاطئ عائشة محمد علي عبد الرحمن. المعروفة ببنت الشاطئ. هي مفكرة وكاتبة مصرية. وأستاذة جامعية وباحثة. وأول امرأة تحاضر بالأزهر الشريف. ومن أول من عملن بالصحافة في مصر في جريدة الأهرام. وهي أول امرأة عربية تنال جائزة الملك فيصل في الآداب والدراسات الإسلامية. كانت بنت الشاطئ كاتبة ومفكرة وأستاذة وباحثة ونموذجًا للمرأة المسلمة التي حررت نفسها بنفسها بالإسلام. فمن طفلة صغيرة علي شاطئ النيل في دمياط إلي أستاذة للتفسير والدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة القرويين في المغرب. وأستاذ كرسي اللغة العربية وآدابها في جامعة عين شمس بمصر. وأستاذ زائر لجامعات أم درمان 1967 م والخرطوم. والجزائر 1968 م. وبيروت 1972 م. وجامعة الإمارات 1981 م وكلية التربية للبنات في الرياض 1975- 1983 م. تدرجت في المناصب الأكاديمية إلي أن أصبحت أستاذاً للتفسير والدراسات العليا بكلية الشريعة بجامعة القرويين بالمغرب. حيث قامت بالتدريس هناك ما يقارب العشرين عامًا. ساهمت في تخريج أجيال من العلماء والمفكرين من 9 دول عربية قامت بالتدريس بها. تركت بنت الشاطئ وراءها ما يربو علي الأربعين كتابا في الدراسات الفقهية والإسلامية والأدبية والتاريخية. وأبرز مؤلفاتها هي: التفسير البياني للقرآن الكريم. والقرآن وقضايا الإنسان. وتراجم سيدات بيت النبوة. وكذا تحقيق الكثير من النصوص والوثائق والمخطوطات. ولها دراسات لغوية وأدبية وتاريخية أبرزها: نص رسالة الغفران للمعري. والخنساء الشاعرة العربية الأولي. ومقدمة في المنهج. وقيم جديدة للأدب العربي. ولها أعمال أدبية وروائية أشهرها: علي الجسر.. سيرة ذاتية. سجلت فيه طرفا من سيرتها الذاتية. وكتبته بعد وفاة زوجها أمين الخولي بأسلوبها الأدبي. وكتاب -بطلة كربلاء-. وهو عن السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب. وما عانته في واقعة عاشوراء في سنة 61 بعد الهجرة. ومقتل أخيها الحسين بن علي بن أبي طالب. والأسر الذي تعرضت له بعد ذلك. ومن مؤلفاتها سكينة بنت الحسين. مع المصطفي. مقال في الإنسان. نساء النبي. أم الرسول محمد.. آمنة بنت وهب. أعداء البشر. أرض المعجزات.. رحلة في جزيرة العرب. وتوفت عائشة عبد الرحمن عن عمر يناهز 86 عاما بسكتة قلبية يوم الثلاثاء 11 شعبان 1419 ه الموافق أول ديسمبر 1998 م. السمرقندية فاطمة السمرقندية. ابنة محمد بن أحمد السمرقندي . كانت فقيهة عالمة . وكان أبوها لا تأتيه الفتوي إلا ويعرضها علي ابنته ويسمع رأيها فكانت الفتوي تخرج بتوقيعين . توقيعه وتوقيع ابنته . وتزوجت من ملك العلماء علاء الدين الكاساني . وكانت تنظم الحلقات التي كان يقصدها الآلاف من طلبة العلم. - ذكر ابن بطوطة عند زياته لمصر أنه لا يستطيع حصر النساء اللاتي أسهمن في المدارس العلمية . وذكر منهن: شمسية بنت عجلان التي بنت المدرسة الأشرفية . فاطمة ابنة قايتباي العمري الناصري التي عمرت المدرسة الحنفية وأوقفت كتبا علي طلبة العلم. وعائشة بنت أحمد القرطبية. التي قال عنها المؤرخون: لم يكن في زمانها من حرائر الأندلس من يعادلها علمًا. وفهمًا وأدبًا وعزًا. كانت تمدح ملوك الأندلس. حسنة الخط. تكتب المصاحف والدفاتر. وتجمع الكتب. وتعني بالعلم. ولها خزانة علم كبيرة. ت400 ه والخازندارة. المرأة المحسنة التي بنت بعض كليات الأزهر والمسجد الجامع بمصر. يقول الشيخ محمد الغزالي- رحمه الله- "أجيال كبيرة من علماء الأزهر تخرجوا في كلية أصول الدين مدينون أدبيا وماديا لامرأة محسنة وقفت مالها لله. وأنشأت مؤسسات يتفجر الخير منها منذ عشرات السنين وأنا واحد من الذين نالهم ذلك العطاء الدافق وتلقيت الدروس من أفواه جملة من أكابر علماء الأزهر وقادة الفكر الإسلامي. أتيحت لهم فرصة التعليم في قاعات المبني الذي أنشأته ¢الخازندارة¢.