تعد هذه هي المرة الأولي التي يذهب فيها د. عبدالواحد النبوي إلي كلية اللغة العربية بعد اختياره وزيراً للثقافة حيث حضر الي مقر الكلية الخميس الماضي لمشاركته في مناقشة رسالة ماجستير مقدمة من الباحث محمد منصور المعيد بقسم التاريخ وموضوعها: "قضايا الأقليات الإسلامية في جنوب شرق آسيا ودور رابطة العالم الاسلامي في دعمها" وتم استقباله بحفاوة بالغة من كل أساتذة اللغة العربية الذين أكدوا اعتزازهم به واحترامهم له ولأقلامه الرفيعة وكان يظن أحد المناقشين للرسالة انه لم يتمكن من قراءتها نظراً لانشغاله الشديد لكنهم فوجئوا به. وهذا ما سجلناه. أنه قرأ الرسالة بعناية بالغة ووجه نقداً موضوعياً لكل صفحة من صفحاتها وحاول المناقشون ان يهمسوا بكلمة في أذن وزير الثقافة قائلين له: مصر إسلامية رغم محاولات البعض إبعادها عن هويتها الاسلامية وهذا ما أيده فيه. وبالرغم من أن الدكتور محمد الحناوي أستاذ تاريخ إلا أنه اهتم اهتماماً خاصاً بلغة الباحث العربية وراح ينتقده في كل كبيرة وصغيرة وفي عدم توثيقه للآيات القرآنية التي استشهد بها في بحثه. كما عاب علي الباحث عدم توحيده لتقويم الرسالة فمرة يذكر التاريخ الهجري ثم ينتقل للتاريخ الميلادي مرة أخري وهذا يشتت القاريء ويربكه. كما انتقد الباحث لاستخدامه لفظ النصرانية لعدم تعارف الكثير من أبناء الدول المختلفة علي هذا اللفظ وطالبه باستخدام كلمة المسيحية لمعرفة الجميع بها. وبالرغم من محاولة أعضاء لجنة المناقشة أن تبدأ المناقشة بوزير الثقافة تقديراً لوقته وجدول أعماله إلا أنه رفض بشدة قائلاً: هذه المنصة لها احترامها وتقاليدها. وأنا هنا بصفتي أستاذاً مساعداً بقسم التاريخ والحضارة ولابد من الالتزام بالضوابط الموضوعة. وقبل تعرضه للبحث أكد أننا أمة أخلاق تترفع عن الصغائر والزلات ولابد أن تسير علي منهج النبي صلي الله عليه وسلم وتقتدي بأخلاقه الرفيعة وأشاد بالبحث وموضوعه وبالجهد الذي بذله الباحث لكنه لفت الي بعض النقاط التي أخذها علي الباحث وطالب وزير الثقافة الباحث بأن تكون آراؤه الشخصية بعيدة تماماً عن البحث العلمي كما طالبه بالبعد عن الخطب الرنانة في بحثه وتساءل وزير الثقافة: هل توجد اشتراكية مستبدة وأخري غير مستبدة كما جاء بالبحث وشدد علي الباحث ضرورة الالتزام بالمنهج العلمي.