جدد الأزهر الشريف رفضه واعتراضه علي تجسيد الأنبياء والرسل في الأعمال الدرامية والفنية» وذلك لمكانتهم التي لا ينبغي أن تُمسَّ بأيِّ صورة في الوجدان الديني. ويعتبر الأزهر الشريف أن تجسيد شخصياتهم في هذه الأعمال يعد انتقاصى من هذه المكانة الروحية التي يجب الحفاظ عليها. وأكد الأزهر الشريف في بيان له اول امس الأحد رفضه لتجسيد النبي ¢صلي الله عليه وسلم¢ في الفيلم الإيراني "محمد رسول الله". وهو الفيلم المقرر عرضه. اليوم الأحد. حسب ما أعلن لأول مرة في طهران. وأوضح البيان أن رفض تجسيد الأنبياء لا يقتصر علي منع إظهار وجوههم بشكل واضح في هذه الأعمال ولكن تجسيد الأنبياء صوتًا أو صورة أو كليهما في الأعمال الدرامية والفنية أمر مرفوض لأنه ينزل بمكانة الأنبياء من عليائها وكمالها الأخلاقي ومقامها العالي في القلوب والنفوس إلي ما هو أدني بالضرورة. وُذكر الأزهر الشريف الجميع - وفق البيان - بأنه ليس جهة منع للأعمال الفنية. ولكن الأزهر الشريف مطالب بإبداء الرأي المستند علي الشرع الحنيف في مثل هذه الأعمال. أمَّا قرارات المنع والإجازة فهي مسؤولية جهات أخري. كان المخرج الإيراني مجيد مجيدي قد أكد مطلع هذا الإسبوع أنه انتهي من الفيلم السينمائي الذي يحمل عنوان ¢محمد رسول الله¢ وأنه بصدد اعداد نسخة من الفيلم للعرض في أحد المهرجانات الفنية في طهران وهو الأمر الذي أثار العديد من علامات الإستفهام. إلا أن مجيد مجيد. خرج بتصريحات جاء فيها: ¢إن أكثر موضوع أثار الجدل حول الفيلم. هو مسألة إظهار شخصية الرسول محمد صلي الله عليه وسلم¢. موضحا أنه لم يصور الرسول في الفيلم. مبينا أنهم أجروا دراسات واسعة. خلال مرحلة التحضير للفيلم التي استمرت سنتين. وتباحثوا مع علماء سنة وشيعة مختصين في هذا المجال. وأضاف: ¢لم نختر فترة تثير اختلافا بأي شكل من الأشكال. بل اخترنا موضوع الفيلم» من فترة زمنية يتفق عليها السنة والشيعة¢. وأفاد مجيدي أنه ¢علينا أن نبدي رد فعلنا. إزاء من يمارس العنف ويقتل الناس باسم الإسلام. كما يتوجب علينا التحلي بالوعي. إزاء هجمات وإساءات أعداء الإسلام لقيمنا¢. مشيرا إلي أنه ¢علينا أن نرد علي سياسيات الغرب العدوانية والمسيئة» بالثقافة والفن¢. ودعا العالم الإسلامي إلي العمل والاستثمار معا في هذا المجال. ولفت إلي أن الموضوع الرئيسي للفيلم. يركز علي مرحلة الطفولة في حياة الرسول صلي الله عليه وسلم. وهي مرحلة كان يشعر فيها الناس» بالحاجة إلي دين جديد وتغيير اجتماعي. موضحا أن الفيلم عالج تلك الفترة. في إطار الحوادث التي يتفق عليها المؤرخون السنة والشيعة. ومضي المخرج الإيراني قائلا: ¢هنالك روايات لا سند لها في التاريخ الإسلامي. اخترنا مرحلة تساهم في تحقيق الوحدة بين المسلمين. ولا تفضي إلي أي خلاف. وهي مرحلة طفولة نبينا¢. وأشار إلي صدور تصريحات ظالمة. ومقالات غير منصفة. وانتقادات لا أساس لها» بحق الفيلم قبل رؤيته. مضيفا: ¢أدعو العالم الإسلامي بأسره. وعلي الأخص العلماء المسلمين» إلي مشاهدة الفيلم. وأدعو شيوخ الأزهر علي وجه الخصوص. ليشاهدوا الفيلم أولا. وبعد ذلك نتناقش¢. وأختتم مجيدي قائلاً: ¢إن مرحلة إعداد وتصوير ومونتاج الفيلم. استمرت 7 سنوات¢. ومن المنتظر أن يشهد مهرجان ¢فجر¢ السينمائي. العرض الأول للفيلم. في فبراير المقبل. ودعا مخرج فيلم ¢محمد¢ الإيراني. مجيد مجيدي. شيوخ الأزهر لمشاهدة الفيلم أولا. وذلك ردا علي انتقادات مشايخ الأزهر وعلمائه للفيلم. وقال: أدعو مشايخ الأزهر لمشاهدة الفيلم أولا وبعدها نتحاور بشأنه. وأضاف في مؤتمر صحفي نقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية: ¢تم بذل جهود كبيرة. وقمنا بأبحاث دقيقة علي مدار ما يقرب من عامين. واستخدمنا الكتابات والآثار الكبري لمؤرخين من السنة والشيعة. وكان لدينا مشاورات كثيرة مع علماء السنة والشيعة¢. وقال: ¢اخترنا جزءا من حياة الرسول صلي الله عليه وسلم. لا خلاف عليه بين مراجع والفرق المختلفة للشيعة والسنة. وهذا الفيلم تم إنتاجه وفقا لرؤية فلسفية تجلب الوفاق بين العالم الإسلامي¢. وبشأن تجسيد شخصية النبي محمد صلي الله عليه وسلم قال: ¢أقدر مخاوف وقلق الأصدقاء من التجسيد¢. مضيفا ¢قلقنا في هذا الصدد لو لم يكن أكثر منهم لن يكون أقل¢. وتساءل. ¢من أين يأتي هذا القلق بدلا من أن ينتقدوا الفيلم من بعيد دون أن يشاهدوه. وأدعو الأصدقاء في جامعة الأزهر إلي مشاهدة الفيلم¢. وقال ¢لم نقرر ما إذا كان الفيلم سيكون له حضور عالمي أم لا لأنه لم يتم تجهيز العمل بعد¢.