رحمة الله بنبيه صلي الله عليه وسلم تتجلي رحمة الله برسوله محمد صلي الله عليه وسلم في حمايته له من المؤامرات ضده وضلال المتآمرين.. قال تعالي: "ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة" النساء:.113 كفاية الله لنبيه شر المستهزئين قال تعالي: "إنا كفيناك المستهزئين" لقد كفي الله نبيه صلي الله عليه وسلم المستهزئين به بخلاف الرسل السابقين فكان كل رسول يتولي الدفاع عن نفسه إذا استهزأ به أحد من أتباعه فهذا نوح عليه السلام يستهزئ به قومه "قالوا يا نوح إنا لنراك في ضلال مبين" فتولي نوح عليه السلام الدفاع عن نفسه "قال يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين" الأعراف:.18 أما الرسول صلي الله عليه وسلم قالوا عنه إنه شاع فقال الله مدافعا عنه "وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين" يس:.69 وحينما قالوا عنه إنه كاهن تولي الله الدفاع عنه فقال تعالي مدافعا عنه "وما هو بقول كاهن قليلا ما تذكرون" الحاقة:.42 حينما قالوا عنه إنه ضال قال الله تعالي مدافعا عنه "ما ضل صاحبكم وما غوي" النجم:.20 وحينما قالوا عنه إنه مجنون قال الله تعالي مدافعا عنه "ما أنت بنعمة ربك بمجنون" القلم:.2 كان صلي الله عليه وسلم لا يقابل الإساءة بالإساءة. عن عائشة قالت: ما ضرب رسول الله صلي الله عليه وسلم خادما له قط ولا امرأة قط. ولا ضرب بيده إلا أن يجاهد في سبيل الله. وما نيل منه شيء فانتقم من صاحبه إلا أن تنتهك محارم الله فينتقم لله عز وجل وما عرض عليه أمران إلا اختار أيسرهما إلا أن يكون مأثما. فإن كان مأثما كان أبعد الناس عنه.. أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الفضائل باب 20 ح.79 وعن عائشة أنها قالت للنبي صلي الله عليه وسلم هل أتي عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال: لقد لقيت من قومك. وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي علي بني عبدكلال فلم تجبني إلي ما أردت فانطلقت وأنا مهموم علي وجهي فلم أستفق إلا بقرن الثعالب. فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني. فنظرت فإذا فيها جبريل. فناداني إن الله قد سمع قول قومك لك. وما ردوا عليك. وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فنادوا لي ملك الجبال فسلم علي ثم قال: إن الله عز وجل قد سمع قول قومك لك. وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك يا محمد. فما شئت إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين قال النبي صلي الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا. أخرجه البخاري في صحيحه كتاب بدء الخلق باب .7 من الزهري قال: إن يهوديا قال: ما كان بقي شيء من نعت رسول الله صلي الله عليه وسلم في التوراة إلا رأيته إلا الحلم. وإني أسلفته ثلاثين دينارا إلي أجل معلوم فتركته حتي بقي من الأجل يوم فأتيته فقلت يا محمد: أوفيني حقي فإنكم معاشر بني عبدالمطلب فظل فقال عمر: يا يهودي جننت؟ أما والله لولا مكانه لضربت الذي فيه عيناك فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم غفر الله لك يا أبا حفص. نحن كنا إلي غير هذا منك أحوج. إلي أن تكون أمرتني بقضاء ما علي وهو إلي أن تكون أعنته في قضاء حقه أوحوج قال اليهودي: فلم ترده جهلي عليه إلا حلما قال الرسول صلي الله عليه وسلم يا يهودي إنما يحل حقك غدا ثم قال يا أبا حفص اذهب إلي الحائط الذي كان سأل أول يوم فإن رضيه فأعطه كذا وكذا صاعا وزده لما قلت له كذا وكذا صاعا وإن لم يرضه فأعطه ذلك من حائط كذا وكذا. فكانت النتيجة أن أسلم اليهودي وبيت اليهودي كله. اعتبروا يا من ترهبون الناس باسم الدفاع عن الرسول نحن نغضب بسبب الرسوم المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم بالتخلق بأخلاق الرسول ونشر سماحته وأن ندفع السيئة بالحسنة فيكف الآخرون عن الرسوم المسيئة للرسول.