أوصت الباحثة سماح عبد الرازق الشهاوي. بدعم الصحافة الالكترونية ماديا وتشريعيا لأنها تمثل مستقبل الإعلام ليس في مصر فقط بل في العالم كله .. جاء ذلك في رسالتها التي حصلن بها علي درجة الدكتوراه من قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة. بمرتبة الشرف الأولي مع التوصية بالطبع والتبادل مع الجامعات الأخري. والتي جاءت تحت عنوان ¢العوامل المؤثرة علي مستقبل الصحافة الإلكترونية في مصر في الفترة من 2015 حتي 2030¢ وأوضحت الباحثة أن الصحف الإلكترونية المصرية شأنها شأن كل الصحف الإلكترونية مرت بثلاث مراحل تتمثل في: مرحلة كونها مجرد نسخة أو صورة الكترونية للصحيفة المطبوعة. ثم الارتباط بالصحيفة المطبوعة مع وجود بعض التغييرات الطفيفة. أما المرحلة الثالثة فتتمثل في وجود محتوي خاص بالصحف الإلكترونية والاستفادة من الخصائص والإمكانات المختلفة لشبكة الإنترنت وقد مثل ظهور صحيفة اليوم السابع عام 2007. والذي بدأ الكترونيًا ثم تم إصدار صحيفة مطبوعة علي عكس المعتاد في المؤسسات الصحفية المصرية. نقلة كبيرة في الصحافة الإلكترونية المصرية التي بدأت توظف سمات مثل الآنية والسرعة في نقل الأحداث. واستخدام الوسائط المتعددة في عرض الموضوعات. واستخدام الآليات التفاعلية المختلفة وخاصة تعليقات القراء وتنوع المحتوي المقدم وارتبط ذلك بالزيادة السريعة في أعداد مستخدمي الإنترنت. ففي مصر وحسب آخر إحصاء أعلنته وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فإن عدد مستخدمي الإنترنت وصل إلي نحو 44.51 مليون مستخدم في مايو 2014. وبنسبة انتشار بلغت 52.35%.ولهذا فإن أجريت الدراسة من خلال تطبيق استمارة دلفي علي عينة من الخبراء في مجال الصحافة من الأكاديميين والمهنيين. وهي عينة بلغ قوامها 100مفردة. تضم 30 من الأكاديميين من أساتذة الصحافة والإعلام. و70 من المهنيين في الصحف الإلكترونية والمطبوعة. وحذرت الرسالة من أن فرض قيود علي الصحافة المصرية سيؤثر بالتأكيد علي الصحف الإلكترونية. وسيؤدي إلي تدهور وتراجع الصحف الإلكترونية. لأن أي تضييق وتقييد للحريات يلقي بظلاله علي جميع وسائل الإعلام. بينما يري بعض الخبراء أنه حتي في حالة حدوث تراجع في الحريات وفرض قيود علي الصحافة المصرية فلن يؤدي ذلك لتراجع وتدهور الصحف الإلكترونية المصرية. وأرجع الخبراء ذلك لصعوبة فرض القيود علي الصحف الإلكترونية. وكشفت الباحثة أن الخبراء أكدوا حدوث بعض التأثيرات والتغيرات للصحف الإلكترونية التابعة للمؤسسات الصحفية القومية. في حال تخلي الدولة عن السيطرة المباشرة عليها وإسناد الأمر للهيئة الوطنية للصحافة. جاء في مقدمتها توجيه مزيد من الاهتمام للصحف الإلكترونية الصادرة عن هذه المؤسسات والاعتماد علي الصحفيين المؤهلين للتعامل مع هذه الصحافة. أن الصحف الإلكترونية في هذه المؤسسات ستشهد تطورا في المحتوي والخدمات المقدمة بشكل يمكنها من المنافسة واستثمار اسم المؤسسة الصحفية العريق في زيادة أعداد مستخدميها. كما سيتم وقف الإصدارات المطبوعة التي تحقق خسائر في هذه المؤسسات والاكتفاء بالإصدار الإلكتروني كما أن الصحف المصرية المطبوعة لن تختفي في المستقبل وأشارت الرسالة الي أن أغلبية الخبراء أن الصحف الإلكترونية ستستمر في المستقبل في تغليب عامل السبق وسرعة النشر علي صحة الأخبار والتحقق منها وانتظار اكتمال الحدث للحصول علي التفاصيل اللازمة قبل النشر. كما يري العدد الأكبر من الخبراء أن اعتماد الصحف الإلكترونية علي أخبار الفضائح أو الموضوعات التي تجذب الجمهور للدخول علي هذه الصحف سيزيد في المستقبل. وأنتهت الباحثة الي أن الصحف الإلكترونية ستقوم في المستقبل بإصدار مجموعة من المواقع المتخصصة ضمن الموقع الأصلي لكون هذه المواقع المتخصصة تمثل استثمارا لنجاح الصحيفة الإلكترونية. وتحقق زيادة أكبر في عدد المستخدمين كما أن الصحف الإلكترونية المصرية لن تلجأ لاستراتيجية الدفع مقابل الاستخدام. ويبرر الخبراء ذلك من المنظور الاقتصادي في المقام الأول فالظروف الاقتصادية ومستوي الدخل لقطاع كبير من المستخدمين لن يسمح بذلك. كما أن الجمهور في مصر اعتاد علي كون جميع المواقع مجاني وبالنسبة للضوابط التشريعية في الصحف الإلكترونية فمن المفترض ظهور قانون ينظم النشر الإلكتروني في مصر وفقا للمادة 70 من الدستور المصري لعام 2014. ويري أغلبية الخبراء أن هذا القانون سيفيد الصحافة الإلكترونية. وقد جاء في مقدمة أوجه إفادة الصحف الإلكترونية من قانون النشر الإلكتروني كما ذكر الخبراء حماية حقوق الملكية الفكرية. خاصة مع السرقات المنتشرة ونقل الموضوعات دون الإشارة لمصدرها الأصلي ومع هذا فإن معظم المشكلات التي تواجهها الصحف الإلكترونية سيتم التغلب عليها في المستقبل لأن الصحافة الإلكترونية هي اتجاه المستقبل الذي لا يمكن عرقلته. أشرف علي الرسالة الدكتور شريف درويش اللبان. أستاذ الصحافة ووكيل كلية الإعلام جامعة القاهرة. وناقشها الدكتور محمود علم الدين. أستاذ الصحافة بكلية الإعلام والدكتور وائل إسماعيل عبد الباري أستاذ الصحافة بكلية البنات جامعة عين شمس.