أن حديث القرآن عن النبي يظهر مكانة هذا النبي الخاتم. قال عنه ربه ومولاه في آيه محكمة "وإنك لعلي خلق عظيم" وقال جل وعلا "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" قال ابن عباس رسول الله رحمة للبار والفاجر فمن آمن به تمت له الرحمة في الدنيا والآخرة ومن كفر به أمن من العذاب في الدنيا وأجل له العذاب في الآخرة. قال تعالي "وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم" فالنبي يتحدث اعترافاً بنعمه الله عليه كما روي ذلك الحاكم وصححه ووافق الحاكم الذهبي "إنما أنا رحمة مهداة" وأثني عليه ربه في حديث القرآن عنه "وإنك لتهدي إلي صراط مستقيم" وقوله "ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك" وقوله "والله يعصمك من الناس" فهذا قليل من كثير من حديث القرآن عن النبي فإن وراء ذلك من كلام رب العالمين عن خاتم النبيين ما نود ويود كل مسلم أن نتتبعه في مواضعه من سور وآيات ذوات عدد في كتاب الله تعالي وحسبنا حين نفعل ذلك أن نزداد اتباعاً لأوامره صلي الله عليه وسلم واتباعاً لسنته واقتداء به ما استطعنا إلي ذلك سبيلاً ذلك حقه في قوله "وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله" النساء "64" وهو حقه بخاصة في قول ربنا "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً" الأحزاب "21". فإذا عشنا لحظات في رياض السنة المطهرة وجدنا قرة الأعين وسكينة القلوب وثلج الصدور وراحة الأرواح في كلمات نبوية سخية العطاء.. وماذا عسي أن يقول الإنسان إلا أن يقدم قيد البصائر والأبصار من قول النبي فيما أخرج الترمذي بسفره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما "أنا حبيب الله ولا فخر وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر وأنا أول من يحرك حلق الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ومعي فقراء المؤمنين ولا فخر وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر" وما بكثير علي النبي أن يقول ذلك ومثله معه فلقد شق الله المحمود بكل حال من اسمه محمد وقرن الشهادة لنبيه بالرسالة بالشهادة لله بالوحدانية. والمؤمن لا يدخل حظيرة الإيمان إلا من باب "لا إله إلا الله محمد رسول الله" والشهادة للنبي بالرسالة بارزة في أذان المؤذنين وصلاة المصلين ولا يكون إحسان المحسنين ولا علم العالم ولا عمل العالم شيئآً ذا بال حتي ينطلق من "لا إله إلا الله محمد رسول الله". بقلم الشيخ فايق محمدي أحمد من علماء وزارة الأوقاف