أكد العلماء والخبراء أن المنهج الصوفي بأخلاقياته وآدابه وقيمه التي تُمثّل القاسم المشترك بين كل الأديان والإنسانيات. مؤهل لقيادة ورعاية تجديد الخطاب الديني بما يواكب متطلبات العصر ويحافظ علي ثوابت الدين دون إفراط أو تفريط. طالبوا بضرورة التزام مبدأ الحرية في التفكير والاعتقاد والعدالة الاجتماعية مع الالتزام بأصول العقيدة حتي ينطلق الخطاب الديني ويُحلّق في آفاق أوسع وأرحب. جاء ذلك في اللقاء الأول الذي عقده الاتحاد العالمي للطرق الصوفية بمقر مشيخة الطريقة العزمية. استجابة للدعوة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي في خطابه لعلماء الأمة في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. لتجديد الخطاب الديني. وتقرر اعتبار اللقاء في حالة انعقاد مستمر أسبوعيا تحت رعاية الشيخ علاء أبوالعزائم. حتي الخروج بتوصيات قابلة للتنفيذ. حضر اللقاء عدد من مشايخ الطرق والصحفيين والباحثين. منهم: أحمد التسقياني. فكري الفيتوري. عمر البسطويسي- سكرتير عام الاتحاد. دعا الدكتور سعد الدين الهلالي- أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر- إلي ترويج وإشاعة العلم بين الناس حتي يكونوا مؤهلين للفهم والاختيار الصحيح بدلا من الخطاب الوصائي الذي يفرضه البعض ليظلوا قائمين باحتكار العلم والتفسير. محذرا من محاولة تفريغ دعوة السيسي من مضمونها حتي تظل الوصاية باقية بأية طريقة. مشيرا إلي أن الإساءة للخطاب الديني بدأت منذ عام 1912 بظهور الجمعية الشرعية ثم أنصار السنة المحمدية ومساجدهم التي تجاوزت ال 12 ألفا وهم يدّعون أنهم أصحاب الحقيقة وغيرهم أصحاب البدعة والضلالة! وكل إمكاناتهم ومؤهلاتهم ¢حنجرة¢ والقراءة في بعض الكتب! تأخُّر وبيروقراطية أرجع الدكتور عمار علي حسن- الباحث في الحركات الإسلامية- التطاول علي الأزهر وعلمائه نتيجة التلكؤ والتباطؤ في القيام بدوره والانفتاح علي المدارس الأخري بل محاربته للمجددين والإصلاحيين من أبنائه. حتي تجاوز الزمن مسألة تجديد الخطاب الديني إلي الحاجة المُلِحَّة للإصلاح الحقيقي كواجب وحق المرحلة الحالية لرفع حالة الركام التي غطّت النص الإلهي الواضح الجلي بالكثير من التفسيرات والاجتهادات الفقهية التي تم تقديسها فأصابته بالتشوهات المختلفة. وحذّر د. عمار من إمكانية عودة الإخوان والسلفيين إلي المشهد من جديد لأنهم يُمثلون المجتمع العميق حيث تغلغلوا في كافة قطاعات المجتمع الخدمية. صحيا وتعليميا واجتماعيا. في ظل انسحاب الدولة. وقد تنبه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لهذا التغلغل فسحب البساط من تحت أقدامهم بمجانية التعليم والإصلاح الزراعي والصحة ومعونة الشتاء والصيف وغيرها. لكن مع بداية التسعينيات وظهور الخصخصة والرأسمالية وتجدد انسحاب الدولة عادوا بقوة فأنشأوا المستشفيات والمدارس والمساجد بكثرة والمؤسسات الموازية لمؤسسات الدولة! جوهر الدين من جانبه أوضح الشيخ علاء أبوالعزائم- رئيس الاتحاد. شيخ الطريقة العزمية- أن تجديد الخطاب الديني يبدأ من العمل علي تطبيق وتجسيد مبادئ الدين الحنيف وجوهره المُتمثّل في الأخلاق. فبهذا فقط يحدث التغيير الفعلي في المجتمع. فما أحوجنا لإعادة المجتمع إلي الأخلاق والمُثُل العليا. تديّن المصريين وأكد الدكتور عبد الحليم العزمي- أمين عام الاتحاد- أن نقطة انطلاق التجديد جاهزة ومستقرة في المجتمع المصري المتدين بطبيعته الصوفية. لكن المشكلة تكمن في مساعي الإخوان والسلفية إحداث الوقيعة والخلل بين أفراده ليقاتل بعضه بعضا بسبب اعتناق أفكار تكفيرية وتبديعية وافدة وغريبة عن المصريين المعروفين بسماحتهم وتدينهم الوسطي المعتدل.