الدعارة في قاموس المعاني هي: الفسْقُ والخُبْث والفُجور. ويقال: في خُلُقِهِ دَعارَّةى: أي سوءى وشراسة. ومن معانيها: ممارسة الجنس مقابل مال. وبَيْتُ الدَعَارَةي يعني بَيْتُ الزِنا. في بلاد الحرية والنور والتنوير.. والدين واللا دين. يمارسون تلك الدعارة بشتي صنوفها ومختلق أشكالها وألوانها. وحين ملوا ممارسة الدعارة الجنسية لجأو إلي الشذوذ في تلك العلاقات المحرمة. فجاءتنا أنباء من هناك عن الزواج المثلي وإقامة حفلات زواج وزفاف شاب إلي عشيقه الشاب مثله. وكذلك الفتاة تتزوج الفتاة مثلها. وارتبطت المرأة عندهم بالكلاب النجسة حين ملت نجاسات الرجال. فسمعنا عن زواج امرأة بكلب. وسوف نسمع قريباً عن زفاف رجل إلي حمار أو خنزير إذا لم يكن يحدث هذا بالفعل دون زفاف وإشهار. وعلي طريق الرذيلة واتباع خطوات الشيطان لم يسلم الفكر عندهم من الدعارة والشذوذ أيضا باسم حرية الفكر والإبداع. وإنني علي قناعة.. بل يقين.. بأن الدعارة تكون في العقل وبالعقل كما تكون في الفرج وبالفرج. والأولي أشد وأخطر من الثانية. لأن الدعارة العقلية والفكرية هي التي تنتج كل الدعارات والوساخات والقاذورات والجرائم التي تهبط بالإنسان الذي كرمه الله إلي مرتبة أدني من الحيوان. إن الدعارة الجنسية قد تنتج اختلاطاً في الأنساب وحين احتاطوا لذلك بموانع الحمل والعوازل الطبية سلط الله عليهم الأمراض التي مازالوا يعجزون عن علاجها. وأصيبت مجتمعاتهم بالوهن والتفكك الأسري والتفسخ الأخلاقي. أما الدعارة الفكرية والعقلية. فينتج عنها - فضلا عن كل ما سبق - انهيار الدول وضياع الأمم والممالك. وصراع الحضارات الذي يدفع العالم إلي التناحر والتطاحن ويسعي به إلي الهاوية ويجعله يهرول إلي الفناء. إن بعض ما يحدث باسم حرية الفكر وحق الإبداع. سواء في فرنسا وأوروبا كلها أو في أمريكا وكل الدول التي تسير علي خطاهم - أعجمية كانت أو عربية - هو لون من ألوان الدعارة الفكرية والشذوذ العقلي. ويأتي علي قمة هذه الفواحش الفكرية.. السخرية من الأنبياء والرسل والاستهزاء بالأديان المنزلة من عند الله عز وجل. لا بد لعقلاء العالم أن يعلموا الناس الفرق بين الصراحة والوقاحة. وبين الحرية المسئولة والانفلات غير المحترم. وبين الإبداع الحقيقي والعفن الفكري. ويعلموهم كذلك وجوب احترام جميع الأنبياء والرسل وكل ألأديان السماوية المنزلة. واتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع التعرض لهم بالسخرية أو الاستهزاء.. قولاً أو فعلاً أو رسماً أو تأليفاً ونشراً أو عملاً درامياً أو فيلماً سينمائياً. وليكن ذلك بالتعليم وإرساء هذه المبادئ وتلك الأخلاق بشتي الطرق ومختلف الوسائل.. ثم بقوة القانون الرادع مع ضمان تفعيله وجدية تنفيذه علي الجميع دون استثناء. حتي لا يقع العالم بين شقي رحي تطرفين ينذران بالخراب والدمار.. تطرف الفكر باسم حرية الفكر والإبداع.. وتطرف الفعل باسم الدفاع عن الدين والعقيدة ربما بما يسئ إليهما ويخالف تعاليم الدين السماوي الحق المنزل من الله تعالي علي الأنبياء والرسل أجمعين. إن دين الله خير كله وسلام عام وبركة شاملة ورحمة للعالمين. ولا عدوان أبداً إلا علي الظالمين. وهذا العدوان لا يكون إلا بما شرعه الله ورضي عنه وكان موافقاً لما جاء به المرسلون.