- كان من عادة الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- ان يقضي العشر الاواخر من شهر رمضان المعظم في رحاب الحرمين الشريفين.. وفي السنة الاخيرة من عمره فاز فضيلته بجائزة دبي الدولية "الشخصية الاسلامية العالمية" وقد استدعي فوزه سفره الي دبي لحضور الحفل الكبير المقام تكريما له بمناسبة فوزه بالجائزة وذلك يوم الثلاثاء الموافق للخامس عشر من رمضان 1418هجرية الموافق للثالث عشر من يناير 1998 ميلادية وكانت الازمة المرضية الحادة قد اشتدت علي الشيخ فتم نقله علي الفور الي المستشفي الامريكي بدبي. وبحمد الله عولج الشيخ وبعد شفائه توجه الي المملكة العربية السعودية لأداء العمرة والزيارة بالطائرة الخاصة بسمو الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان وبالفعل وصلت الطائرة مساء يوم الاحد 28 رمضان 1418هجرية وكان في استقباله الدكتور محمد عبده يماني وزير الاعلام السعودي انذاك والدكتور عبدالعزيز كامل شقيق الشيخ صالح كامل ورجل الاعمال محمد عارف وهناك حدثت كرامة من كرامات الشيخ الشعراوي اثناء الطواف حول الكعبة والمكان مزدحم بالطائفين ولا يوجد موضع لقدم وخشي علي الشيخ الشعراوي من الزحام الشديد وعرض علي الشيخ ان يطوف في الدور العلوي مدفوعا علي عجل - كرسي متحرك - الا ان الشيخ رفض وقال للحاج محمد عارف: تعال بالبركة .. ادخل علي المطاف وميهمكش.. خلينا في تيسير الله. وسبحان الله يطوف الشيخ دون عناء او مشقة رغم الزحام الشديد ثم يتوجه الشيخ الي الصفا والمروة ويقسم شهود العيان ممن رافقوا الشيخ انه فرغ من الطواف والسعي بين الصفا والمروة وانتهي من اداء العمرة قبل الاصحاء بساعة كاملة.. وتوجه الشيخ الشعراوي بعد ذلك بطائرة خاصة الي المدينةالمنورة وحضر ختم القرآن الكريم في المسجد النبوي الشريف. ثم زار الشيخ رسول الله صلي الله عليه وسلم من مكان مهبط الوحي المعد للزيارة من جهة المراسم حيث صدر مرسوم ملكي من جلالة الملك بأن يفسحوا المكان وذلك لرغبة مولانا الشعراوي في الزيارة .. واصر الشيخ علي ان يزور من المواجهة الشريفة رغم الزحام الشديد وظل الشيخ الشعراوي في مواجهة رسول الله صلي الله عليه وسلم ما يقرب من ساعة قضاها في مناجاة بينه وبين رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم اصر علي صلاة ركعتين في الروضة الشريفة رغم الزحام الشديد ولما فرغ من الصلاة قال : -ان شاء الله نزور اهل البقيع واحدا واحدا - وبالفعل توجه الشيخ الي البقيع جالسا علي كرسي متحرك.. وابتدأ الزيارة بزيارة آل بيت سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم قبور الصحابة والسلف الصالح وزار التابعين واحدا تلو الاخر لمدة تفوق الساعتين وبعد أن فرغ الشيخ من زيارتهم سأل عن قبور كل من المرحوم الشيخ محمد الغزالي رحمه الله حيث اعلم بمكانه فزاره ودعا له بخير.. والمرحوم الشيخ محمد عبدالواحد احمد - رحمه الله - فعلم انه دفن في مكة فدعا له بالرحمة والمغفرة وسأل عن قبر المرحوم عبدالعظيم لقمة فزاره ودعا له بالرحمة وعن قبر صديق عمره فضيلة الشيخ السيد اسحاق عزوز وزاره ودعا له وعن قبر السيدة كوثر النجار رحمها الله وزارها ودعا لها. كما لم يدع احدا من اهل البقيع إلا زاره ودعا له. وسبحان الله.. كأنه كان يقول لهم: - ان شاء الله انا قادم لكم رحم الله الشيخ الشعراوي رحمة واسعة والي لقاء اخر مع سر جديد من اسراره في العدد القادم ان شاء الله.