من محاسن الأقدار الإلهية أن يتوافق ذكري ميلاد النبي صلي الله عليه وسلم مع ذكري ميلاد المسيح عليه السلام ومع هذا نجد هواة بث السموم بين عنصري الامة من خلال تحريم التهنئة وبث بذور الفتنة بدلا ن توحيد الصفوف لمواجهة المكائد التي تهدد سفينة الوطن بالغرق دخلت في جدال كبير مع أحد أقاربي من السلفيين لأنه سمعني أقوم بتهنئة أحد أصدقائي المسيحيين بعيد الميلاد واحتدم الجدل حتي كاد يخرجني من الملة لأنني أقر أمراً مخالفاً للاسلام. حاولت تذكرته بقول الله تعالي: "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ" ولكنه اصم اذنيه ورفض الاستماع تماما. حاولت تذكرته بتوصية الرسول صلي الله عليه وسلم بأهل الكتاب عامة والمسيحيين خاصة لأن لهم ذمة وصهرا. فقال: "هذا الكلام كله لا يهمني في شئ لأنني مقتنع تماما بما اقول وليذهب المعارضون الي الجحيم لأنني علي الحق" لم أجد بدا من إغلاق باب الحوار حتي لا أفقده كصديق وقريب في نفس الوقت ياسادة نريد من يحبب أهل الكتاب في الاسلام ولا ينفرهم منه وذلك ببيان عن موقف الإسلام من غير المسلمين. واحترام الإسلام لسائر الأديان السماوية. ووجوب الإيمان بجميع الرسل والكتب السابقة. كما يتضح بها موقف الإسلام من غير المسلمين في الحرب وفي السلم. والمساواة بين المسلمين وغير المسلمين في سائر المعاملات وسماحة الاسلام مع غير المسلمين. ياسادة : أين هؤلاء المتعصبين من وصايا رسول الله صلي الله عليه وسلم بأهل الذمة والمعاهدين حيث قال صلي الله عليه وسلم: "من قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها يوجد من مسيرة أربعين عاما". أين هؤلاء المتنطعين من رعاية الإسلام لحقوق غير المسلمين رعايته لمعابدهم وكنائسهم. ومن محافظته عليها ما جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما حان وقت الصلاة وهو في كنيسة القيامة. فطلب البطريرك من عمر أن يصلي بها. وهم أن يفعل ثم اعتذر ووضح أنه يخشي أن يصلي بالكنيسة فيأتي المسلمون بعد ذلك ويأخذونها من النصاري علي زعم أنها مسجد لهم. ويقولون: هنا صلي عمر. ولم تتوقف معاملة المسلمين لغير المسلمين عند حد المحافظة علي أموالهم وحقوقهم. بل حرص الإسلام عبر عصوره علي القيام بما يحتاجه أهل الكتاب وما يحتاج إليه الفقراء منه كلمات باقية: يقول الله تعالي: "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَيَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعى عَلِيمى "سورة البقرة الآية 256