كشف مصدر مطلع بمجمع البحوث الإسلامية أن إصرار الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر علي عقد جلسة طارئة لمجمع البحوث الإسلامية للرد علي الدكتور سعد الدين الهلالي بعد ان تعدي الهلالي كل الحدود حيث تمت مناقشة الهلالي قبل ذلك في كثير من آراؤه الفقهية المثيرة للجدل وفي كل مرة كان الهلالي يتراجع ويقر في حضور عدد من علماء الازهر المقربين من الإمام الاكبر أنه سيتوقف عن ذلك الامر ولكنه كان لا يلتزم بكلامه ويعود من جديد ليثير الجدل والبلبلة في الشارع المصري والعربي والإسلامي . وأشار المصدر إلي أن مشيخة الازهر سبق واستدعت الهلالي عندما وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما كان وزيرا للدفاع واللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية بأنهما رسل من عند الله وتمت مناقشة الهلالي والتنبيه عليه بالتوقف عن إثارة الجدل ووقتها تعهد الهلالي بالتوقف عن إثارة اللغط وحرصا من شيخ الازهر علي عدم إثارة الشبهات حول أحد علماء الأزهر قام بإغلاق الملف ولكن المشكلة التي واجهت المشيخة أن الهلالي لم يتوقف عن إثارة الجدل بل قام بعد فترة بسيطة من وصفه الرئيس ووزير الداخلية بأنهم أنبياء بأن زواج المتعة حلال ثم أفتي مرة ثانية بأن تأخير الصلاة لا شيء فيه وأجاز جمع الصلوات كلها وأداءها كلها مرة واحدة دون عذر وأنهي تلك الفتاوي المثيرة للجدل بفتوي أن المسلم من سالم الناس ومن نطق شهادة أن لا اله الا الله وهو ما أثار الكثير من علماء مجمع البحوث الإسلامية الذين تواصلوا مع المشيخة مؤكدين ضرورة التصدي لتلك الأراء الشاذة وهو ما دعا الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب للتحري حول ما قاله الهلالي وهل ما هو منسوب له في هذا الشأن حقيقي أم محض افتراء وعندما تيقن من أن الهلالي قال ذلك بالفعل بل إن الإمام الاكبر شاهد الفيديو الذي قال فيه الهلالي هذا الكلام من باب التيقن وعندها أصدر دعوة بعقد جلسة طارئة لمجمع البحوث الإسلامية انبري فيهاالأعضاء في مهاجمة الهلالي وفي نهاية الجلسة استقر الرأي علي إصدار بيان للمجمع يحمل توقيعات كل الأعضاء الحاضرين حيث رفض المجمع اعتبار ما قاله الهلالي فتوي مؤكدا أن ذلك رأي شاذ ومنحرف ولا علاقة له بصحيح الدين . وقال المجمع في بيانه أن الأزهر الشريف وعلماؤه ساءهم ما تناقلته وسائلُ الإعلام في الآونة الأخيرة من تصريحاتِ أحد المُنتسِبين إليه يَزعُم فيها: ¢أنَّ المسلم هو مَن سالَم. وليس مَن نطق بالشهادتين. بل لو نطَق شهادة "لا إله إلا الله" فقط صار - في زَعمِه مسلميا. ناسبيا ذلك إلي بعض أهل العلم¢. وهذا الزعم يُنبِئ عن فكري منحرفي فيه مخالفةي جريئةي للنصوص الصريحة من الكتاب والسُّنَّة» ففي القرآن الكريم آياتي كثيرةي تدلُّ دلالةي صريحةي علي أنَّ الشهادتين وهما ¢شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمديا رسول الله¢ هما ركنُ الإسلام الأوَّل. الذي هو رسالة محمد - صلي الله عليه وسلم - وبدون الإقرار بهاتين الشهادتين معيا لا يكون الإنسان مسلميا مؤمنيا بمحمدي - صلي الله عليه وسلم ? ورسالته والدليل علي ذلك القرآن والسنة وإجماع المسلمين عن آخرهم. وقد حدد النبي صلي الله عليه وسلم ذلك في حديثه الصحيح الذي سأل فيه جبريل عليه السلام عن الإسلام بقوله: ¢يا محمد. أخبرني عن الإسلام. فقال: أن تشهد أن لا إله إلا الله. وأن محمديا رسول الله. وتقيم الصلاة. وتؤتي الزكاة. وتصوم رمضان. وتحج البيت إن استطعت إليه سبيليا¢» متفق عليه. وأضاف بيان المجمع : وفي ¢صحيح البخاري¢ عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: ¢بني الإسلام علي خمس: شهادة أن لا إله إلا الله. وأن محمديا رسول الله. وإقام الصلاة. وإيتاء الزكاة. والحج. وصوم رمضان¢فالإقرار بالشهادتين والنطق بهما معا هما الأصل الأول من أصول الإسلام. وبغيرهما لا يكون الشخص مسلميا. ولا تجري عليه أحكام المسلمين أمَّا استشهادُ صاحبِ هذه التصريحات بكلام ابن حجر الهَيْتَميِّ فهو استشهادي باطلي تمامَ البطلان. وفهمي سقيمي للنصوص» إذ الناظرُ في كتاب ¢الفتاوي الحديثية لابن حجر¢ يتبيَّن له من أول وهلةي أنَّ هذا القول افتراءي علي ابن حجر» حيث اقتَطَعَ من كلامِه ما يَخدِمُ فكرتَه الضالَّةَ. ونظرتَه الخاطئةَ. وتغافل عمديا عن القول الفصل الذي اعتمده ابنُ حجر وقرَّره وانتَصَر له» وهو ضرورةُ النُّطق بالشهادتين معيا. وقد دلَّل عليه - رحمه الله - بأدلة استغرقت العديد من صفحات كتابه. والعجيب أنَّ هذا القائل تمسَّك برأيي شاذّي تطرَّق إليه ابن حجر فيما لا يزيد عن أربع كلماتي ثم أبطله في تحليل علمي دقيق استغرق العديدَ من الصفحات التي تدلُّ علي هذا البطلان. هذا. ويُحذِّرُ الأزهرُ المسلمين جميعيا في مشارق الأرض ومغاربِها من الانسِياقِ إلي مثل هذه الأفكار الضالَّة المُنحرِفة. والتي لا تصحُّ نسبتُها إلي الثقات من أهل العلم ولا التعويل عليها. والأزهر إذ يَتبرَّأ من هذه الأفكار الشاذة فإنَّه يُشدِّد علي عدم الانخداع بها. ويُوصِي بعدم الالتفات إليها. من جانبه نفي الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر ما تداولته بعض المواقع الإخبارية عن قوله ¢أنت مسلم ولو لم تؤمن بالنبي محمد¢. وأضاف الهلالي أن كتاب ¢الفتاوي الفقهية الكبري¢ لابن حجر الهيتمي يوضح حكم من آمن بالأنبياء قبل النبي محمد صلي الله عليه وسلم. الرأي الأول قال فيه: ¢إن كل من آمن بالأنبياء قبل النبي محمد صلي الله عليه وسلم مسلمون¢ وذلك لأن أنبياءهم مسلمين فكيف يكون نبيهم مسلما وهم ليسوا بمسلمين. واستدل علي ذلك بقوله تعالي. ¢ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهيا وَاحِديا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ¢. أما الرأي الثاني لابن حجر الهيتمي. قال فيه إن المسلمين هم من آمنوا بآخر الأنبياء مع الأنبياء السابقين. ولو أنكروا سيدنا محمد ليسوا بمسلمين. مؤكداي أن كل من يشهد بتوحيد الإله فهو مسلم علي أحد القولين.