الدكتور السيد محمد عبد النبي الأمين العام المساعد للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية. حصل علي الشهادة الإعدادية من المعهد الإعدادي الأزهري بالزقازيق ثم الشهادة الثانوية عام 1977 وتخرج من كلية أصول الدين من جامعة الأزهر بالقاهرة عام 1981 ثم الماجستير من معهد الدراسات الآسيوية جامعة الزقازيق عام 2000 ثم الدكتوراه في الدراسات الآسيوية في الأديان المقارنة من جامعة الزقازيق عام 2004 تقلد العديد من الوظائف والمناصب أولها مدرسا بالمنطقة الأزهرية عام 1982 وواعظا بالأزهر الشريف 1992 وواعظا أول عام 1996 ومفتشا بالوعظ عام 2000 ثم مفتشا أول بمنطقة وعظ الشرقية عام 2003 ثم مديرا بتفتيش الوعظ عام 2007 ثم مديرا لتفتيش الوعظ عام 2008 ومديرا لمنطقة وعظ السويس عام 2009 ثم مديرا لمنطقة وعظ الإسماعيلية عام 2011 وأخيرا أمينا عاما مساعدا للثقافة الإسلامية بمجمع البحوث الإسلامية. التقته "عقيدتي" لتحاوره في قضايا الساعة وما يمر بمصر من أحداث راهنة: 1⁄4 في البداية كيف كان استقبال أهل سيناء لكم؟ ** لقد كان استقبالا حافلا بالحب والتكريم وذلك من خلال اللقاءات مع البدو وكذلك في المعاهد والمساجد وقوات الأمن المركزي وجميع الأماكن التي مرت بها القافلة. وكم وجدنا من تعطش آلاف منهم للعلم والعلماء حتي أن كثيرا منهم قال: أين انتم من زمان؟! ولو كانت تلك القوافل جاءت بصورة مكثفة لتنوير الشباب لغيّرت كثيرا من فكر الشباب وغيرت كثيرا من سلوكياتهم. نوعية الأسئلة 1⁄4 وكيف كانت نوعية أسئلتهم واستفساراتهم لكم وعلام تدل هذه الاسئلة؟ ** أعظم ما قابلنا من أسئلة أنهم قالوا لنا: أين كنتم منذ زمن بعيد؟ نحن في حاجة إليكم والي دعمكم المتواصل للقاءاتكم المتكررة. فنحن نحب الأزهر ورجاله وابرز دليل علي ذلك انتشار المعاهد الدينية في شتي بقاع المحافظتين شمالا وجنوبا. 1⁄4 وماذا تقولون في الدعوة إلي الخروج يوم 28 نوفمبر؟ ** هذه كلمة حق أريد بها باطل. لان هذا استدعاء لحادثة قديمة في العصر الإسلامي حين خرج الخوارج وهم يرفعون المصاحف علي أسنة الرماح وقالوا: لا حكم إلا لله. فكان رد الإمام علي كرم الله وجهه: هذه كلمة حق أريد بها باطل. ولان هذا العمل هو الذي تسبب في انشقاق الأمة ولا يزال هذا الانشقاق سببا في انشقاق أمتنا وتفرقها إلي وقتنا الحاضر. ولهذا نحن نهيب بالشباب عدم الخروج في هذا اليوم تجنبا للوقوع في فخ الاستجابة لدعاة الفتنة. 1⁄4 وما دور الأزهر في نشر الفكر الوسطي المعتدل؟ ** يتبني الأزهر الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل ملتزما بقول الله عز وجل "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" والأمة الوسط هي العدل. وقال ابن الأثير: كل خصلة محمودة لها طرفان مذمومان فالشجاعة وسط بين الجبن والتهور. والسخاء وسط بين التبذير والتقتير. قال تعالي: "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما" فمدح الإسلام التوسط والاعتدال وذم الميل"ومن الناس من يعبد الناس علي حرف" يعني علي غير تمكّن. ولذا جاء الإسلام دينا وسطا في عقيدته وتشريعاته. بمعني أن الإنسان طالما انه يعلم ان الله إله واحد خالق ورازق محب كفاه ذلك في اعتقاده وكان ذلك كامنا في حياته ولقد ركب ناس متن الشطط حتي فكروا في ذات الله فذكر البعض ان لله ولدا! وقال الآخر ان الملائكة بنات الله! وان البعض انكر وجود الله كلية! وخرج البعض علينا بتفريعات كثيرة لا طائل من ورائها! وكذلك جاء الإسلام ببساطة التكاليف لان الإسلام حينما فرض الصلاة فهي انقطاع عن المادة واتصال بالملأ الاعلي ولكن في أوقات معدودة ومخصصة. وحينما فرض الصيام فهو شهر في العام. وحينما فرض الزكاة كان جزءا بسيطا من المال. ومن يسر الإسلام في الصلاة انه سهلها والتمس للناس الأعذار. فالمسافر من حقه ان يُقصر الصلاة ومن حقه ان يجمعها ويصلي واقفا فإن لم يستطع فقاعدا فان لم يستطع فعلي شقه الأيمن فإن لم يستطع أومأ ولو ببصره. وأما الصيام فهو شهر في العام ولذلك فان التشريعات الإسلامية عامة في السماحة واليسر ولذلك قال النبي صلي الله عليه وسلم: "يسّروا ولا تعسّروا وبشّروا ولا تنفّروا" وقال: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر". محاربة التطرف 1⁄4 وكيف يحارب الأزهر الفكر المتطرف في سيناء؟ ** أولا: من خلال نشر الفكر الوسطي السليم الذي يدعو إلي الوسطية والاعتدال. وثانيا: من خلال القوافل الدينية التي يبعثها الأزهر الشريف إلي جنوبسيناء بهدف ترسيخ مبدأ المواطنة. وثالثا: بتضافر الجهود المخلصة من الأزهر الشريف ودعمه المتواصل لنشر الفكر الوسطي الصحيح الذي يبني ولا يهدم ويجتث ما أُلصق بالمجتمع من تكفير ومن وصف الناس بما لا يليق. لان الأزهر يحاول جاهدا غرس المبادئ الصحيحة والمستقيمة في وسط المجتمع. ورابعا: من خلال المعاهد الدينية التي انتشرت في ربوع سيناء. الجنوب والشمال. من أول القناة الي حدود رفح. والندوات الدينية لا تنتهي من خلال جهاز الوعظ وعلماء المنطقة الأزهرية بالمحافظتين. 1⁄4 وماهي الخطط التي وضعها الأزهر لمواجهة هذا الفكر؟ ** من خلال القوافل المكثفة التي تجوب أنحاء المحافظات وتضم كبار العلماء. والندوات التي تعقد في المدارس والمعاهد وفرق الأمن والسجون والقري والتجمعات البدوية. ونبيّن للناس من خلالها ان رسالة الإسلام هي رسالة محبة وسلام وتراحم. وان الإسلام يدعو للتعاون إلي البر قال تعالي: "وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان"ي لان نظرة الإسلام إلي النفس البشرية فيها إجلال. سواء أكانت أنفسا مسلمة ام غير مسلمة. فحينما مرت جنازة برجل يهودي وقف النبي إجلالا لها. فلما قال الصحابة: هذه لرجل يهودي! قال النبي: أليست نفسا؟! ومن هنا حرم الإسلام قتل النفس وإراقة الدماء قال تعالي "ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق" ويقول النبي صلي الله عليه وسلم "من أعان علي قتل مؤمن ولو بشطر كلمة لقي الله مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله" وقال "الإنسان بنيان الله ملعون من هدم بنيان الله". وبهذا نبذ الإسلام العنف ودعا إلي التسامح والسلام والمحبة والوئام. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا تحاسدوا ولا تنابذوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا". تأثير المناهج 1⁄4 وكيف تؤثر المناهج الأزهرية في محاربة الفكر المتطرف؟ ** لقد جاءت المناهج الأزهرية مليئة بحاجات المجتمع ولطلاب المعاهد الأزهرية. أما ما أثير حول المناهج الأزهرية فهناك ما يُعرف بالفقه الافتراضي لأن الله قيّض لهذا الدين علماء أفذاذ فقهاء استطاعوا أن يجتهدوا للأمة منذ آلاف السنين. فافترضوا أشياء لم تكن موجودة ولا تزال إلي الآن. وهي تدل علي سعة فقههم وتمكّنهم من الاجتهاد لهذا الدين. ولهذا لا عدة لمن يعترضون ويريدون هدم الدين من أساسه كما هو واضح في بعض وسائل الإعلام. ولقد قيّض الله عز وجل لهذا علماء أجلاء دافعوا عن الأزهر حفظوا رسالته وقاموا بتقليص المناهج وضم بعضها الي بعض تيسيرا علي الطلاب وتلبية لحاجة العصر. 1⁄4 كيف كان شعوركم قبل المجيء إلي سيناء. والآن بعد الانتهاء من جولتكم؟ ** أولا القوافل التي تأتي إلي جنوبسيناء منذ فترة وجهاز الوعظ والمنطقة الأزهرية قامت بدورها خير قيام. ولقد كان انطباع أعضاء القافلة كله سعادة وسرورا. ولكن القافلة حينما تجولت في جميع المراكز والتقت بالأهل في التجمعات البدوية وما استقبلت بها العامة من حفاوة باهرة أصبح شعور العامة غاية في الحب والاطمئنان وحتي العودة إلي القاهرة.