مجلس خبراء القيادة في طهران من أهم وأرفع المجالس في النظام الجمهوري الاسلامي لدولة ايران وبه لجنة تتكون من 7 افراد. عملها مراقبة الولي الفقيه او رأس الدولة مرشد الدولة الايرانية ومن صلاحياتها عزله اذا تتطلب الأمر او إذا أخلّ بأحد شروط ولايته للدولة. آية الله عباس الكعبي. واحد من اهم أعضاء مجلس خبراء القيادة في طهران. ورغم انه يقيم في مدينة ¢قُمّ¢ التي تبعد عن العاصمة طهران مسافة 3 ساعات بالسيارة. الا انه اتي للقاء الوفد الاعلامي المصري. حيث دار نقاش كبير وطويل حول أهم قضايا العالم الاسلامي. والحقيقة أن الاسئلة التي طرحتها عليه كانت في بعض الأوقات حادة بل وتتضمن هجوما حادا علي الدولة الايرانية لكنه تقبل كل هذا بصدر رحب وقال أنه سعيد بها حتي يكشف للراي العام جوانب كثيرة غير معلومة. بيت المقدس الكعبي يؤكد ان الدواعش وكل التكفيريين يعملون ضمن أجندة اعداء الاسلام والجمهورية الاسلامية وهم وجهان لعملة واحدة لإثارة الفتنة المذهبية والطائفية ونحن نحارب التكفير بكل اشكاله الطائفية والمذهبية ونحن ايضا نغلق الباب علي الشيعة التكفيريين ولا نعترف بهم ولا بقنواتهم ولكن الغرب هو من يفتح لهم الابواب. قلت للكعبي: كيف تري جماعة انصار بيت المقدس؟ فقال: ¢هي جماعة ارهابية واين هم من قضية فلسطين. هؤلاء ليسوا اسلاميون. واين هم من عملية التهويد لبيت المقدس؟ كل حركة تدعو الي الارهاب والاقتتال الطائفي والمقاتلة الداخلية وقتل الابرياء وتستخدم العنف المسلح ضد الشعوب فنحن نرفضهم¢. واضاف: نحن لا تهمنا الاسماء ولكن تهمنا الحقائق ومن الثوابت عندنا الانتصار لقضية فلسطين والانتصار لغزة من اجل تحرير القدس بشكل حقيقي وميداني ولكن هذه الجماعة سمعنا انها ارتكبت جرائم في حق الجنود المصريين والضباط والاعتداء علي الشعب المصري وهي حركة ارهابية وجيش مصر هو جيش وطني وهذه الجماعة اذا كانت تريد مقاتلة الكيان الصهيوني فالطريق مفتوح. الكعبي يؤكد علي دور الازهر الشريف قائلا: انه ينبغي ان يعود اليه دوره والازهر له مكانة مرموقة جدا ولدينا في حوزة قم او النجف كثير من العلماء يعتزون ان لديهم ارتباط او علاقة بعالم ازهري. الخطورة الطائفية أعرب الكعبي عن استشعاره الخطورة الطائفية والمذهبية لتفكيك الشعوب الاسلامية. وقال¢ عندما صارت فتنة ضد طالبان وتنظيم القاعدة في افغانستان. وأصبح هناك قتل وفتك. وقتلوا أبرياء واعتدوا علي السفارة الايرانية واعضاء السلك الدبلوماسي. تصور البعض أن فتوي الجهاد ستشعل حربا ايرانية افغانية ولكن ايران تفادت هذه الفتنة؟. ورفضت الدخول في هذه الحرب¢. واضاف: ¢ايضا في الحرب العراقيةالايرانية حاول الاعداء تحويلها الي حرب ايرانية عالمية وامريكا كانت تريد حرب سنية شيعية¢. وفي العراق كان ابو مسعد الزرقاوي يسعي ايضا الي حرب سنية شيعية. ولكن رفضنا ان ننساق الي هذه الحروب وهذه الفتن الخطيرة جدا. فصائل الزرقاوي بمناسبة الزرقاوي قلت للكعبي: ان ايران هي من احتضنته منذ البداية وقدمت له الدعم؟ فقال: ¢ناصرنا الشعب العراقي من اجل القضاء علي مشاكله. وما تأسس في العراق هي فصائل مقاومة وليست ميليشيات جهادية. ومن الخطأ ان نقول ان الحكومة العراقية شيعية فرئيس البرلمان سني ورئيس الجمهورية كردي ورئيس الوزراء شيعي منتخب من صناديق الاقتراع. اما اعلان السيستاني للجهاد في العراق وتشكيله مليشيات شيعية فهذا تشويه للامور. مشروع شيعي قلت للسيد الكعبي: ان ايران لديها مشروع لنشر الفكر المذهب الشيعي في الدول العربية والاسلامية ومن هنا يأتي التخوف من التقارب مع ايران؟ فقال: ¢من الاولي ان نسعي الي تشييع السنة الذين يعيشون بيننا او الذين يتحالفون معنا. هناك من يروج ان ايران لديها حالة من التبشير الشيعي رغم ان ايران تدعم المدارس السنية بها. وفي جامعة المذاهب الاسلامية في طهران يتم تدريس الفقه الشافعي والحنفي والمالكي. وايضا يتم تدريسها في جامعة المصطفي العالمية. ومدارس السنة وحوزاتهم نشطت في ايران بعد ان كان لا وجود لها في عهد الشاه. وأضاف: لا يوجد لدينا مشروع ايراني اممي لدينا مشروع اعادة بناء الامة العربية والاسلامية وليس لدينا برنامج شيعي فهذا كذب وافتراء والاعلام ساهم في التخويف من ايران وتبديل معادلة العدو والصديق وايران صديق العرب بالاستراتيجيات والثوابت وتريد العزة والكرامة للشعوب العربية وايران مستعدة لتقديم كل امكانياتها للشعوب العربية. ولماذا لا تقدم ايران مبادرة لحسن النية حتي يمكن تحقيق التقارب بينها وبين الشعوب العربية؟ كان سؤالي للكعبي. فقال: ¢الانفتاح علي الآخر في الوطن العربي والاسلامي ضروري لمواجهة الملفات العالقة التي تهمنا مثل الفتنة والرقي والتقدم يمكن ان يجنبنا الكثير من المشكلات. وايران في زمن الشاه كانت لا تعترف بالعرب والعروبة وتتحالف مع اسرائيل وكانت تعمل من اجل اعادة مجد كسري والدولة الايرانية القديمة وحول التاريخ الهجري الي تاريخ ملكي ايراني. وعندما قامت الثورة الايرانية كان اول شعار اليوم ايران وغدا فلسطين وتم تعميم اللغة العربية في المدارس لانها لغة القران. والمشكلة مع مصر بدأت مع كامب ديفيد. التي رأينا فيها موالاة لإسرائيل ومن أجل فلسطين مستعدين لعمل كل شئ ومعاداة اي احد ايضا.